[ الحسين يقف الآن وحيداً .. والتاريخ يعيد نفسه ]

بقلم _ الشيخ حسن عطوان 

📌 في ظهيرة يوم عاشوراء وقف الإمام الحسين مع بضع من الأنصار بحدود المئة ربْعُهُم من أهل بيته !

ثم بعد أنْ أُستُشهِد جميع الأحبة بقي وحيداً في مواجهة جيش وسلطة دولة غاشمة !

وقف أمام ألوف ممَن خرج من وطنه ، وزعزع مستقره ومستقر عياله ؛ لأجل رفع الضيم عنهم ..

📌 وكم هو قاسٍ أنْ يقاتلك ويقتلك ويشتمك مَنْ قاتلت لأجله !

قاسٍ جداً أنْ يقاتلك مَن تضحي لأجله ..

الصدر يغض عبرةً ..

فأية وحشة استشعرها صدره الشريف وهو يقف الآن وحيداً في مواجهة سلطة الطغيان بجيشها ودعاياتها وجبروتها مع خذلان الناصر ..

وأي حزن أحاط بعياله في هذه الساعة وهم يعرفون أنّهم بعد ساعة سيقعون أسرى بيد حثالة لا تعرف للقيم معنى ولا للأخلاق قيمة !!

ساعد الله قلبك مولاي وأنت تخاطب القوم :

( تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً ، أحين استصرختمونا والهِين ، فأصرخناكم موجفين ، سَللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم ، فأصبحتم إلْباً ( 1 ) لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ) ( 2 ) .

كلمات تكشف مقدار ذلك الألم الذي أوجع قلب ابي عبد الله في يوم كربلاء .

والأيام هي الأيام ..
والقوم هم القوم ..

**************

( 1 ) تباً : التباب : الخسران والهلاك .

ترحاً : دعاء عليهم بالهم والحزن .

استصرختمونا : طلبتم منّا العون والإغاثة .

والهين : من ( وله ) : حزن حزناً شديداً أو تحيّر حتى كاد أنْ يذهب عقله .

فأصرخناكم موجفين : أغثناكم على عجل .

إلْباً : توحدتم لنصرة عدوكم .

( 2 ) اللهوف في قتلى الطفوف ، مصدر سابق ، ص 58 .

**************

عظّم الله اجوركم .

[ حسن عطوان ]

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى