كنوز ميديا – تقارير
بالتزامن مع ذكرى زيارة عاشوراء وتوجه الملايين من المسلمين صوب كربلاء المقدسة لاحياء هذه الذكرى الأليمة، رفع المئات من الزائرين وأصحاب المواكب الحسينية شعارات تبتهج بالانتصار التأريخي الذي حققته الجمهورية الإسلامية خلال حربها ضد أمريكا والكيان الصهيوني، اذ تزينت المدينة المقدسة بصور الامام الخامنئي والشهداء وسط شعارات النصر و “الموت لامريكا وإسرائيل”.
وتعتبر المعركة التي خاضتها الجمهورية الإسلامية ضد قوى الشر والتي استطاعت من خلالها ان تكبد الكيان الغاصب خسائر لم تتوقعها، امتداد لمعركة الطف الخالدة التي تمثل الصراع بين الحق والباطل، سيما وانها اعادت روح الانتصار ورفعت معنويات دول المقاومة الإسلامية بعد ان ظنت أمريكا وواشنطن انها استطاعت ان تقضي على محور المقاومة الإسلامية في المنطقة.
لم تكن الضربات التي وجهتها ايران في عمق الكيان الصهيوني ضمن التوقعات، وغالبية الآراء ذهبت باتجاه انكسار الجمهورية او انهيارها، لكن ردة الفعل كان لها اثر مزلزل .
شهر محرم هذا العام يختلف عن الأشهر السابقة اذ تجسدت واقعة كربلاء بشكل حقيقي في الوقت الحاضر من خلال معركة الحق التي خاضتها الجمهورية الإسلامية ضد إسرائيل وامريكا ومن وقف معهما من الدول العربية والغربية، إضافة الى التضحيات التي قدمها محور الحق وفي مقدمتها استشهاد سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله و المجاهدون الذين يعتبرون خيرة ما انجبته الامة الإسلامية، في هذا الزمان.
ويقول المحلل السياسي مؤيد العلي ان “واقعة الطف وضعت خطة عمل على مدى الأجيال والعصور في طبيعة مواجهة الطغاة والمستكبرين والوقوف بوجههم مهما كانت التضحيات”.
وأضاف العلي ان “الامام الحسين عندما خرج هو واهل بيته الاطهار واصحابه المنتجبين الميامين من اجل ان يؤسس منهاج واضح وحقيقي لكل الاحرار في العالم على ضرورة النهوض بوجه الطالمين ومحاربتهم مهما كانت الاثمان”.
وتابع ان “ماحدث مؤخراً من مواجهة بين جبهة الحق التي تمثلها الحمهورية الإسلامية، وجبهة الباطل التي يمثلها الكيان الصهيوني، تمثل امتداد طبيعي لمعركة الحق ضد الباطل على مدى العصور”.
وأشار الى ان “احياء ذكرى عاشوراء هو ليس من باب العاطفة فقط وانما من اجل احياء مبادئ الشجاعة والتضحية التي قام بها الامام الحسين عليه السلام”.
وبحسب مراقبين فأن الشعوب ادركت اليوم ضرورة الوقوف بوجه مشاريع الاستكبار والتصدي الى محاولات تقسيم البلدان الإسلامية الى دويلات خاضعة للميان الصهيوني، وبالتالي لابد من وجود قوة تفشل هذه المخططات وتحافظ على مقدسات الامة من الانتهاك.
ويكمل المحلل السياسي مؤيد العلي ان “حضور شعارات الانتصار وعدم التخلي عن السلاح وضرورة امتلاك قوة لمجابهة الشر يعكس وعي الشعوب المقاومة وجهوزيتهم للوقوف بوجه الاستكبار العالمي”.
ويين ان “عاشوراء هي بودقة المجاهدين التي تعطيهم الدفعات المعنوية العالية ليكونوا حاضرين في الميدان، منوهاً الى ان الشعارات التي ترفع اليوم في زيارة عاشوراء تمثل ملامسة حقيقية لواقعة الطف وثورة الامام الحسين عليه السلام”.
المتابع للأوضاع الأخيرة يرى ان معركة ايران ضد الاستكبار العالمي بينت قوة وتماسك الشيعة، بالإضافة الى توحيد موقف الدول الإسلامية ضد العدو.
واظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي المئات من الزائرين المتوجهين الى كربلاء وهم يحملون شعارات النصر الإيراني على قوى الاستكبار، سيما وان ذكرى عاشوراء تثير في نفوس الكثيرين الروح الثورية التي يستلهموها من الامام الحسين وآل بيته واصحابه (عليهم افضل الصلاة والسلام).س222