الـــجــزء الــســادس الإمام الحسين عليه السلام في رحلته العاشورائية
بقلم _ إعداد شاعرة الصمود / وفيه العمري
فرجع مسرعا وظل يقاتل حتى قُطعت يده فلما رأته زوجته وقد سال دمه قامت فشدت عمودا من الخيمة وأسرعت نحوه وهي تحثه قائلة (فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين حرم رسول الله)
فأقبل يردها إلى النساء وهي تمسك بطرف ثوبه وتقول ( لن أعود أو أموت دونك)
تعجب منها فقال ( كنت تنهيني عن القتال والآن تطلبين الموت معي)
فالت وهي تبكي ( يا وهب إن واعية الحسين كسرت قلبي)
فسألها وماذا قال ? فأجابت
( سمعته ينادي أمام باب خيمته
واغــربــتــاه ..واا قــلــة نــاصــراه ..أمـا من ذاب يــذبُّ عـنـا أمـا من مجـيـر يجـيـرنـا? !
فبكى وهب واستنجد بالحسين عليه السلام قائلا ( يا سيدي ردّهــا)
فقال لها الحسين عليه السلام
( جُـزيتم من أهل بيت خيرا ارجعي يرحمك الله إلى النساء فليس على النساء قتال) فأطاعته ورجعت
ظل وهب يقاتل حتى قتله الأعداء ثم قطعوا رأسه ورموا به إلى الحسين عليه السلام
ثم برز جـــون مولى أبي ذر الغـفـاري وكـان عـبدا أسود فقال ياابن رسول الله أتـأذن لي في القتال
فأذن له عليه السلام
فقال. جــون مستعطفا ( ياابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم والله إن ريحي لنتن وإن حسبي للئيم وإن لوني لأسود فتنفس عليّ بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيّض وجهي لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم)
فقال له الحسين عليه السلام فاخرج بيّض الله وجهك
فخرج مرتجزا
كيف ترى الكفار ضرب الأسـودِ
بالسيفِ ضرباً عن محمد
أذبُّ عنهم باللسان والـيــدِ
ثم حمل على جيش الكفار فقتل منهم خمسة وعشرين رجلا فصاح رجل من أصحاب بن سعد
( ويحكم أيفري فيكم هذا العبد الأسود بسيفه وتهابوه)
فينما كان منشغلا بقتال من هم أمامه تسلل رجل من خلفه وطعنه بالسيف فقتله
فأسرع إليه الحسين ووقف عليه يدعو له ( اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد)
فكان الناس يمرون عليه أثناء القتال فيشمون منه رائحة أزكى من المسك
كان للحسين عليه السلام غلام تركي ( إسـمـه أسـلـم ) وكان قارئا للقرآن فغبط جـــون ( أي حسده)
فعاد للحسين عليه السلام وقال ياابن رسول الله إن لوني أبيض. وحسبي كصاحبي فهلا أذنت لي بالقتال ليشرف حسبي وألحق به في الجنة)
إنطلق أسلـم إلى الأعداء وهو يرتجز
البحرُ من طعني وضربي يصطلي
والجوُّ من نـبـلي وضـربي يمتـلي
إذا حُسامي في يميني يـنـجـلي
ينـشـقُّ قـلـبُ الحــاسـد الـمـبجل
وأسرع في خفة الغزال فقتل سبعين رجلا فصاح أحدهم ويحكم أحيطوا به قبل أن يبددكم بسيفه
فاحاطوا به حتى صرعوه
فجاء إليه الحسين عليه السلام ووضع خده على خده واعتنقه ففتح الغلام عينيه وابتسم وقال مفتخرا
( من مثلي وابن رسول الله واضع خده على خدي )
حمل شمر بن ذي الجوشن على ميسرة الحسين عليه السلام وأصحابه فتصدوا له وقاتلوهم قتالا شديدا
فصاح عمروا بن الحجاج بأهل الكوفة قائلا ( إلزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابو في قتل من مرق من الدين وخالف أمير المؤمنين يزيد بن معاوية فلما سمعه الحسين عليه السلام ناداه بقوله
( أتحرض الناس عليّ يا عمروا ? أنحن مرقنا من الدين أم أنتم ? والله لتعلمن لو قُبضت أرواحكم ومتم على أعمابكم من الذي مرق من الدين ومن هو أولى بصلي النار.. !
