لولا التفريط لما سقط الحسين شهيداً

بقلم_  محمد عبدالله الحمران

فاجعةُ كربلاء لم تكن وليدةَ يومِها، ولا فلتةً أو صدفةً عابرة،ولم يكن المتهمُ فيها ابن زياد أو يزيد أو تلك الثلة المنافقة فقط،
بل كانت نتيجةَ انحرافٍ حصلَ للأمة، وتراكماتٍ من الأخطاء والتفريط،
بدأت أحداثُها من بعد وفاةِ رسولِ الله صلواتُ الله عليه وعلى آله،
حين سمعوه يُولي علياً عليه السلام، فعصوه في ذلك، واتخذوا سبيلاً آخر غير الذي رسمه الله ورسوله.
ويومَ سمعوا التوجيهات من رسولِ الله، ومن الإمام علي من بعده، لم يُلقوا لها بالاً،وحين خذلوا علياً، وخذلوا الحسن، ورضوا بشخصٍ مثل معاوية يكونُ ولياً عليهم،كانت نتيجةُ ذلك أن يسقطَ شخصٌ كالحسين، وهو البقيةُ الباقية من رسولِ الله وريحانتُه، شهيداً بين أيديهم،بل يُقتل بسيوفٍ محسوبةٍ على الإسلام.
الفاجعةُ لم تكن لتحدث لولا هذا الكمّ من التفريط والانحراف الذي حصلَ للأمة.
وهذا درسٌ للأمة أن تحذرَ من الانحراف، ومن عواقبِ التفريط، كي لا يسقطَ عظماءُ بين أيدينا.
وأن نُعطي التوجيهات من قادتنا، أعلامِ الهدى وقرناءِ القرآن، أهميتَها في الجانب العملي،وأن نتحرّك بكلِّ تسليمٍ وطاعة، لكي تبقى رايةُ الإسلام عاليةً بمشروعها القرآني،ولكي لا نُعطي اليهود – الذين هم أسوأ من يزيد – فرصةً ليتحكّموا برقابِ المسلمين،كما تحكّمَ سابقاً بنو أمية وبنو العباس، نتيجةً لذلك الإهمال والتفريط.
هذا الرصيدُ والكمُّ الهائل من الأحداثِ الماضية يجب أن نستلهمَ منه الدروسَ والعِبَر،لكي نتفادى الأخطاء.
وفّقنا الله جميعاً لما يُحبُّه ويرضاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى