عندها رأينا الموز!
بقلم _ جواد ابو رغيف
في موقعة كروية عاصفة جرت سنة 1987 في البصرة وفي “ملعب البحري” تحديداً بين فريق ( قوات المدينة المنورة/ الحرس الجمهوري) وفريق ( القوات الخاصة/ الحرس الجمهوري)، ضمن بطولة قيادة قوات الحرس الجمهوري، كنت حينها قد تم استدعائي لفريق المدينة المنورة قبل البطولة، بأربعة اشهر نجحت خلالها أن اقنع المدرب الكابتن “عبد الرزاق” ومشرف الفريق الكابتن ” ضرغام الحيدري” بأشراكي في التشكيلة الاساسية رغم حداثة عهد تنسيبي للفريق، سيما وان لاعبي الفريق مضى على انتسابهم سنوات.
كنت اسمع حديث الكابتن “مسعد” من اهالي الديوانية، وهو يتحدث مع الكابتن “عبد الرزاق” مدرب الفريق، ونحن مستقلين “قطار البصرة” متأخر الليل ظناً منه انني نائم ، عن ضرورة اشراكي في التشكيلة الاساسية في البطولة، لكن المدرب كان يستغرب طلب مسعد ويرد عليه ( مسعد السيد بعده جديد ما أگدر اجازف ونزله اساسي)، فيما يصر مسعد على طلبه.
وصلنا البصرة صباحاً لم نسكن في فنادق البصرة اسوة بفرق الحرس الجمهوري الأخرى، بل كان مضيفنا الكباتن جنرال خط الوسط بالمنتخب العراقي الأسبق “هادي احمد” ورفيقة “علاء احمد” و ” جليل حنون”، تقديراً لزميلهم في المنتخب العراقي الكابتن (ضرغام الحيدري)، فتم اسكاننا في اللجنة الاولمبية في البصرة.
بعدها بأيام انطلقت في ملعب البحري منافسات البطولة بشدة بين الفرق لقرب المستويات وقوة الفرق المنافسة، وعلى مدى عشرون يوماً، حتى وصلنا الى مباراة فاصلة مع فريق القوات الخاصة، اجتمع بالفريق الكابتن ضرغام الحيدري وتحدث معنا برجاء ( ولدي بحياتي ما متأخر عن البيت واحد وعشرين يوم أريدكم تغلبون حتى ارجع للبيت)، كان الفائز بالمباريات يذهب الى بغداد ينتظر شهر لملاقات الفائز بالتصفيات بمباراة شبه نهائي بملعب (الشالچية).
في اليوم الثاني بدأت المباراة، وتم اشراكي اساسي في المباراة، بعدما كنت اشارك كبديل في المباريات السابقة.
كان مركزي (شبه يمنى)، قبل أن تنطلق المباراة كنت أراقب الملعب والخصم، حمدت الله انني لست بجهة كابتن المنتخب الوطني آنذاك (سليم حسين)، فقد كان بمركز المدافع اليمين، وهو المعروف بقوة التحاماته، وعندما بدأت المباراة لم يكن مدافع اليسار الذي العب بجهته اقل من قوة وعنف سليم حسين.
ما ان بدأت المباراة ودخلت بأجواءها، حتى عشت وكأني العب بـ ( مدرسة تطوان قطاع 43)، واخذت استعرض بالكرة، وفي كرة مباغته من احد الزملاء انفردت بكرة عالية ( طبه ونص) موهت المدافع وكأني اشوّت، رمى مدافع اليسار نفسه بقوة، فرفعت الكرة من فوقه، فخرج من الملعب ماسحاً ( البورگ)، شوّت الكرة مستعرضاً برعونة الشباب فأضعتها، اصابني الحزن، فاستدرت عائداُ ولم انتبه لصياح الكابتن ضرغام الحيدري ( ابني ميخالف سبع ) حتى نصف الملعب.
انتهت المباراة بفوزنا بهدف مقابل لا شيء سجله الكابتن ” جبار الكوري”.
عند المساء زارنا ضابط الالعاب مع الملاك التدريبي، وكونه ضابط مخابرات سابق تربطه علاقات بـ “سيطرة سفوان “، فقد جلب لنا موز تم توزيعه على اللاعبين عندها رأينا الموز!!!.
البارحة عدت من احد مواكب العزاء الذي احضره بشكل يومي، ومعي موزتين أصر صاحب الموكب على اخذها للأولاد ببركة القاسم عليه السلام جلست صباحاً فوجدتهما بذات المكان لم يأكلهما احد لوفرة الموز، فتذكرت زمانين وحمدت الله تعالى كثيراً.