الخامنئي والسيستاني صواريخ الحق في زمن الإنحناء
بقلم _ ضياء ابو معارج الدراجي
في زمن طأطأ فيه حكام العرب وغيرهم رؤوسهم كالنعام، وانبطحوا تحت أقدام الصهاينة والأمريكان، يخرج الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله، بشيبته النورانية، وهدوئه الجبّار، ووقفته التي تهز الجبال، ليحضر عزاء الإمام الحسين عليه السلام، غير آبه بصواريخ الغدر الصهيوأمريكية، ولا بعيون الجواسيس والعملاء، ليقول للعالم من على منبر العزاء: هنا الحسين، وهنا السبط الشهيد، وهنا رجال لا يخافون في الله لومة لائم.
هي الشجاعة، بل هي الشهادة تمشي على قدمين. هو القائد الذي يحمل راية الحسين في وجه يزيد العصر، أمريكا و”إسرائيل”. هو من قاتلهم بالكلمة، وبالدم، وبالذراع المقاوم من طهران إلى بغداد، ومن دمشق إلى غزة، ومن بيروت إلى صنعاء. وحده من وقف بينما باع غيره القضية، وخان الدم، وانحنى للعار.
أيها المتخاذلون… أين أنتم من رجلٍ يقف بشموخ وسط نيران الفتنة، وخناجر العملاء، وعيون الموساد، ليواسي فاطمة الزهراء عليها السلام بمصاب ولدها، ويقول: لن يُخمد دم الحسين، ولن تنطفئ نار ثورته.
أما المرجع الأعلى الإمام السيد علي السيستاني دام ظله، فكلماته هدوء الصمت، وصواعق الغضب. هو الصامت الذي إذا تكلم، ارتجف الطغاة، وانحنت رؤوس الملوك، واهتزت الأرض تحت أقدام المحتلين. كلماته كتوجيهات الحسين لأصحابه ليلة العاشر، يختار بها النخبة من الرجال، ويغربل الصفوف، لتبقى العقيدة خالصة لله.
من كربلاء استُشهد الحسين لأن الصمت خان، واليوم من كربلاء ذاتها، يُولد رجال ما خافوا السجون ولا الطائرات. شهداؤنا ليسوا أرقاماً، بل رايات خالدة في عنان المجد:
الجنرال، ورفيقه الشايب، أولاد الحسين في ساحة العصر، سيد الجنوب وهامته المرفوعة، السنوار الجريح الذي صار أسطورة، هنية الرجل الحر، مغنية عقل المقاومة المدفون في تراب العز.
وجنود الله في الحشد الشعبي الذين كتبوا بدمائهم في الموصل، وتكريت، وآمرلي، وكركوك: “هيهات منا الذلة”.
هؤلاء هم أصحاب الحسين الجدد، لا يغريهم مال، ولا تُرهبهم دبابات، ولا يساومون على دماء الزهراء، ولا على صرخة العباس، ولا على صدر الحسين المثخن بالرماح.
أما المنافقون والمرتجفون والغلمان، من مدّعي التشيع الذين يتطاولون على الخامنئي والسيستاني، فهؤلاء أبناء الشمر، وورثة يزيد، وأتباع السقيفة، مهما تلحفوا بعباءات الدين، فإن لعنة الحسين تلاحقهم، وسيكشفهم الله في الدنيا قبل الآخرة.
الخامنئي والسيستاني هما ثقل الأمة، وسفينة النجاة، ورمز الحق في زمن الزيف. كلماتهما أشد وقعا من القنابل النووية، وأصدق من كل قمم العرب والمسلمين، وأقرب إلى روح الحسين عليه السلام من دموع تجار العزاء.
في ذكرى كربلاء، نكتب بالدم:
لبيك يا حسين،
لبيك يا خامنئي،
لبيك يا سيستاني،
والعزة للشهداء، والعار لكل من باع القضية، وسلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين.
وما النصر إلا من عند الله…