أفرادٌ من الناس
بقلم_ العلامة عدنان الجنيد
هناك أفرادٌ من الناس، إذا ما ذكرتهم تهلَّلَ وجهُك، وانشرحَ صدرُك، وصفا قلبُك، وانزاحتْ عنك الغموم، وانفرجتْ كل الهموم، و زاد حبك لهم، وتيقنت أنك قائمٌ بهم،
بل ويفيض قلبُك شوقاً إليهم حتى تَسْكَرَ بعشقهم، و لا تستفيقُ سكرتك إلاّ إلى شربهم ..
وإذا ما مرّ ذكرهم بخاطرك فإنك في الحال تبتسم، وخيالهم بقلبك يرتسم، فيفوح عليك عبق أريجهم، و تهتزّ روحك من أنسام عبيرهم، فإذا بك تصف تباريحَك لمن خطفوا لُبَّك واستوطنوا روحَك، فيخفقُ فؤادُك من حلاوةِ الذوق؛ ليلتويَ بالريحِ الحامِلَةِ للشوق، بسببِ لاعِجِ التّبٰريحِ المُزعِجِ الصّريح ..
هذا هو حال المُحِبِّ العال، المُتَفاني بالنبي والآل ..
فيا من حُرِمَ من قُربِهم، لِمَ لا تُنَمِّ في قلبِكَ شجرةَ حُبِّهِمْ ؟! أما تشتاق لِسوحِهم، والشراب من خندريس كأسِهم؛ حتى يدغموا اسمَكَ باسمهم، فتنال وَمْضَةً من سِرِّهِم !!
هُمْ في الإنتظار، فلا تَتخلّفْ عن الأطهار