دور عصائب أهل الحق في تحرير الموصل: بطولات كتبت بدماء الأبطال

بقلم _ وليد الطائي 

حين اجتاحت عصابات داعش الإرهابية مدينة الموصل عام 2014، عمّ الظلام وارتكبت المجازر وسُبيت النساء وهُدمت المساجد والحسينيات. وفي لحظة كانت فيها الدولة العراقية تعاني من الانهيار، وارتبك فيها القرار السياسي، برز أبناء العراق الغيارى، وكان لعصائب أهل الحق، أحد أبرز فصائل المقاومة الإسلامية، دور محوري ومشرّف في الدفاع عن الوطن والمقدسات.

من الساتر إلى النصر

لبّت عصائب أهل الحق نداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بفتوى الجهاد الكفائي، وكانت في طليعة القوات المتقدمة إلى جبهات القتال. لم تنتظر العصائب طويلاً، بل بادرت بتشكيل أفواج قتالية مدرّبة، وخاضت معارك شرسة في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، حتى وصلت إلى أطراف نينوى لتكون جزءًا أساسيًا في معركة تحرير الموصل.

الحضور النوعي في المعركة

في معركة الموصل، قدّمت العصائب نموذجًا متقدّمًا في القتال الحضري والميداني، وكان لها حضور فاعل في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من المدينة، وخاصة في منطقة “تل عبطة” و”البعاج” و”الحضر”، حيث ساهمت في قطع طرق الإمداد الداعشية القادمة من سوريا، الأمر الذي سرّع بانهيار التنظيم من الداخل.

بطولات وتضحيات

قدّمت عصائب أهل الحق قوافل من الشهداء في سبيل تحرير الموصل، ولم يكن هدفها سوى طرد الإرهاب وحماية الشعب. قاتلوا جنبًا إلى جنب مع فصائل الحشد الشعبي والجيش العراقي، وكانت لهم صولات وجولات أذهلت العالم بصلابتهم وإيمانهم.

البُعد العقائدي والوطني

لم تكن معركة الموصل معركة أرض فقط، بل كانت معركة هوية ووجود، وقد خاضتها العصائب بروح عقائدية وطنية خالصة، حرصت على حماية المدنيين، وأثبتت للعالم أن الحشد الشعبي بكل فصائله – ومنها عصائب أهل الحق – يمثل مشروع الدولة، لا مشروع الميليشيات، كما حاول الإعلام المعادي تشويه الصورة.

ختامًا

تحرير الموصل لم يكن انتصارًا عسكريًا فقط، بل كان انتصارًا على مشروع دولي كبير أراد تقسيم العراق. وكان لعصائب أهل الحق شرف المساهمة في هذا النصر، وقد سطّر مقاتلوها ملاحم في التاريخ المعاصر ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال. فسلامٌ على الشهداء، وسلامٌ على الرجال الذين حموا العراق حين غاب الآخرون.