حين يصبح الصمت سياسة

بقلم _ ريما فارس

لا شيء يجرح الوطن كما يجرحه التجاهل.
ولا أحد يُنهك الناس كما تفعل الدولة حين تلوذ بالصمت في اللحظة التي ينتظرها فيها الجميع.

الجنوب والبقاع ليسا فقط جغرافيا حدودية تتعرّض للقصف.
هما مساحة من نبض هذا البلد، حيث يعيش أناس ما زالوا يؤمنون بأنهم جزء من وطن، لا مجرّد هامشٍ يمكن التضحية به.

القصف اليومي على القرى، وسقوط الشهداء والجرحى، ليس تفصيلًا عابرًا في مشهد سياسي مزدحم.
هو اختبار حقيقي لوظيفة الدولة، ولمعنى السيادة، ولمدى صدق كل خطاب سبق وتحدّث عن الكرامة الوطنية.

من حقّ الناس أن يتساءلوا:
أين الصوت الرسمي؟
أين الرئاسة التي أقسمت على حماية الدستور؟
أين الحكومة التي وُجدت لتدير شؤون الناس، لا لتعدّ خسائرهم بصمت؟

لا أحد يطلب من المسؤولين معجزات.
لكن أن يغيب الصوت، وأن يُترَك الجرح دون كلمة، فذلك ليس حكمة، بل إهانة.

السكوت حين تُذبح القرى ليس حيادًا.
هو اصطفاف خفيّ في جانب الجريمة.

إن لم يكن الموت سببًا كافيًا لاتخاذ موقف، فما الذي سيهزّ الضمائر إذًا؟
وإن لم تكن دماء الأبرياء تستحق خطابًا حقيقيًا، فمتى يصبح للكلام جدوى؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى