(ما بقي منهم احد )

بقلم _ الشيخ محمد الحميداوي 

بلغ تعداد المقتولين بسيف المختار لاشتراكهم في قتل الحسين – ع- ثمانية عشر ألفًا ( تاريخ الكوفة للبراقي ص٣٥٧ ) وعدد الهاربين الى مصعب بن الزبير بحدود عشرة آلاف رجل ( المصدر نفسه ) .
ولعل في العدد مبالغة الا انَّ المؤكد كونه كبيرًا جدًا ,فقد قال اليعقوبي : ” وتتبع المختار قتلة الحسين فقتل منهم خلقا عظيما، حتى لم يبق منهم كثير أحد ”
تاريخ اليعقوبي – ج ٢ – الصفحة ٢٥٩
و يُدلّك على كون عدد الهاربين كبيرًا جدًا أيضًا , توصيف الطبري لجيش مصعب بن الزبير الذي هزم جيش المختار , قال الطبري في ج٤ ص٥٦٢ :” وسرّح محمد بن الأشعث في خيل عظيمة من خيل أهل الكوفة ممن كان المختار طردهم فقال دونكم ثأركم فكانوا حيث انهزموا أشد عليهم من أهل البصرة لا يدركون منهزما إلا قتلوه ولا يأخذون أسيرا فيعفون عنه قال فلم ينج من ذلك الجيش( جيش المختار ) إلا طائفة من أصحاب الخيل وأما رجالتهم فأبيدوا إلا قليلا”.
جدير بالذكر أنَّ النسبة التقريبية لتعداد الجيش الرسمي في الكوفة أيام عبيد الله ابن زياد هو مائة الف , وانَّ الذين خرجوا لحرب الحسين –ع- كانوا بحدود ثلاثين ألفًا ( يُنظر : الصحيح من مقتل سيد الشهداء وأصحابه –ع- ج1 ص783), ومن ثمّ فغالبية الجيش الذي خرج لحرب الحسين-ع- أباده المختار إمّا قتلًا -وهم الأكثر – أو طردًا , وحتى اللعين : ” محمد بن الأشعث ” الذي هرب الى البصرة وجاء بجيش عظيم مع ابن الزبير , تم استئصاله على يدي جيش المختار في المعركة الفاصلة !

حاشية
————–
قال الزهري : ما بقي منهم أحد” يقصد قتلة الحسين-ع-” إلا وعوقب في الدنيا ,إمّا بالقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة .
تذكرة الخواص , سبط ابن الجوزي ص252

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى