الدعوة الى الله
بقلم _ علي النقشبندي
في الوقت الذي يعلم القاصي والداني عالمية الاسلام،وانها لاربط لها بقومية اوجنس او لون او لغة،وهذا مايؤكده القران الكريم والسيرة العملية للرسول الاعظم(ص) والائمة الأطهار(ع) فالاسلام المحمدي العلوي هي الدعوة إلى الله والعمل في سبيله بعد معرفته (وهو الحق المحض)،وهذا العمل لا ربط له بحسابات القوة والضعف ووجود الامكانات او عدم وجودها،بوجود الحكومة او انعدامها،لأنها دعوة معرفية مستندة الى الفطرة السليمة والتى هي تذكير وذكرى لا تفرض بالقوة والارهاب وإنما بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن،لقد كتب الرسول الاعظم(ص)الرسائل الى ملوك وحكام عصره أمثال كسرى والمقوقس وهرقل وهو يدعوهم الى الاسلام ويحذرهم من اخرتهم(اسلم تسلم والافعليك اثم…)هذه بداية الدعوة إلى الله،وهو ليس تهديدا او تدخلا هذا اذا ما علمنا ان الرسول الاعظم كان في المدينة ومكة وقريش وبقية القبائل العربية والاعراب والمنافقين واليهود يتربصون به الدوائر وقد اخرجوه محاولين قتله وإنهاء رسالته بعد ان رفض كل الاغراءات واصراره وعزيمه الراسخة بقوله المشهورة ياعم (والله لووضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري..)ان الدعوة إلى هدى الاسلام لا تحتاج إلى امكانات وحكومة قوية،لأنها نصيحة وموعظة ودعوة إلى الحق،دون اكراه او جبر او اعتباره تدخلا في الشؤون،كظن فرعون بموسى، او ظن كسرى وهرقل برسالة الرسول الاعظم،او ظن الشيطان الاكبر والاستكبار العالمي الشرقي والغربي بالجمهورية الاسلامية،وتضليل العالم بانها تدخل في الشؤون الداخلية وتصدير للثورة،في الوقت الذي لم تكن في هذه الرسائل اي من هذه الأمور فحروب الرسول الاعظم كانت دفاعية لصد ارهاب الباطل اواستباقية لدفع مباغتة العدو الارهابي، لقد كتب الامام الراحل (قدس سره)في وقت قد كان خرج من توه من ارهاب الشيطان الاكبر واذياله بكل مكائده ومكره وارهابه ووحشيته والتي تمثل انذاك بصدام المقبور واعوانه(حين صوروا للعالم بانتصار صدام وقبول الامام بالقرار الاممي٥٩٨)،وكتب الامام إلى غورباتشوف رسالة يدعوه فيه الى الله والايمان والاسلام باعتباره قائد للتحولات القادمة في روسيا الالحادية انذاك (القطب الثاني انذاك في العالم)معبرا فيه عن حقيقة مشكلة الاتحاد السوفييتي،دون الحاجة إلى معونتهم او مساعداتهم او استشعارهم بان هناك ضعفا في النظام ،وان فهمها بعض السياسيين من السذج والسطحيين من المسلمين،انها تدخل،وتعبير عن ضعف وحاجة،وفي المقابل اصدر الفتوى الشهيرة لقتل سلمان رشدي تعبيرا منه عن العزم والإرادة والاخلاص لله وللرسول والرسالة العزيزة.
ان الدعوة إلى الله تحتاج إلى ارادة فولاذية صلبة وعزيمة لاتلين او تضعف اوتساوم،وهو حتما يواجه بالارهاب وسوء الظن يبقى الحق حقا وتزول دول الباطل وارهاب الشيطان مع استمرارية الدعوة إلى الله الى ابد الابدين ،وقد وعد الله عباده والدعاةليه بصدق، بالخير الكثير حيث لا هزيمة او تنازل اومساومة في قاموس الله(القران الكريم)وماهي الا احدى الحسنيين ،وعلى حد قول الامام الراحل والشهيد نصرالله(نقتل ننتصر او نبقى ننتصر).
علي النقشبندي
١٤٠٤/٤/١٩