الصوت الرافض للخيانة واجب وطني لا يُسكت، حتى وإن غاب التغيير الفوري
بقلم _ الشيخ حسن عطوان
يقول عزَّ من قائل :
( وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ )
( وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) .
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال :
( لا يكسب عبدٌ مالاً من حرام فينفق منه فيُبارَك له فيه ، ولا يتصدق به فيُقْبَل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النار ) .
📌 عندما يستولي الفساد على بلدٍ
فيُتوقَع فيه كل شيء ..
سيُباع فيه كل شيء لكل مَن يشتري ..
وستُباع أثمن الأمور
بأبخس الأثمان !
📌 لا أحد في كل الحكومات المتعاقبة كان جادّاً في محاربة الفساد .
📌 حتى مَن رفع الصوت ضد الفساد ، وتمظهر بالصلاح سكت حينما تربع على الكرسي !
هذا الكرسي الّلعين الذي غالباً ما يحوِّل – في لحظة – قارئ القرآن الى صادٍّ عنه ، والثوري الى ساكت ، والوديع الى طاغية ، والحريص الأمين على المال العام الى ناهبٍ له !!
📌 السياسيّون – بل وغيرهم – يختلفون في كل شيء إلّا في الفساد ، كأنّهم اتفقوا على إبقائه وعدم زعزعته !!
فلا نسمع لهم حسيساً إلّا وهم خارج إطار السلطة أو يكون الفاسد غيرهم أو من غير جهتهم !!
📌 عندما تستمع لحديث بعضهم يحدثك وكأنّه الحسين ، لكنّه في واقعه أسوء من يزيد وابن زياد والشمر معاً !!
📌 حتى المخلصين ممَن يتحركون للإصلاح بنوايا حسنة ، يقع كثيرٌ منهم تحت تأثير جهات فاسدة قد تضررت أو أشخاص فاسدين قد تضرروا بأنْ صار المال الحرام يصب في جيوب آخرين !
📌 المرض عضال ، والجو موبوء الى درجة يكاد المرء يجزم معها بأنَّ لا حل إلّا بعملية إستئصال كبير ، يخشى الحريصون أنْ تؤدي الى فوضى ، ما لم تكن تحت نظر قائد مخلص حكيم .
📌 وإلّا فلا حلَّ
لا بلجان تحقيق
ولا بلجان نزاهة
ولا بمثل هذه الأسطر !
ولا
ولا
ولا ..
لأنَّ كل ذلك إمّا أنّه ليس بذي جدوى ..
أو يُستَغَل من قبل أطراف هي الأخرى لا تقل فساداً !!
📌 ولكن مع ذلك لابد أنْ يُرفَع الصوت عالياً على الأقل لتسجيل مواقف الرفض أزاء ما يجري من خيانات مزرية للأمانة !
عظّم الله أجوركم .
ورحم الله الشهداء ، وأخلف على ذويهم بالصبر والسلوان .
[ حسن عطوان ]