الكيان الصهيوني لا يحمي إلا نفسه وسوريا ساحة صراع المنطقة..!

بقلم _ إياد الإمارة

منذ اغتصاب فلسطين عام (١٩٤٨)، والكيان الصهيوني الإرهابي يمارس سياسة ثابتة لا تتغير، تقوم على قاعدة واحدة:

حماية الكيان أولاً، ولتشتعل المنطقة كلها بعد ذلك ..
ليس الكيان الصهيوني معنياً بالسلام، ولا بالاستقرار، ولا حتى بحماية حلفائه من العرب أو الغرب، هو معنيّ فقط بأمرين:

الأول: تثبيت وجوده بالقوة.

الثاني: تدمير كل محيطه وتحويله إلى ساحات صراع دائم تخدم هذا الوجود.

سوريا يريدها الصهاينة جبهة مكسورة ..

ما يجري في سوريا منذ عام (٢٠١١) هو جزء من هذا المخطط الكبير ..
لم يكن الهدف إسقاط نظام معين أو استبداله بآخر أكثر ديمقراطية كما زعم الإعلام الغربي والعربي حينها ..
الهدف الحقيقي كان واضحاً:
تدمير الدولة السورية، وتفتيت وحدتها الجغرافية والبشرية، وجعلها ساحة صراع دائم يُـستنزَف فيه الجميع.

ولماذا سوريا تحديداً؟
لأن سوريا كانت -برغم كل تعقيداتها- جزءاً من جبهة المقاومة للكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية، حتى لو تفاوتت درجات المواجهة ..
ولأن موقعها الجغرافي يربط بين لبنان وفلسطين وإيران والعراق، ما يجعلها خاصرة إستراتيجية لا يريد الصهاينة لها أن تكون مستقرة أو قوية ..
ففي العقل الصهيوني الإرهابي لا بد أن تكون سوريا:

١- دولة ضعيفة مفككة.
٢- أو ساحة صراع طائفي ومذهبي.
٣- أو حلبة تصفيات إقليمية ودولية.
وهذا ما حصل فعلاً.

الحقيقة كل الحقيقة إن الصهيوني الإرهابي لا يقاتل إلا من أجل أمنه هو ..
الكيان الصهيوني لا يقاتل في أي معركة إلا لحماية أمنه المباشر.

إن إذكاء الصراع الدائم في سوريا والمنطقة هو بلا شك لخدمة أمن الكيان الصهيوني الإرهابي ..
الهدف الحقيقي هو جعل سوريا ساحة صراع متنقل إلى غيرها من دول المنطقة، وبالتحديد إلى العراق، ساحة صراع تخدم أمن الكيان الصهيوني ..
وطالما دمشق مشغولة بجراحها فلن تتفرغ للجولان ..
وطالما الشمال السوري مشتعل بين الأمريكي والتركي والإرهابيين، فستبقى الدولة السورية مفككة ..
وطالما الجنوب السوري مضطرب، فستكون جبهة الجولان هادئة لصالح الصهاينة ..

الكيان لا يخشى على أحد، ولا تهمه حياة احد ..

الكيان الصهيوني لا يهتم بما يحدث في الأردن، أو العراق، أو لبنان، أو الخليج ..
كل همه أن يبقى هو بأمن وطمأنينة، حتى لو احترقت المنطقة كلها ..
وإذا كان ثمن ذلك هو تحويل بلاد الشام إلى ساحة دماء مفتوحة لعقود، فالصهيوني مستعد لدفع هذا الثمن، طالما أن الدم ليس دمه.

مَـن يعتقد أن ما يجري في سوريا، أو العراق، أو حتى لبنان، بعيد عن المخطط الصهيوني، فهو لم يقرأ الواقع جيداً ..

الكيان يريد حدوداً بلا جيوش
ودولاً مفككة بلا قرار
وشعوباً مشغولة ببعضها عن فلسطين
وهذا هو أخطر ما في الأمر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى