إيماناً في يقين وحرصاً في علم وعلماً في حلم
بقلم _ عبير الجنيد
عندما تبحر في متون وصاياهم ومفرداتها ، تجد كلمات صادقة خُطت بدمهم القاني ، ليست بحاجة إلى دليل عن صدقيتها، إذ إنهم كمن كشف له الغطاء فأصبح بصرهم حديدا ،كلماتهم تضج «إيماناً في يقين وحرصاً في علم وعلماً في حلم» كما وصفهم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) تتعرف على الشهيد من سطور وصاياهم ،فيفوح منها عبق الإيمان والتقوى والولاية والجهاد والتضحية والإيثار واليقين كان الشهيد جوهر يقول : أنتم تعلمون أن طريقنا طريق صعب ، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» اصبرواوصابروا ورابطوا وأتقواالله لعلكم تفلحون. يكفيكم من الفخر يوم تتلاقكم الملائكة وتقول لكم : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، سلام على من تركوا لذات الدنيا، وعن حياة الذل والاستعباد والاستضعاف تولوا، ومضوا في سبيل الله والمستضعفين ،مؤثرين الآخرة على الأولى
إلى من ترك أهلهم وفرق الأخلة والأحباب، والأقارب والأصحاب، واستجبتم لنداء لله عز وجل ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}
لقد منحكم الله وسام الشرف والفضل العظيم ، لأنكم استجبتم حينما رفض الناس، وفضلوا القعود ، حينما تحركتم وكان غيركم يتخذ البيوت مهرباً له من الإستجابه لله عز وجل بكم بان الحق لطالبيه، ومنكم أتى الحل لفاقديه، اجعلوا ثقافتكم أكبر من أي أحداث قادمة ولو كانت كربلاء نفسها حتى لو رأيتم كل أعداء الأرض تواجهكم كونوا ممن يقول: هذا ماوعدنا الله ورسوله ولا تكونوا ممن تبلغ القلوب الحناجر ، ووثقوا بوعد الله فأمتثلوا لأمره ،سمعوا داعي الله فاستجابوا ولبوا النداء ، حسينيون ماوهنوا ، حواريون ما لانوا ،
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} هنيئاً لكم يا من استجبتم لداعي الله ورسوله إذ ادعاكم لما يحييكم ، ولبيتم نداءه إذ ناداكم ، واستجبتم بعد ما أصابكم من القرح وما عانيتم ، أنتم الأمل الساعي لإنقاذ أمة تخبطت في سبل المتاهة والضلال، فبصمودكم وثباتكم في مواقفكم حفظ الدين وعظمته، جنودا كان الله ناصرهم وكان القران زادهم ، وكان الإيمان قوتهم ، كانت أفضل العبادات لديهم عبادة ظغط الزناد ،سعينا في عملٍ يرضاه الله ويرضي به عنا، لنشترك معكم في الجهاد ونحظى بالأجر والثواب حتى نكون معكم فنفوز فوزاً عظيماً .