أماتوه عطشاً وأمتناها غرقاً
بقلم _ صفاء السلطان
تمر بنا الذكرى الأليمة ذكرى استشهاد قرة عين رسول الله صلوات الله عليه وآله تلك الذكرى التي لايمكن لأي مسلم أن يتجاهلها فلولا ثورة الإمام الحسين عليه السلام لما بقي لهذا الدين بقيه،فثورته العظيمة التي وقف بها بمبدأ عدم السكوت على الباطل وكان من كلماته ومبادئه (إنما الدين كلمة) فإما أن يُطبع مع الإجرام الأموي أو أن يرفض هذا المشروع الذي يسلم فيه رقاب المؤمنين ويسلم فيه الدين الاسلامي لطواغيت بني أمية ليعثوا به كيفما شاءوا وأينما أرادوا.
ونحن اليوم نعيش في مرحلة قد تكون مشابهة لتلك التي عاشها الإمام الحسين عليه السلام والتي استدعت منه أن يخرج في وجه الطغيان الأموي الظالم الذي لم يراعي في الله إلاّ ولا ذمة، واقع ساد فيه الظلم واستباحة المحرمات وإحلال الحق مكان الباطل، خرج الإمام الحسين عليه السلام في ذلك الزمان ليعطي الأمة درساً مهما في عدم الخضوع للطواغيت مهما كانت النتائج والتضحيات الناجمة عن هذا الموقف العظيم حتى وإن كان آخر ما يمكن تقديمه هو أن يقتل هو وأهل بيته جميعاً فيقدم بهذا الدم العظيم والمبارك درساً عظيماً لكل الأمة ولكل من يقتدي بالنهج العظيم والمبارك لأهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله.
اليوم ونحن نعيش في كربلاء العصر غزة حيث قلَّ الناصر والمعين حيث يحاصر الطفل والأم من الشرب وحيث تُبقر بطون الأمهات بالصواريخ ورصاص العدو الصهيوني الظالم وحيث يتمنى الطفل والشيخ المسن كسرة الخبز التي تُشبع جوعهم فلا يجدونها، وإن وجدت فقد أصبحت عبارة عن مصائد للموت، يصرخ الفلسطينيون هل من ناصرٍ ينصرنا يتجاهل المليارات من البشر هذا الصوت إلا من القلة في لبنان والعراق وإيران، والأهم من ذا وذاك الصوت اليماني الذي لم يكل ولم يمل ليلاً ونهاراً وهم لايتوقفون عن النصرة سواءً بالمناصرة الشعبية التي لم تتوقف منذ بداية طوفان الأقصى حتى الآن، أيضا بالمساندة الفعلية من خلال السلاح الباليستي والطيران المسير أو على مستوى الحصار البحري الذي شكّل عامل ضغط قوي في خنق العدو الصهيوني اقتصادياً فكان من نتائجه أن يتم إغلاق ميناء أم الرشراش، ليليها بعد ذلك الحصار الجوي لمطار اللد المسمى (بن غوريون) الذي أربك كيان العدو الطاغي والمجرم.
وفي الأيام التي يحيي فيها المسلمين في العالم ذكرى عاشوراء علّم اليمنيون العالم أجمع كيف ينتصر الحسين عليه السلام في كل الميادين حيث يتحول الحسين عليه السلام من ذكرى تُحيا إلى سفن تَغرق، يتحول الحسين المجاهد من مجالس يذكر فيها مظلوميته إلى سيف من كفي أبي جبريل يتحرك في نحور الأعداء فنرى اليوم السفن والبوارج خاضعة بين يدي مُحبي الحسين ليقولوا للعالم أجمع أننا في اليمن نحيي الذكرى التي قُتل فيها الامام الحسين عطشاناً من شربة الماء ، هانحن اليوم نُغرق سفن العدو في نفس الماء الذي حرموه منه بل ونمرغ به أنف كل يزيد في هذا العصر، وسيبقى الحسين عليه السلام القبس الذي يشعل بداخل أرواحنا النار كلما خبت وهدأت حتى يوم القيامة وهيهات أن تُذل أمة متمسكة بنهج الحسين.
#الحملة_الدولية_لفك_حصار _مطار _صنعاء
#اتحاد_كاتبات_اليمن
https://t.me/+yZJA_dQVii84Y2Vk