فأقبل ابن الحجاج وهجم على معسكر الحسين عليه السلام من جهة الفرات فاقتتلوا ساعة ومسلم بن عوسجة يطيح بالرؤوس يمينا ويسارا وهو يرتجز :
إن تـسألوا عـنـي فـإني ذو لــبــد
مـن فـرع قـوم من ذرى بني أسـد
فمن بـغــانـا حـائــد عـن الــرشــد
وكـافـرُ بـدين جـبــار صــمــد
فلما هدأت المعركة وانقشع الغبار رأوه صريعا فركض الحسين عليه السلام نحوه ومعه حبيب بن مظاهر ودعا له
( رحمك الله يا مسلم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
واقترب منه حبيب بن مظاهر وقال ( لقد عز عليّ مصرعك
لما رأى ابن مسلم أباه وقد قُتل دخل على أمه وهو يبكي فقالت له
مايبكيك فقال أريد الجهاد فقامت أمه وشدت سيفاً في وسطه
فخرج الغلام وأراد حمل الرمح فلم يستطع لصغر سنه فكان يسحبه على الأرض سحبا
عندما أبصره الحسين عليه السلام أشفق عليه فقد قتل أبوه وأخاف أمه تكره خروجه
فقال له الغلام
يا سيدي إن أمي هي التي ألبستني لامة الحرب
وبرز.وهو يرتجز
أميري حسين ونعم الأمير
سرور فؤاد البشير النـذيـر
علي وفـاطـمـة والحسيــن
فهل تعلمون له مـن نظير
له طلعة مثل شمس الضحى
لـه غــرة مثــل بــدر منـيـر
وأقبل يقاتل حتى قتل عددا منهم والكل مندهش من شجاعته فاغتاظ ابن سعد وتكاثروا عليه وقتلوه واحتزوا رأسه ورموه نحو الحسين عليه السلام
إنتصف النهار وجاء وقت الصلاة فأستأذن أبو ثمامة الصائدي أن يصلي آخر صلاة له مع الحسين عليه السلام
صلى الحسين بمن تبقى من أصحابه صلاة الخوف والسهام والنبال تنهال عليهم والحنفي يقي الحسين عليه السلام بنفسه ويرميهم بالنبل فقد كان من أمهر الرماة حتى سقط على الأرض وبه ثـلاثــة عشــر سهـمـاً غير الطعن والضرب فجاد بنفسه وهو يدعوا (اللهم إلعنهم لعن عاد وثمود اللهم أبلغ نبيك مني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم وجراح فإني أردت ثوابك في نصرة ذرية نبيك وفاضت روحه
فخرج نافع بن هلال البجلي وقاتل كليث هصور وهو يرتجز
أنا ابن هلال البجلي أنا على دين علي
فبرز له رجل إسمه مـزاحم بن حريث وهو يقول وأنا على دين عثمان
فقال له نافع ( أنت على دين شيطان)
وضربه بالسيف فقتله وأخذ يرمي بالسهام ويقول
أرمي بها معلّمة أفواقها
والنفس لا ينفعها إشفاقها
مسمومة تجري به إخفاقها
ليملأن أرضها أرشاقها
حتى نفدت سهامه فقبض على سيفه وهو يقول
أنا الغلام اليمني البجلي
ديني على دين حسين وعلي
إن أُقتل اليوم فهذا أملي
فذاك رأيي وألاقي عملي
فقتل إثني عشر رجلا وجرح آخرين فانهالوا عليه حتى كسروا عضديه وأمسك به شمر ومن معه وساقوه أسير إلى ابن سعد فضرب شمر عنقه
إعـــداد / وفــيـــه الــعــمــري
/////////////////////////////////////////////////////////////////
الــــجـــزء الـــســـابــع والأخـــيـــر
الإمــام الحسين في رحلته العاشــوزائــيـــة
إعـــداـ شاعرة الصمود / وفــيــه العـمـري
خرج زهير ابن القين وهو يرتجز
أنا زهير وأنا ابن القينِ
أذودكم بالسيف عن حسين
إن حسيناً أحد السبطين
من عترة البر التقيّ الزينِ
ياليت نفسي قُسمت نصفينِ
فقتل من رجال بن سعد خمسين رجلا ثم عاد إلى الحسين عليه السلام وراح يضرب على منكبيه
وهو يقول
أقدم هُـديت هادياً مهدياً
فاليوم تلقى جـدك النبيـا
وحسـنا والمرتضى عـلـيا
وذا الجناحين الفتى الكميا
وأسـد الله الشهيد الحـيـا
ثم ودعه قائلا ( السلام عليك ياابن رسول الله ملتقانا عند جدك رسول الله
وكرّ مرة أخـرى نحو رجال بن سعد فقتل منهم سبعين آخرين وهجم عليه جماعة من جنود بن سعد وقتلوه
فوقف عليه الحسين عليه السلام وقال ( لا يبعد الله يا زهير ولعن الله قاتليك لعن الذين مسخو قردة وخنازير
أقبل عابس بن شبيب الشاكري ومعه شوذب مولى بني شاكر
فسلم شوذب على الحسين عليه السلام وودعه فقاتل قتالا عنيفا حتى قتل عددا منهم ثم قُتل
فقدم عابس على الحسين عليه السلام قائلا ( أشهد الله أني على هداك وهدي أبيك)
ومضى بسيفه فلم يجرؤ أحد على الخروج لمبارزته فأمرهم إبن سعد أن يرمونه بالحجارة وعندما رآهم يبالغون في قذفه بالحجارة ألقى درعه وشد عليهم فانهزموا بين يديه ولكنهم أحاطوا به وقتلوه وقطعوا رأسه وكانوا يتناقلونه بينهم مفتخرين بقتله
لما رأى حبيب بن مظاهر كثرة الشهداء وقلة من بقي مع الحسين برز لأهل الكوفة وهو يقول
أنا حبيب وأبي مظاهر
فارس هيجاء وحرب تسعر
أنتم أعــد عدة وأكـثـر
ونحن أعلى حجة وأظهر
وأنتم عند الوفاء أغــدر
ونحن أوفى منكم وأصـبـر
حقاً وأتقى منكم وأعــذر
قاتل حبيب حتى قتل سبعين رجلا فحمل عليه صريم التميمي وضربه بالسيف على رأسه
ثم طعنه تميمي آخر وأراد أن ينهض فضربه الحصين بن نمير حتى شج رأسه ونزل التميمي وقطع رأسه وأخذو يعلقوا الرأس في عنق خيولهم مفتخرين بقتله
لم يبق مع الحسين الا بشير بن عمروا الحضرمي
وسويد بن عمرو بن أبي المطاع والضحاك بن عبدالله المشرقي
فقاتل بشير حتى قتل وتقدم سويد وكان شريفا محباً للصلاة مكثرا منها وهو يرتجز
أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا
وشيخك الحبر علياً ذا الندى
وحسنا كالبدر وافـى الأسـعـدا
وشيخك القرم الهمام الأرشدا
حمزة ليث الله يُدعى أســدا
وذا الجناحين تبوأ مقعدا
في جنـة الفردوس يعلوا صعدا
فقاتل حتى أستشهد فكان آخر قتيل من أصحاب الحسين
بعد ذلك تقدم الضحاك من الحسين عليه السلام وطلب منه أن يأذن له بالإنصراف فقال له الحسين إنصرف
بقي الحسين عليه السلام وحيدا بلا أصحاب فجاء إليه الأعداء وإلى أهل بيته واخذ بن سعد ينظر إلى الحسين عليه السلام ليرى ما يفعل ثم جاء دور أهل بيت الحسين
فخرج علي الأكبر إبن الحسين عليهما السلام وكان يشبه رسول الله وأستأذن أباه في القتال
فرفع الحسين يده إلى السماء ( اللهم أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقا برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه اللهم إمنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم غدوا علينا يقاتلونا)
ثم تلا ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)
وصاح مخاطبا ابن سعد ( ياابن سعد مالك قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله ولا بارك الله لك في أمرك وسلط عليك من يذبحك بعدي على فراشك )
تقدم علي الأكبر وشد على الأعداء وهو يقول
أنا علي بن الحسين بن علي
نحن وبيتُ الله أولى بالنبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
أضرب بسيفي أحامي عن أبي
ضرب غلام هاشمي علوي
فقاتل حتى قتل منهم مائة وعشرين ولما أنهكه القتال واشتد به الظمأ عاد إلى أبيه وسيفه يقطر دما وقال ياابه
العطش قتلني وثقل الحديد أنهكني فهل من شربة ماء
فبكى عليه السلام وقال وااغــوثــاه يا بني ارجع وقاتل قليلا فما أسرع أن تلقى جدك رسول الله
ثم قربه إليه ومص لسانه واعطاه خاتمه وقال له ضعه في فمك فعاد وقاتل حتى قتل نحو مائتين
فاعترضه مره بن منقذ العبدي وطعنه بالرمح في ظهره فانفجرت دماؤه ثم ضربه بالسيف ففلق رأسه حتى سقط فأحاط به الأعداء وأخذوا يضربونه بسيوفهم ويطعنونه حتى فارق الحياة فأسرع إليه الحسين عليه السلام ووقف عليه وقال باكيا ( قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الرحمان وعلى إنتهاك حرمة الرسول على الدنيا بعدك العفا يعز على جدك و أبيك أن تدعوا فلا تجاب وتستغيث فلا تُغاث)
ووضع خده على خده ثم أخذ بكفه من دمه وقذف به نحو السماء فلم تسقط منه قطرة …!
فخرجت عمته زينب عليها السلام وهي تصيح
يــا حبيباه ..ويــا ابن أخــيــاه
أنكبت عليه وانفجرت بالبكاء
فأمر الحسين عليه السلام فتيانه بإعادتها للخيمة
وبرز عبدالله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهو يرتجز
اليوم ألقى مسلما وهو أبي
وفتية بادوا على دين النبي
ليسوا بقومٍ عُرفوا بالكذب
لكن خـيــارُ وكـرام النسبِ
من هـاشم السادات أهل الحسبِ
فقتل ثلاثة وتسعين رجلا في ثلاث حملات
فلما كان يشق صفوف الأعداء رصده عمرو بن صبيح الصيداوي ورماه بسهم فوضع عبدالله يده ليتفادى السهم فاخترق السهم كفه إلى جبهته فسمرها به فلم يستطع تحريكها فرماه بسهم آخر
فقال ( اللهم إنهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا
فحمل عليه رجل فطعنه بالرمح بقلبه فصرعه
بعد ذلك خرج محمد بن أبي سعيدبن عقيل فقاتل حتى رماه لقيط بن ياسر الجهني بسهم فقتله
ثم برز جعفر بن عقيل وهو يرتجز:
أنـا الـغـلام الأبـطحي الـطـالـبــي
مـن مـعـشرٍ فـي هـاشم وغـالــب
ونـحـن حـقـاً ســادة الـــذوائــبِ
هــذا حـسـين أطـيـب الأطايب
وســيـد الشـيــبِ مـع الـشـبــانِ
فقتل سبعة عشر رجلا فخرج إليه عثمان بن خلد الجهني وبشر بن سوط الهمداني فحملا عليه فقتلاه
خرج بعد ذلك عبدالله بن عقيل فقتل مجموعة كثيرة حتى أثخن بالجراح فحمل عليه فارسان فقتلاه
ثم برز محمد بن عبدالله بن جعفر مرتجزا:
أشكو إلى الله من العدوانِ
فعالَ قومٍ في الـردى عـمـيان
قــد بــدلـوا مـعـالـم الـقـرآنِ
ومحكم التنزيـل والـتـبيـانِ
فحمل عليه عامر بن نهشل التميمي فقتله
فأسرع أخوه عون بن عبدالله بن جعفروهو يقول
إن تـنـكـرونـي فأنـا ابن جـعـفـرِ
شـهـيد صـدقٍ فـي الجنـان أزهرِ
يـطـيـر فيهـا بـجــناحٍ أخـضــرِ
كـفـى بـهـذا شـرفـاً في المحشرِ
فقتل واحد وعشرون من جند بن سعد فحمل إليه عبدالله بن قطبه الطائي فقتله
بعدها إستأذن القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب في القتال فلم يأذن له لأنه كان لا يزال غلاما يافعا فأخذ يقبل يد عمه الحسين ورجليه حتى أذن له فاحتظنه وبكيا
فظل يضرب بالسيف حتى قتل ثلاثة من أتباع بن سعد
فأنقطعت حذاءه فأسرع عمروا بن سعيد الأزذي وهو منشغل بحذاءه فضربه بالسيف حتى فلق رأسه فسقط الغلام على وجهه وصاح
يـا عـماه فأسرع إليه الحسين فضرب الأزدي بالسيف فقطع يده من المرفق
وقال ( بعدا لقوم قتلوك خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك)
ثم أخذه ووضعه مع القتلى حوله من أهل بيته
ورفع يديه إلى السماء ودعا قائلا :
( اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا)
تقدم أبو بكر بن الحسن فرماه عبدالله بن عقبه بسهم فقتله
فلما رأى العباس عليه السلام كثرة القتلى من أهله قال لإخوته ( عبدالله ..وجعفر ..وعثمان)
تقدموا أمامي حتى آراكم نصحتم لله ولرسوله تقدموا لأرثكم
أما عبدالله وجعفر فقتلهما هانئ بن ثبيت الحضرمي
وأما عثمان فرماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم ثم هجم عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله وأخذ رأسه
ضاق صدر العباس عليه السللم فبرز كالليث الهصور وكان عمره ( أربعة وثلاثين عاما) وكان وسيما جميلا إذ كان يلقب بقمر بني هـاشم
وهو آخر من بقي مع الحسين عليه السلام فقال يا أخي هل تأذن لي في القتال فبكى الحسين عليه السلام حتى بللت دموعه لحيته الشريفة وقال له يا أخي أنت حامل لوائي
فقال للعباس وهو يسمع صياح الأطفال العطشى
فاطلب لهؤلاء الصبية قليلا من الماء
فنادى العباس عليه السلام ( يا عمر بن سعد هذا الحسين بن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله عطاشى قد أحرق الظمأ قلوبهم فاسقوهم
فرد عليه الملعون شمر قائلا :
يا ابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا ما سقيناكم منه قطرة إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد)
فأخبر العباس أخاه الحسين بما قالوا فسمع الأطفال وهم يصرخون العطش العطش
فامتطى فرسه وجرد سيفه وأخذ القربة وتوجه إلى الفرات فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم يحفل بهم فأخذ يمضي واللواء يخفق على رأسه وهو يرتجز
أنا الذي أُعـرف عـنـد الزمـجــره
ياابن عـلـي الـمـسـمـى حـيــدره
فلم يثبتوا أمـامه
فدخل الماء وكان العطش قد ألهب صدره فاغترف بيده غرفة ليتقوى على القتال فتذكر عطش أخيه الحسين والنساء والأطفال فرمى الماء من يده وهو يقول
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبـعـده لا كـنـتِ أن تـكـونـي
هـذا الحـسـين شـاربُ الـمـنـونِ
وتـشـربـيـن بـــارد الـمـعــيـنِ
تـالله مـاهــذا فـعـال ديـنـي
ولا فــعــال صــادق اليقينِ
وملأ القربة وحملها على كفه اليمنى عائدا إلى الحسين عليه السلام فأحاطوا به من كل جانب
فكان يضربهم بسيفه حتى قتل منهم ثمانين رجلا وهو يقول
لا أرهب الموت إذا الموت رقــا
حـتى أواري في المصـاليت لقا
أني أنـا العباس أغــدو باللـقـا
ولا أخـاف الشـر يوم الملتقى
نفسي لسبط المصطفى الطهر وِقــا
فكمن له زيد بن ورقاء الجهني خلف نخلة فضرب يده اليمنى فقطعها فحمل العباس القربة بكتفه اليسرى وهو يرتجز
والله إن قـطعـتمُ يميـني
إني أحـامي أبـدا عن ديني
وعن إمـام صـادق اليقينِ
نجل النبي الطاهر الأمينِ
وكان حكيم بن الطفيل قد إختبأ خلف نخلة أخرى فضرب العباس عليه السلام على يساره فقطعها فضم العباس اللواء إلى صدره حتى لا يسقط وهو يقول :
يا نفس لا تخشي من الكفـار
وأيـشـري بــرحمـــة الجبــار
مع النـبـي الـسـيد المـخـتار
قـد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلـهـم يـارب حــر الـنـار
فتكاثروا عليه وأمطروه بالسهام من كل جانب فأصابو القربة وأراقت ماءها
ثبت سهم في صدره وآخر في عينيه وأقبل رجل وبيده عمود فكان يضرب العباس في رأسه حتى سقط عن جواده فصاح أبو الفضل العباس عليه السلام مودعا الحسين عليه السلام
فلم تمض لحظة الا والحسين بجانبه فوجده مقطوع اليدين والقربة بجانبه فارغة قد اخترقتها السهام فنزع السهم عن صدره وأخذ يمسح الدم عن وجهه ولحيته ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها
فتركه الحسين عليه السلام في مكانه وحمل على أهل الكوفة يضربهم بسيفه والقتلى يتساقطون أمامه بالعشرات وهو يقول( أين تفرون وقد قتلتم أخي? أين تفرون وقد قتلتم عضدي? واستمر يطيح بالرؤوس ثم عاد إلى خيمته يكفكف دموعه
فاستقبلته سكينة عليها السلام وسألته أين عمي?
فبكى الحسين عليه السلام وقال ( وااعبـاساه ..وااأخــيــاه)
فأقبلت زينب تصيح وتبكي والنساء معها
فوقف عليه السلام ينادي القتلى بأسمائهم وهو يقول ( مالي أناديكم فلا تجيبون يا أبطال الصفا ويا فرسان الهيجا
ثم صاح بأعلى صوته فاهتزت من صيحته الأرض والسماوات قائلا ( ألا من مغيث يغيثنا? ألا من مجير يجيرنا? ألامن ذاب يذب عنا?
فنهض إبنه على السجاد زين العابدين ( عليه السلام) وخرج من خيمته وهو يتوكأ على عصا ويغالب المرض وهو يجر سيفه
فأبصره الحسين فنادى زينب عليها السلام إحبسيه في خيمته لكي لا تخلوا الأرض من نسل آل محمد) فأمسكته وأعادته للفراش
وجاء دور الحسين عليه السلام فودع أهله وأمرهم بالصبر ثم طلب ثوبا باليا لكيلا تُسلب لأنه يعلم بأنه مقتول مسلوب وودع إبنه عبدالله الرضيع
فطلب الحسين منهم أن يسقوا إبنه جرعة من الماء لأنه لا ذنب له فمنهم من يقول إسقوه ومنهم من يقول لا تسقوه حتى يموت
فأمر عمر بن سعد حرملة بن كاهلة أن يقطع نزاع القوم
فأخذ حرملة بن كاهلة سهما فرمى الطفل فأصابه في نحره فذبحه وكان الطفل شبيها بجده رسول الله فضم الحسين إبنه إلى صدره
دعاهم الحسين عليه السلام للمبارزة فقتلهم جميعا.
فارتعدت فرائص جنود بن سعد فاختبأوا وصمتوا
فحمل الحسين عليه السلام بسيفه على الميمنة وهو يقول
الموت أولى من ركوب العار
والعار أولى من دخول النار
فقتل منهم عددا كبيرا ثم تركهم وحمل على الميسرة وهو يرتجز
أنا الحسين بن علي
آلــيـت ألّا أنــثــني
أحـمـي عـيالات أبـي
أمـضـي على دين النبي
فصاح بن سعد في القوم ( ويلكم هذا إبن الأنزع البطين هذا ابن قتال العرب إحملوا عليه
فأحاطوا به من كل جانب والسهام من كل جانب تنهال عليه
فجاء شمر وأصحابه وحالو بينه وبين رحله الذي فيه نساؤه وعياله فصاح الحسين عليه السلام. وقال ( يا شيعة آل سفيان ارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون )
فناداه شمر ولسانه يقطر بذائة ونذالة
ماذا تقول ياابن فاطمة
فقال الحسين عليه السلام ( أنا الذي أقاتلكم وليست النساء فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا )
فأجابه شمر لك ذلك وأخذهم يحرض جنوده على الحسين فقاتلهم الحسين حتى أوقع منهم مقتلة كبيرة
إشتد العطش بالحسين عليه السلام فحمل عليهم من ناحية الفرات ليسقي الفرس فاستقبله عمروبن الحجاج في أربعة آلاف
فبينما هو يسقي الفرس إذا برجل من شيعة أبي سفيان ينادي الحسين عليه السلام ( أتلتذ بالماء يا حسين وقد هتكت حرمك?
فأسرع إلى حرمه وعياله واطمأن عليهم وودعهم الوداع الأخير وأمرهم بالصبر والعوض بالكرامة والنعم فتاقت نفسه إلى ابنته وحبيبته سكينه فأقبل عليها وضمها إلى صدره الشريف بحنان الأب الملهوف المفارق يمسح الدموع عن عينيها ويقول
سيطولٌ بعدي يا سكينة فاعلمي
منك البكاء إذا الحمام دهــانـي
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة
مادام مـنّي الروح في جثماني
فإذا قُتلت فأنت أولى بالذي
تـأتيـنـه يـا خـيـرة النسـوانِ
وانتهز عمر بن سعد انشغال الحسين بحرمه وأهل بيته فحملوا عليه وأخذوا يرمونه بالسهام فشهر سيفه وهجم عليهم حتى قتل نحو ألف وتسعمائة سوى الجرحى
وهو يقول( يا أمـة السوء بئس ما خلفتم محمد في عترته )
وأيم والله إني لأرجوا أن يكرمني ربي بالشهادة بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون)
فصاح الحصين بن مالك ( وبماذا ينتقم لك منا ياابن فاطمة)
فقال الحسين ( بالشر والعذاب الأليم يلقي بأسكم بينكم ويسفك دمائكم ويصب عليكم العذاب صبا)
فبينما الحسين واقف يستعيد أنفاسه رماه رجل بحجر على جبهته وسال الدم غزيزا فأخذ يمسح الدم بثوبه فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع في صدره وأصابه إصابة بالغة
فثبت الحسين عليه السلام وقال
( بسم الله وعلى ملة رسول الله)
ثم رفع رأسه إلى السماء ودعا الله ( إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض إبن بنت نبي غيره)
ثم أخرج السهم من قفاه فانبعث الدم كالميزاب فوضع يده حتى إمتلأت دما ورمى به نحو السماء
ووضعها مرة أخرى حتى إمتلأت دما فلطخ به رأسه ووجهه ولحيته وهو يقول ( هكذا أكون حتى ألقى الله و جدي رسول الله وأنا مخضب بدمي وأقول يارسول الله قتلني فلان وفلان)
طلب الحسين ماءا فقال أحدهم ( لا تذوق الماء حتى ترد الحامية)
فلما رأى عبدالله بن الحسن وكان في الحادية عشر من عمره أن الأعداء قد أحاطوا بعمه أقبل نحوه وعمته ترده فرفض وقال
( والله لا أفارق عمي )
فجاء بحر بن كعب إلى الحسين وضرب بالسيف على رأسه فصاح الغلام وقال ( ياابن الخبيثة أتضرب عمي)
فتلقى الضربة بيده حتى قُطعت فوقع على حجر عمه الحسين فضمه وهو يصبره
فرفع يديه إلى السماء وقال ( اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا)
فرمى حرملة بن كاهل الغلام بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد وهو في حجر عمه)
ثم أقبل الملعون شمر بن ذي الجوشن ومعه جماعة فمنهم من ضربه بالسيف على كتفه الأيسر ومنهم من طعنه في صدره والذي طعنه في ترقوته والذي رماه بسهم في نحره
كان الحسين عليه السلام يجود بنفسه فرفع طرفه إلى السماء وهو يدعو ( اللهم أنت متعالى المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء قريب إذا دُعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب إليك قادر على ما أردت تدرك ما طلبت شكور إذا شُكرت ذكور إذا ذُكرت أدعوك راغبا محتاجا وأرغب إليك فقيرا وأفزع إليك خائفا وأبكي مكروبا وأستعين بك ضعيفا وأتوكل عليك كافيا اللهم احكم بيننا وبين قوم غزونا وقتلونا وخذلونا ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد فاجعل لنا ياالله فرجا ومخرجا
فعاد الجواد إلى خيمة النساء فخرجن يبكين ويصرخن
ناشرات الشعور على الخدود لاطمات وللوجوه سافرات يصحن
وامحمداه ..واعلياه ..وااجعفراه ..وااحمزتاه ..وااخاه وواسيداه وااهل بيتاه
ثم أسرعت نحو الحسين وهي تبكي وتصرخ فقال لها الحسين عليه السلام ( لقد كسرت قلبي فلا تزيدني كربا إلى كربي
وأمرها بالعودة إلى خيمتها حتى لا ترى ماذا سيحدث له.
فودعته وداع الشقيق الشفيق فأقبل بن سعد واقترب من الحسين عليه السلام وقال لمن حوله
ماذا تنتظرون / إنزلوا واريحوه ( بمعنى إذبحوه)
فدنا منه خولي بن يزيد ليقطع رأسه فضعف وارتعد
فنهره شمر وقال ( مالك ترعد فت الله عضدك)
ثم نزل شمر الملعون من على فرسه وجلس على صدر الحسين عليه السلام ومسك بلحيته الشريفة وضربه بالسيف إثني عشر ضربة واحتز رأسه الشريف
فأخذوا يتصايحون قتلنا الحسين قتلنا الحسين
فارتفع بكاء النساء وعويلهن حتى اختلطت دموعهن بالدماء
فأقبلوا يسلبو الحسين كل ما عليه فمنهم من أخذ قميصه ومنهم من أخذ درعه وآخر أخذ السيف
وجاء آخر يدعى بجدل بن سليم الكلبي فرأى الخاتم فقطع إصبع الحسين
ثم توجهو نحو الخيام ينهبون الحلي والورس والأبل وينزعون الثياب عن النساء حتى أن رجلا نزع القرطين من أذني أم كلثوم عليها السلام فخرم إذنها ونزع آخر الخلخال من رجلي فاطمة بنت الحسين
وبينما هم كذلك عثروا على ( زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام) وهو مريض على فراشه. فجرد شمر سيفه وأراد قتله فهرولت عمته زينب عليها السلام وألقت بنفسها عليه وقالت
( والله لا يُقتل حتى أُقتل دونه)
فكف عنه ثم أمر أصحابه بإحراق الخيام
فجاء عمربن سعد ونادى في أصحابه من ينتدي للحسين ويوطئه بفرسه فاختار منهم عشرة من الفرسان
فأقبلو فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر خيولهم وتركوه مجندلا بالعراء وبه ثلاثة وثلاثون طعنة وأربعة وثلاثون ضربة
فساقوا النساء والصبيان. من أهل البيت النبوي الشريف أمامهم كما تساق السبايا
إلى قصر بن زياد ثم أخذوهن إلى يزيد بن معاوية في الشام
خطبة السيدة زينب عليها السلام أمام الطاغية يزيد بن معاوية لعنه الله
وَ مَا اسْتِصْغَارِي قَدْرَكَ وَلَا اسْتِعْظَامِي تَقْرِيعَكَ تَوَهُّماً لِانْتِجَاعِ الْخِطَابِ فِيكَ بَعْدَ أَنْ تَرَكْتَ عُيُونَ الْمُسْلِمِينَ بِهِ عَبْرَى وَصُدُورَهُمْ عِنْدَ ذِكْرِهِ حَرَّى فَتِلْكَ قُلُوبٌ قَاسِيَةٌ وَنُفُوسٌ طَاغِيَةٌ وَأَجْسَامٌ مَحْشُوَّةٌ بِسَخَطِ اللَّهِ وَلَعْنَةِ الرَّسُولِ قَدْ عَشَّشَ فِيهِ الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ وَمَنْ هُنَاكَ مِثْلُكَ مَا دَرَجَ وَنَهَضَ. فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ الْأَتْقِيَاءِ وَأَسْبَاطِ الْأَنْبِيَاءِ وَسَلِيلِ الْأَوْصِيَاءِ بِأَيْدِي الطُّلَقَاءِ الْخَبِيثَةِ وَنَسْلِ الْعَهَرَةِالْفَجَرَةِ تَنْطِفُ أَكُفُّهُمْ مِنْ دِمَائِنَا وَتَتَحَلَّبُ أَفْوَاهُهُمْ مِنْ لُحُومِنَا وَلِلْجُثَثِ الزَّاكِيَةِ عَلَى الْجُبُوبِ الضَّاحِيَةِ تَنْتَابُهَا الْعَوَاسِلُ وَتُعَفِّرُهَا الْفَرَاعِلُ فَلَئِنِ اتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لَتَتَّخِذُنَا وَشِيكاً مَغْرَماً، حِينَ لَا تَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَمَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ وَإِلَى اللَّهِ الْمُشْتَكَى وَالْمُعَوَّلُ وَإِلَيْهِ الْمَلْجَأُ وَالْمُؤَمَّلُ.
ثُمَّ كِدْ كَيْدَكَ وَاجْهَدْ جُهْدَكَ! فَوَ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَالْكِتَابِ وَالنُّبُوَّةِ وَالِانْتِجَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَلَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا. وَلَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَلَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارُنَا. وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي أَلَا لُعِنَ الظَّالِمُ الْعَادِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَكَمَ لِأَوْلِيَائِهِ بِالسَّعَادَةِ وَخَتَمَ لِأَوْصِيَائِهِ بِبُلُوغِ الْإِرَادَةِ نَقَلَهُمْ إِلَى الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَلَمْ يَشْقَ بِهِمْ غَيْرُكَ وَلَا ابْتَلَى بِهِمْ سِوَاكَ وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الْأَجْرَ وَيُجْزِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَالذُّخْرَ وَنَسْأَلُهُ حُسْنَ الْخِلَافَةِ وَجَمِيلَ الْإِنَابَةِ إِنَّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ.[٣]
فكانت الملائكة تضج بالبكاء واقول ( يارب هذا الحسين صفيك وإبن بنت نبيك)
بعد إستشهاد الحسين عليه السلام سلط يزيد بن معاوية مسرف بن عقبة وجنوده على المدينة المنورة لمدة ثلاثة أيام فاغتصبو النساء وقتلوا وبقروا البطون وارتكبوا أشد أنواع الجرائم حتى إنه قيل حملت ألف بكر من بنات الصحابة بدون زواج. وسميت تلك الموقعة موقعة ((الــحـــرّة)) عام (61 هـ )ذلك لأنه كان خائفا من بقية الصحابة أن يثورو عليه ولم يقبل منهم إلا أن يبايعوا يزيد
أنهم عبيد مملوكين له ولكي يزرع الرعب في قلوب بقية المناطق
عندما رأى يزيد أن الناس قد سكتوا على جرائمه السابقة أرسل جيشه إلى مكة فأحرقوا البيت الحرام وقتلوا إبن الزبير وصلبوه
إعـــداد / وفــيــه الــعــمــري
السلام. على الحسين وآل بيت الحسين وأصحاب الإمام الحسين
إعـــــداد / وفــيـه الـعـمـري
نسأل الله أن يتقبل عملي هذا ويجعلني من أحباب الحسين وآل بيت رسول الله الأطهار
إنتهى
////////////////////////////////////////////////