ألسويداء لَم تَكُن ولن تكون النهاية؟
بقلم _ إسماعيل النجار
مخطط إسرائيلي يهدف إلى إشعال الإقتتال بين كل الطوائف في سوريا ولبنان والعراق.
الولايات المتحدة الأميركية هي صاحبة الفِكرَة، والكيان الصهيون رسمَ التفاصيل، والمُمَوِّل السعودية، قطر، الإمارات، المُتَعهِد الإرهابي أبو محمد الجولاني وعصابته المجرِمَة.
المستهدف في سوريا جميع الأقليات علويين،وشيعة،ومسيحيين،ودروز، وكُرد،وغيرهم، المستفيد الأوَّل من الأرباح هي (إسرائيل) الخاسر الأوَّل جميع أطياف الوطن العربي.
المخطط الصهيوني في سوريا أيها الإخوة بحسب التحليلات الاستراتيجية والدراسات السياسية والأمنية الإسرائيلية والغربية — لا يُفصَل عن الأهداف الإسرائيلية الأوسع في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بما يخدم أمنها القومي، من خلال تفكيك الدول المحيطة إلى كيانات طائفية أو عرقية متنازعة. لذلك سنقدم لكم تفصيلاً مبنياً على وثائق وتحليلات إسرائيلية وأميركية مُعتَبرَة حصلنا عليها من عدة مواقع دولية موثوقه.
أولاً: المخطط الإسرائيلي لسوريا ككل
الهدف الرئيسي منه تحويلها من دولة مركزية قوية إلى دويلات صغيرة مفككة وضعيفة ومقسّمة طائفياً.
محاور هذا المخطط يبدأ بتفكيك هذه الدولة إلى كانتونات (علوية، سنّية، كردية،ودرزية.
*إطالة أمد الحرب وإبقاء الدولة في حالة إنهاك دائم.ونزع السلاح الاستراتيجي،لا سيما الذي يشكل خطراً على أمن إلكيان.
*إنشاء منطقة عازلة في الجنوب السوري بعمق عشرات الكيلومترات شمال الجولان.والتحالف مع قوى غير مركزية كالميليشيات الكردية والدروز في الجنوب ومكونات من العشائر البدوية السورية التي لا تهتم سوى بجمع المال.الضغط على روسيا عبر المسرح السوري للحد من تواجدها الاستراتيجي في المياه الدافئة.
*المخطط الإسرائيلي تجاه العلويين في الساحل خلفيته.. أن إسرائيل تعتبرهم العمود الفقري للنظام السوري منذ 1970 مع استلام حافظ الأسد للسلطة.وينظر اليهم كمكوّن يمكن احتواؤه أو عزله لا اجتثاثه، لأنهم أقلية ذات بنية أمنية صلبة. لذك كانت الخطط والتوجهات تنحو إلى تطويق الجيب العلوي في الساحل (اللاذقية وطرطوس) بجغرافيا متناحرة سنّية أو كردية أو تركمانية.
وتحويل المنطقه إلى كانتون علوي شبه مستقل إذا انهارت الدولة المركزية.لضمان عدم بروز قوة علوية هجومية مستقبلًا عبر استهداف البنية العسكرية القويه للطائفه.أيضاً تخطط تل أبيب إلى عدم دعم اجتثاث العلويين من مناطقهم لا بل تشجيع بقاءهم في الساحل بعيدًا عن العاصمه دمشق.
*ضم طرابلس وعكار لدولة الجولاني في محاولة لخلق تقاطع مصالح علوي-إسرائيلي تحت الطاولة ومنحه منفذ بحري بديل عن موانئ اللاذقيه وطرطوس، وبناء علاقه مع العلويين خاصةً عندما يشعرون بتهديد سني شامل.
*المخطط الإسرائيلي تجاه الدروز في السويداء خلفيته أن إسرائيل تعتبر الدروز امتداد اجتماعي لدروز فلسطين والجولان وهناك ارتباطات عائلية وقرابة بينهم وبين دروز الجولان المحتل.والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع تطورات الوضع في جبل سلطان باشا الأطرش عن كثب وهي تتعرض لضغوطات كثيفه من الشيخ موفق طريف وكبار الضباط الدروز في المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية
لذلك هي تسعى إلى تحييد السويداء عن الحرب الأهلية الكبرى عبر دعم ضمني لاستقلالها الذاتي المحلي.وتعزيز النزعة الانفصالية أو الفيدرالية داخل المحافظة السورية عبر دعم زعامات تقليدية ودينية مثل الشيخ الهجري وغيره.وتشجيع نشوء كيان درزي محايد أو حتى متقاطع مع المصالح الإسرائيلية في جنوب سوريا.وإبقاء الدروز كحاجز بشري بين السنّة والصهاينه في الجغرافيا السورية.وفتح خطوط تواصل غير مباشرة مع زعامات دينية أو محلية (كما حصل سابقاً مع بعض وجهاء الجبل أو عن طريق دروز الجولان).
مصادر ووثائق المخطط الصهيوني:
*وثيقة “Yinon Plan” الإسرائيلية (1982) حول تفكيك الدول العربية.
*دراسات “RAND Corporation” و”Brookings Institution” عن التقسيم الطائفي لسوريا.
*تقارير مركز “INSS” الإسرائيلي (معهد الأمن القومي في تل أبيب).
*تصريحات سابقة لأفيغدور ليبرمان وإيهود باراك حول “العلويين ودروز سوريا”.
*تقارير استخباراتية أميركية مسرّبة عبر ويكيليكس عن سيناريوهات التقسيم.
في النهاية إسرائيل لا تهدف إلى احتلال أراضٍ في سوريه فحسب، بل إلى تفكيكها،وإضعافها،وضمان عدم تحولها إلى تهديد مستقبلي. لذلك تسعى لترسيخ كيانات طائفية مفككة ومتصارعة، مع قابلية التحالف أو الاحتواء.
من هنا نقول أن الأقليات في سوريا هم ضحية صراع البقاء الصهيوني.
بيروت في،، 17/7/2025