والله مارأيت إلا جميلا

بقلم _ دينا الرميمة

لم تحظى الكلمات التي القتها السيدة زينب عليها السلام في قصر بن مرجانة في الكوفة بالإهتمام الكبير مع أنها لاتقل أهمية عن خطبتها التي القتها في قصر يزيد بالشام، فأبن مرجانة هو الرجل الثاني بعد يزيد المسؤول عن حادثة كربلاء والرأس المدبر لها بداية من تغيير مواقف الناس الذين كتبوا للإمام الحسين عليه يطلبونه لنجدتهم من دولة الأمويين وبايعوه على النصرة على يد إبن عمه مسلم بن عقيل وسرعان ماتغيرت مواقفهم على يد بن مرجانه الذي استطاع ثنيهم وشراء ذممهم و مواقفهم تارة بالترغيب بالدراهم والدنانير مستخدما النساء بذلك اللاتي أغرائهن ببريق الذهب والفضة وتارة أخرى بالترهيب بجيش الشام الذي لايرحم مستخدما حربا إعلامية خبيثة جدا وحرب التجويع واحتكار المواد الغذائية من قبل التجار،،
ومن ثم تولى هو حرب الطف التي وجد فيها الامام الحسين نفسه وحيدا فيها بلا ناصر وانتهت إلى ماأنتهت إليه من قتل للأمام الحسين واهل بيته وأصحابه لتجد زينب نفسها أسيرة مكبلة بالاغلال مع بقية النساء من آل البيت اقتادهن جيش يزيد إلى قصر بن مرجانة الذي ظهر منتشيا بنصر يتزعمه ،واراد ان يحرق قلبها برؤية رأس الحسين مقطوع ومحمول على أسنة السيف وهي التي اعتادت على أن يستقبلها الحسين ، وعلى الرغم من هول المشهد إلا أنها كانت ثابتة ولم تهتز واعتبرت ذلك استقبالا منه لها كالعادة مااغاض بن مرجانة الذي خاطب الأسرى لائما أن ماحصل هو ما أراده الحسين لهم حيث قال:
لقد كنتم تعيشون في مدينة جدكم بسلام فمالذي حملكم الينا بضع رسائل من رجال خائفين والله ان المبايعة اسلم ولكان الحسين بقي في داره يحصد ثواب إعطاء الفقير ويأوي المسكين ويفتي في الناس وكلامه هنا نفس الكلام الذي قاله الوليد للإمام الحسين حين أراده ان يبايع يزيد محاولا تهوين الأمر بأن البيعة هي كلمة رأها الحسين كبيرة وأنها شرف ودين للمرؤ وجنة ونار وفرق بين نبي وبغي،
ومع رؤية بن مرجانة لزينب التي لم تجبه ولم تتأثر بكلامه،،
بدأ بكلمات التشفي بها وبمصاب آل محمد صلوات ربي وسلامه عليه التي اختزلت كامل الحقد على دين الله قبل حقده على آل البيت فكان اول ماتشفى به هو حجابها الذي هتكوه حيث قال: “أانت زينب بنت علي؟؟ لقد سمعت ان اباك كان يطفئ ضؤ القنديل حتى لايرى ظلك أحد”!!
وهذا إن دل على شيء فإنما هو دليل الستر والعفاف اللذان كانت تتمتع به نساء بيت النبوة والغيرة عليهن من قبل رجالهن وفي كلمات بن مرجانة المتشفي دلالة على تعدي دولة الامويين على حرمات النبي وأنهم هم اول من حارب الحجاب والستر للمرأة المسلمة الذي ينادي به الغرب اليوم لسلب المرأة عفتها وشرفها الذي صانه الإسلام،
ومن ثم اتبع حديثه قائلا:
الحمدلله الذي فضحكم وقتلكم فترد عليه الحوراء:
بل الحمدلله الذي كرمنا بنبيه محمد وطهرنا من الرجس تطهيرا”
إنما يُفتضح الفاسق ويُكذب الفاجر وهو غيرنا!! في إشاره اليه وإلى يزيد
فيسالها ابن مرجانة متشفيا : وكيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيته
وهنا يأتيه الرد المزلزل من الحوراء صابرة محتسبة بصبر لم يشهد له التأريخ مثيل حيث قالت والله مارأيت إلا جميلا؛؛ فيرد عليها متعجبا جميلا ان تري قتل قومك
فتجيبه بأن هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينكم وبينهم فتحاشى وتخاصم فانظر لمن الملك يومئذ ياابن مرجانة، فكانت مناداتها له باأبن مرجانه هي أكثر كلمة تغيضه لأنها إشاره له بأنه محهول النسب!!
ولذلك رد عليها غاضبا: الحمدلله الذي شفى قلبي بقتل طاغيتك الحسين!!
فردت عليه إن كانت قرت عينك بقتل الحسين فقد كانت عين رسول الله تقر برؤيته!! وكان يقبله ويحمله هو واخاه على ظهره فاستعد غدا للجواب!!
ماجعله يخرج عن طوره ليقول انه من الواجب قطع السنة أبناء علي ويهم ليقتل علي بن الحسين بعد أن رد عليه بقول ربه«افمن باء برضوان الله كمن باء بسخط من الله وماواه جهنم وبئس المصير» وعرف انه لايزال هناك بذرة من آل محمد يمكنها ان تبقي نسله إلا إن زينب عليها السلام وقفت حائلا دونه تمنعه عنه فأتاه أحد مستشاريه قائلا ان عليا به مرضا يكفيه مغبة قتله هناك رد بن مرجانه متشفيا أن المرض اشد وطأة عليه من الموت ولكن مشيئة الله كانت الأقوى وأصبح عليا هو النسل الذي يملأ الأرض من ذرية آل البيت الذين لايزال الدين قائم بهم ومحفوظا إلى قيام الساعة رغم مايتعرضون له من قتل ومؤامرات وخذلان كانت كربلاء هي أساسه كما كانت في ذات الوقت هي المنهجية لكل الأحرار في هذا العالم وكانت زينب عليها السلام هي اللوح الذي حفظ حقيقة ماحدث بكربلاء ونقته من التشويه والتزييف وأخرجته للأمة منهجية حية لازالت تحيا ولا تطوى وتذكر مع كل مظلومية يرتكبها كل يزيد على مر الأزمان وأصبحت زينب مثلا وقدوة بالستر والحياء والشجاعة وجبل للصبر لاتزحزحه عواصف الدهر وتهون أمامه كل نوائب الزمان والمكان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى