فشل المخططات الصهيونية الجديدة على اليمن… وأسلحة الدفاع الجوي اليمنية تخلط الأوراق
بقلم _ محمد علي الحريشي
لأنه محبط وغارق في الأوهام والخرافات التلمودية، وملفه مليء بالإجرام وملطخ بدماء عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الأبرياء في غزة وغيرها ، وسجله حافل بالإخفاقات والهزائم، أراد المجرم «ناتنياهو» أن يكون إستقباله في البيت «الأسود» الأمريكي بواشنطن على وقع نجاح عسكري نوعي يحققه من ضربات عسكرية جوية على اليمن، ليحقق به مكاسب سياسية وعسكرية في ملف التفاوض لوقف العدوان الصهيوني على غزة، لكن خابت أحلامه المريضة وتحطمت طموحطاته في التشبث على رأس حكومة اليمين المتطرف في الكيان المحتل عقب عودته من واشنطن، لقد أراد المجرم «ناتنياهو» أن تكون عودته من واشنطن مكللة بزهو نشوة الإنتصار على اليمن، لكن لم تكن حساباته في محلها، لم يكن مخطط «الرايات السود» العسكرية مقتصرة على قصف أهداف مدنية في محافظة الحديدة مثل؛ موانىء الحديدة والصليف ورأس عيسى، التي قد تعرضت للقصف عشرات المرات في أوقات سابقة ، بل كان المخطط يحمل في طياته أهداف إستراتيجية أخرى، تحقق للمجرم ناتنياهو وحكومته عدد من الأهداف ومنها:
1– تحقيق شروط ومطالب اليمين الصهيوني المتطرف في ملف وقف العدوان على غزة، والتراجع عن ماتوصل إليه الوسطاء من تفاهمات بموجبها تعلن الهدنة اليوم في غزة كما هو مخطط لها.
2– تقوية موقف الحكومة الصهيونية على مستوى الصراعات الداخلية الصهيونية مع الأحزاب والقوى الصهيونية التي تختلف مع حكومة اليمين المتطرف في عدد من الملفات والقضايا الداخلية.
3– تعزيز موقف الحكومة الصهيونية في فرض شروطها في عدد من الملفات مثل نزع سلاح حزب الله وتفكيك بنيته السياسية والتنظيمية ، وفرض المزيد من الضغوظ على الإدارة الأمريكية في موضوع الملف النووي الإيراني.
4–الشروع في تنفيذ المشاريع الإبراهيمية وبناء شرق أوسط أمريكي صهيوني جديد.
وغيرها من الأهداف التي وضعتها الحكومة الصهيونية من عملية العدوان العسكري على اليمن، فالعملية العسكرية الصهيونية ضد اليمن التي أطلق عليها «الرايات السود» جرى الإعداد والتحضير لها من وقت مبكر، وتم التركيز على الإعداد لها من اليوم الأول عقب وقف الحرب الصهيونية الإيرانية، وبالتعاون مع الجهات الأمريكية وأنظمة السعودية والإمارات، تم وضع مخططات ضد اليمن شبيهة بالمخططات التي إستهدفت الجمهورية الإسلامية في إيران، فلم تكن اللقاءات والإجتماعات التي تمت في الرياض مع مايسمى بالمجلس القيادي اليمني التابع للسعودية وامارات، والتنسيق مع الجهات الأمريكية والبريطانية، وزيارة المبعوث الأممي الخاص باليمن إلى عدن، كل تلك اللقاءات والتحركات المشبوهة، هي في إطار المخططات الأمريكية والصهينوية الجديدة ضد اليمن، وتحريك الخلايا النائمة في الداخل اليمني، لتكون في جهوزية عند ساعة الصفر، فحادثة المدعو صالح حنتوس في محافظة ريمة ليست منفصلة عن ذلك المخطط، ومن مظاهر المخططات التآمرية، إظهار الخلافات الحادة والتباينات بين مكونات مجلس القيادة الثمانية اليمنية التابعين للرياض وأبو ظبي، نعم بينهم خلافات مصالح لكن كلهم يتفذون مخططات الأعداء، وهم متفقين على مواجهة قوات صنعاء، فلم يكن إبراز تلك الخلافات والتباينات الحادة غير تمويه وخداع، ليغطوا به مشروع المخططات التآمرية على اليمن، لقد أرادوا تكرار المخططات التي حيكت ضد إيران على الحالة اليمنية، فلم تكن عملية«الرايات السود» غير البدىء في أول مرحلة من مراحل العدوان، ومع نجاح الضربات الصهيونية العسكرية في النيل من عدد من قيادات الصف الأول، يتوقع العدو خلق حالة الإرباك والتشتت لجهود القيادة، وبعد ذلك مباشرة تتحرك الخلايا النائمة بأعمال تخريبية، ثم تتدخل المجاميع المسلحة العميلة في كل من المخا ومأرب وتعز، لتقوم بما هو مطلوب منها القيام به وفق مافي المخططات…. وهذا…الخ. يحلم الأمريكي والصهيوني بالقضاء أو إضعاف مايسمونه بالذراع المتبقي من أذرع قوى المقاومة، حتى يشرعوا فوراً في تطبيق برامج المشاريع الإبراهيمية وبناء الشرق الأوسط الأمريكي الصهيوني الجديد.
كانت الضربات العسكرية الصهيونية تستهدف العاصمة صنعاء في المقام الأول، وكان هناك بنك أهداف معد بعناية، يستهدف عدد من الشخصيات القيادية في الدولة، وعدد من المراكز الحساسة وغيرها من الأهداف، ولم تكن تصريحات عدد من الوزراء ولقادة الصهاينة في الأيام الماضية، التي لمحت بتوجيه ضربة موجعة لليمن شبيهة بما تم من قصف على طهران، غير مؤشرات ورسائل ناتجة عن ثقة بمدى نجاح المخططات وجهويتها، لتوجيه ضربات عسكرية موجعة ومدمرة لليمن، ولم يكن التحذير والإنذار الذي أصدره المتحدث بإسم الجيش الصهيوني قبل بدىء العملية العسكرية الجوية على اليمن بوقت قصير، بضرورة إخلاء موانىء الحديدة والصليف ورأس عيسى ومحطة كهرباء الحديدة، من العاملين «حفاظاً على حياتهم»، غيرخداع ومكر وتمويه للمواقع الحقيقية التي سوف يتم قصفها في العاصمة صنعاء.
لكن كان للقيادة السياسية وقيادة القوات المسلحة اليمنية رأي آخر وحسابات مختلفة، فلم تكن مرحلة الإعداد والتحضير لعملية عسكرية صهيونية ضد اليمن، من يومها الأول بمعزل عن الحس القيادي والعيون العسكرية اليمنية، التي إكتسبت خبرات متراكمة عن سردية التفكير والفعل العسكري الصهيوني والأمريكي، بفعل المواجهات العسكرية اليمنية معهما ، فكانت القيادة السياسية والعسكرية اليمنية قد عملت حساباتها، في خطط عسكرية مقابلة ومضادة، مستفيدة من الدروس والثغرات السابقة، التي إستعملها جيش العدو الصهيوني في حروبه مع لبنان، ومع إيران في الفترة القليلة الماضية، فتم تجهيز مخططات من القيادة العسكرية اليمنية، تحبط من خلالها الجيش الصهيوني، من تحقيق أي من أهدافه العسكرية ضد اليمن، وتم تجهيز مفاجئة عسكرية يمنية من العيار الثقيل، لم يتوقعها الصهيوني ولا الأمريكي، فهي من خلطت على المجرم «ناتنياهو» وحكومته كل الاوراق، المفاجئة العسكرية اليمنية هي: تجهيز الدفاعات الجوية الصاروخية الحديثة ذات الصناعة المحلية المخصصة للتعامل مع طائرات «F35» الشبحية و«F15 و F16» ، وهي الأحدث في ترسانة السلاح الجوي الأمريكي والصهيوني، لذلك تم تحقيق نجاحات ممتازة من قبل قوات الدفاع الجوي اليمني في التصدي للمقاتلات الصهيونية، وبالتالي إفشال المرحلة الأولى من عملية «الريات السود»، ومنع المقاتلات الصهيونية من الوصول إلى أهدافها.
عزز النجاح العسكري الذي حققته القوات المسلحة اليمنية- الليلة البارحة-، من الموقف التفاوضي الفلسطيني، وسوف يعزز من مواقف حزب الله في لبنان، الذين يتعرضون لضغوط أمريكية شديدة، وتهديد صهيوني متواصل لنزع سلاحهم، الخاسر الأكبر هو رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني، الذي سوف يقابل المجرم «ترامب» ووجهه ملطخ بسواد الهزيمة والفشل، الذي لحق بقواته الجوية في اليمن.
النجاح الذي حققته القوات المسلحة والدفاع الجوي اليمني، سوف يخلط كل الأوراق على القوى المتربصة باليمن وفلسطين ولبنان والعراق وإيران، خاصة أمريكا وكيان العدو الصهيوني، وأنظمة الذل والخنوع في منطقة الخليج.
لقد تم إفشال المرحلة الأولى من المخططات الأمريكية والصهينوية الخبيثة، وليس معنى ذلك القضاء على مشروع المخطط التآمري على اليمن ، ولذلك ندرك أن قيادتنا وقواتنا المسلحة هم في أتم الجهوزية، لمواجهة مؤامرات ومخططات الأعداء، والتعامل معها بما يجب القيام به، وعلى قيادتنا الأمنية التركيز على مكافحة الخلايا النائمة، والأخذ بيد من حديد على كل من تسول له نفسه،زعزعة أمن الوطن والنيل من السكينة العامة، التي ينعم بها المجتمع اليمني، ونحن نؤيد الإجراءات الأمنية التي قامت بها الأجهزة الأمنية ضد المخرب والعميل الصريع صالح حنتوس.
العدو قد فشل في العدوان العسكري من الخارج، فهو مراهن على ويترقب بفارغ الصبر، في تفجير الأوضاع من الداخل، وهذا بعيد عليه بعد عين الشمس.