قصة إنتشار الإلحاد في السعودية1-2

بقلم _  عبدالله علي هاشم الذارحي؛

لأهمية هذا المقال المتمثلة في نشر بعض الحقا ئق ونشر الوعي بالخطر فقد نقلته من حساب “تجارة الكون”الذي اورده في 12 تغريدة بدأه بتساؤلاته التالية:-
كيف ينشر آل سعود الإلحاد في بلاد الحرمين؟ لماذا السعودية هي من أكثر الدول الإسلامية انتشارًا في الإلحاد والتحول الديني؟ ولأن جابة طويلة فقد
اوردت المقال بمقالين ففي” 1-2″ قال:

في هذا التقرير، سأحكي لكم حكاية لا تسمعونها كثيرًا على قنوات التلفاز، ولا تجدونها في نشرات الأخبار ولا خطب الجمعة. ولكنها من أخطر ما يُمكن أن يُروى: حكاية التحول الديني الجارف، والإلحاد الزاحف في قلب بلاد الحرمين، المملكة العربية السعودية. ليست هذه مبالغة، بل سرد وقائع وأرقام ومشاهدات، موثّقة وتحليلية، تحاول أن تُفسّر: كيف أصبحت أرض الإسلام الأولى، مصدرًا لموجة ارتداد صامتة، وهجرانٍ جماعي للدين، وتحولات ثقافية عميقة نحو العدمية واللايقين.

بدايتاً دعوني أُريكم الأرقام:
فوفقًا لتقارير نشرها مركز WIN/Gallup International، فقد أظهرت إحصائية نُشرت عام 2012 وشملت أكثر من 64 دولة، أن السعودية تحتل المرتبة الأولى عربيًا من حيث نسبة “اللادينيين” و”الملحدين المقتنعين”، بنسبة تصل إلى 5% صراحةً، ونحو 19% ممن وصفوا أنفسهم بأنهم “غير متدينين” — وهي نسبة مذهلة في دولة يحكمها نظام يدّعي تطبيق الشريعة ويمنع علنًا أي نشاط ديني غير إسلامي.

الأمر لا يتعلق بأرقام فقط، بل بتحولات ثقافية واجتماعية عميقة. آلاف الحسابات السعودية على تويتر وإنستغرام ويوتيوب بدأت تنشر محتوى إلحادي أو نقدًا مباشرًا للدين، بعضهم بأسمائهم الصريحة، وآخرون بأسماء مستعارة، ولكن الأهم: أن الخطاب لم يعد دفاعيًا أو خجولًا، بل هجوميًا وواثقًا، وكأنهم خرجوا من قفص طويل، متشوقين للهواء.

السبب الجذري لهذا الانفجار الصامت في الإلحاد هو فشل المؤسسة الدينية الوهابية في تمثيل الإسلام كدين روحي أخلاقي عالمي.

الوهابية الرسمية، التي تحالفت منذ نشأة الدولة السعودية مع السلطة السياسية، أسست نموذجًا دينيًا مشوهًا، قائمًا على الطاعة المطلقة لولاة الأمر، وتحريم التفكير، وتجريم النقد، وشيطنة التنوع الإسلامي (كالشيعة والصوفية والمذاهب الأخرى)، بل وحتى شيطنة المسلم الذي يسأل أسئلة عقدية أو فلسفية أو يطلب دليلًا عقليًا.

ملايين السعوديين كبروا في نظام تعليمي قائم على كتب فقهية منغلقة، ومناهج تكفّر كل مخالف، وتُدرّس الولاء للحاكم كركن سادس من أركان الإيمان. ثم في لحظة واحدة، وبعد صعود محمد بن سلمان، تم قلب الطاولة فقد:-

•رُفعت القيود على الحفلات والموسيقى والخمور في بعض المجمعات المغلقة.

•سُجن دعاة كانوا رموزًا للنظام لعقود مثل سلمان العودة وناصر العمر وعوض القرني وغيرهم.

•وتم استيراد نموذج علماني فجّ من الخارج، غير مُمهّد له، غير نابع من الداخل، لا يشرح نفسه دينيًا أو فلسفيًا، بل يقول: “أمرنا فنُفِّذ”.

وهنا وقع الشرخ: الشاب الذي تربى على أن الموسيقى كفر والاختلاط رجس والزواج المدني زندقة، أصبح يرى نفس الحاكم الذي فرض ذلك، اليوم يفتتح حفلات بوليفارد الرياض، ويستقبل المغنيات الأجنبيات، ويدعو لتطبيع مع إسرائيل… دون أي تفسير، دون أي اعتذار.

فكان الخيار أمام الشاب السعودي: إما أن يرفض النظام الديني بالكامل ويرتد، أو أن يعيش انفصامًا داخليًا خانقًا؛..
للمقال بقية سيتبع (2-2)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى