لماذا الإصرار على حل الحشد الشعبي؟ لأن هناك مشروعًا خبيثًا ينتظر ما بعد الحل!

بقلم _ وليد الطائي

ليس من فراغ يُعاد طرح نغمة “حل الحشد الشعبي” كلما اقتربت ساعة الاستحقاقات الوطنية أو سكنت ساحة السياسة. وليس عبثاً أن تتعالى الأصوات المشبوهة كل مرة، من أفواه نفس الجهات، تطالب بإنهاء وجود هذا الكيان العقائدي المقاوم. فالحشد ليس مجرد قوة عسكرية نظامية، بل هو الحصن الأخير للعراق، والدرع الذي أفشل مشروع إسقاطه بيد داعش، والمسمار الذي دُقّ في نعش تقسيمه.

فلماذا الإصرار؟ الجواب واضح: لأن حل الحشد هو مفتاح عبور المشروع الأمريكي-الصهيوني-الخليجي إلى عمق الدولة العراقية، دون حارس!

كلما اشتدت الدعوات لحل الحشد، نعلم أن ثمة طبخة تُعد في غرف السفارات، وأن هناك مشروعاً ينتظر لحظة رفع الغطاء الأمني والعقائدي عن البلاد، ليبدأ تنفيذ المخطط الكبير:

تفكيك المقاومة،

تطويق إيران من الخاصرة العراقية،

إدخال العراق في حلف التطبيع،

وتركيع القرار الشيعي إلى الأبد.

حل الحشد يعني أن تعود داعش بوجه جديد، وبـ”كرافات” هذه المرة.
يعني أن تتحول السيادة إلى مسخرة.
وأن يُفتح الباب أمام الوجود الأمريكي ليصبح دائمًا ومقدسًا،
وأن نتحول إلى وطن مستباح من الداخل والخارج.

إن من يروّج لفكرة حل الحشد، سواء بجهل أو عمالة، عليه أن يفسر لنا: لماذا لم تطالب واشنطن ولا حلفاؤها بحل البيشمركة؟ أو حل الأجهزة الموازية في الإقليم؟
لماذا الحشد فقط؟
لأن الحشد يحمل عقيدة، لا تباع ولا تُشترى.
لأن الحشد يقف في وجه المشروع الإسرائيلي في العراق.
لأن الحشد أفشل صفقات مشبوهة، ومخططات قذرة، ومعاهدات الذل.

مشروع ما بعد حل الحشد معروف سلفًا:
لا مقاومة، لا كرامة، لا سيادة، لا حُسين!

من هنا نقولها بوضوح:
كل من يتحدث عن حل الحشد، هو جزء من هذا المشروع،
سواء لبس عباءة دينية، أو رفع راية مدنية، أو انتمى لقبيلة السياسة الأمريكية.
وليعلم الجميع: الحشد ليس مؤسسة تنتهي بقرار، بل هو روح في ضمير هذا الشعب،
وما دام في العراق حسين، فالحشد باقٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى