من العبيدي إلى كربلاء… قاسم ظاهر وعبق دماء الطف في زمننا..!

بقلم _ إنتصار الماهود 

 

حين نقرأ سيرة الشهيد قاسم حيال ظاهر، نرى خيطًا ممتدًا من كربلاء إلى بغداد، من دماء الحسين وأصحابه إلى دماء المقاومين الأحرار الذين واجهوا الاحتلال دفاعًا عن الأرض والكرامة.

وُلد قاسم في الناصرية، مدينة الأهوار والشهداء، عام 1967، وحمل منذ صغره روح الطف في صدره؛ روح الإباء والولاء والرفض للظلم، تمامًا كما حملها الأحرار في واقعة كربلاء. لم يكن مجرد شاب يسير في درب الدراسة والعمل، بل كان طالبًا في الحوزة، ينهل من فكر الشهيد السيد محمد الصدر، ويؤمن أن مقاومة الظلم فريضة لا تقبل التأجيل.

كما كان الحسين عليه السلام وأصحابه حراسًا لمبادئ السماء، كان قاسم حيال ظاهر حارسًا لصلاة الجمعة في زمن الرعب البعثي، يرفع صوته مع المؤمنين بأن لا كرامة تُشترى، ولا وطن يُباع، ولا دين يُساوم عليه.

وحين داهم الاحتلال الأمريكي أرض العراق، كان قاسم من أوائل من حملوا لواء المقاومة في صفوف عصائب أهل الحق، يقاتل المحتل كما قاتل أصحاب الحسين طغيان يزيد، مؤمنًا أن النصر ليس بالأرقام بل بثبات المبادئ.

لم ترهبه السجون، كما لم تُرهب زينب بنت علي كلمات يزيد، بل خرج أكثر صلابة، حتى ارتقى شهيدًا في العبيدي ببغداد عام 2008، يُعيد للأذهان مشهد أصحاب الحسين وهم يسقطون في كربلاء، لكن أرواحهم ترفع راية الحق فوق جماجم الطغاة.

دم الشهيد قاسم حيال ظاهر، امتداد لدماء كربلاء… تأكيد أن كل زمن فيه يزيد، وفيه أيضًا من يُعيد رسم الطريق نحو الحرية، ولو كانت كلفته الحياة نفسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى