طوفان الأقصى.. بين نزعة الشعوب إلى التحرر وذرائع قمع الأنظمة 

بأي وجه ستلقون الله 

بقلم _ إبراهيم محمد الهمداني 

 

 

استطاعت عملية “طوفان الأقصى”، كسر سردية الهيمنة الإمبريالية، في الوعي العربي والإسلامي الجمعي، كما أكد فعل الإسناد الموحد، من قبل محور الجهاد والمقاومة، إمكانية تحقق حلم الوحدة العربية والإسلامية، في ظل مشروع نهضوي واحد، وقيادة حكيمة موحدة، على منهج قرآني رباني واحد، وكذلك قدم صمود أهالي غزة الأبطال، أمام حرب الإبادة والمجازر الجماعية، الشاهد على قوة الحق، في مسار الانتصار للمسضعفين، وهو ما شكل صدمة كبرى للوعي الجمعي، وجعل الشعوب العربية والإسلامية، تشعر بعظمة ولذة النصر، الذي فقدته منذ عقود، وتستشعر أهمية دورها ومسؤوليتها الدينية، وما إن بدأت تتحرك في المسار الصحيح، حتى سارعت أنظمتها الحاكمة العميلة، إلى قمع نزعتها الجهادية التحررية، وإعادتها إلى حظيرة الخنوع والصمت، بكل الوسائل والأساليب الوحشية القذرة، بحجة الحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وتجنيب البلد مغبة عداء أمريكا وإسرائيل، وتجريم كل موقف جمعي، وصولا إلى منع المظاهرات الشعبية، في مختلف البلدان العربية والإسلامية، وبينما تسابق حلفاء الكيان الإسرائيلي، إلى إعلان دعمهم المطلق، وشراكتهم المطلقة في حربه، تحت مظلة انتمائهم الجامع إلى “الصهيونية”، في تشكلاتها الدينية/ العقائدية والسياسية والفكرية، كانت أنظمة العمالة والتطبيع والنفاق، قد حرمت وجرمت التعاطف مع غزة، تحت أي مسمى كان، وانسلخت عن كل أواصر القربى وروابط الدين والانتماء، وأصدر علماء البلاط وفقهاء السوء، فتاواهم بالبراءة من مجاهدي غزة الإرهابيين، وتحريم كل مظاهر التعاطف الشعبي معهم، ومنع حتى مجرد الدعاء لهم، اتباعا وطاعة لولي الأمر، الذي رأى ذلك في مصلحة وأمن البلاد.

ذلك مهد للأنظمة العميلة، الانتقال إلى الخطوة التالية، في دورهم الخياني القذر، ليشاركوا العدو الإسرائيلي وحلفاءه، مشروعهم الشيطاني الإجرامي، وتحقيق أهدافهم الوحشية التدميرية، وفي سياق إسناد العدو الإسرائيلي، في حرب الإبادة الجماعية الشاملة، التي يشنها وحلفاؤه، بحق المدنيين الأبرياء من أبناء قطاع غزة، عملت أنظمة الطوق العربي، على تشديد الحصار على المستضعفين في غزة، وإغلاق كافة المعابر والمنافذ، إسهاما علنيا في فعل الإبادة بالتجويع، حيث تفاني النظامان المصري والأردني، في تفعيل استراتيجية التجويع القاتلة، بحق أكثر من مليوني إنسان عربي مسلم في قطاع غزة، بحجة الالتزام بما سبق بينهم وبين الكيان الغاصب من المعاهدات، وعدم رغبتهم في إدخال بلدانهم، في حروب لا طاقة لهم بها، في حال نقضهم تلك المعاهدات والاتفاقيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى