نداء الثورة الكبرى : ماذا لو امتدت يد الغدر نحو قم؟

بقلم _ زمــزم الـعـمـران

في لحظة قد تكون الأعظم تأثيرًا في تاريخ الصراع بين جبهة المستكبرين وجبهة المستضعفين، يقف العالم الإسلامي، والشيعي على وجه الخصوص، أمام معادلة مفصلية : ماذا لو تجرأت قوى الشر على استهداف حوزة قم المقدسة، أو فكرت بمحاولة اغتيال سماحة ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله الشريف)؟ سؤال تتفاداه الدوائر الغربية، ولكنه حاضر وبقوة في حسابات الشعوب المؤمنة، والكوادر العقائدية، وجبهات المقاومة.

ليست هذه الفرضية ضربًا من الخيال، بل هي سيناريو واقعي مدروس في غرف العمليات الغربية والصهيونية، يراد منه قطع الرأس العقائدي والسياسي للمقاومة الإسلامية، إلا أن من يفكر بهذا الجنون عليه أن يستحضر حقيقة ثابتة لا تحتمل التأويل : أن التشيع مبني على دماء كربلاء، وأن كل راية تُرفَع ضد الظلم، فإنها تنبع من نبع الحسين عليه السلام.

في حال تحقق هذا السيناريو الدموي، فإن فتوى واحدة من مراجع النجف وقم كفيلة بإشعال ثورة شيعية كبرى لا تقتصر على حدود إيران أو العراق، بل تمتد من الخليج حتى البحر المتوسط، ومن باكستان حتى نيجيريا، ومن الضاحية الجنوبية إلى أعماق أوروبا وأمريكا اللاتينية ، فالحوزات العلمية ليست فقط منارات علم، بل هي أيضًا منابر مقاومة، ومدارس إعداد للثوار.

الرد لن يكون تقليديًا، بل سيكون على مستوى الحدث. كل مصالح أمريكا، وقواعدها، وسفاراتها، وشركاتها، وامتداداتها في المنطقة، ستكون في مرمى الاستهداف، و”إسرائيل”، هذا الكيان الهش الذي لا يحتمل حربًا نفسية، ناهيك عن حرب صواريخ أو طوفان بشري من المجاهدين، ستعيش لحظات نهايتها.

إن الذي يؤمن بأن “كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء”، لن يتردد في أن يجعل من ذلك اليوم يوم ثأر الحسين مجددًا، ولكن هذه المرة على صعيد عالمي، فالإسلام المحمدي الأصيل لا يعرف المساومة، ولا يقبل بالذل، ولا يخضع لقوى الاستكبار.

وإذا كان البعض يظن أن التشيع قوة طائفية، فإن الأحداث ستثبت أن التشيع هو روح الإسلام الثوري، الجامع لكل الأحرار، والساعي لتحرير البشرية من كل أشكال الهيمنة.

أمريكا وطفلها المدلل “إسرائيل” عليهما أن يفهما هذه الحقيقة جيدًا: أي مساس بقائد الثورة هو إعلان نهاية وجودهم في المنطقة، بل وربما في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى