اليمن يغلق ميناء أم الرشراش إيلات بشكل رسمي ونهائي
الكاتب والمحلل السياسي
بقلم _ عبد الرقيب البليط
في 21/7/2025 م
لقد استطاع اليمن أن يغلق ميناء أم الرشراش إيلات بفلسطين المحتلة بشكل رسمي ونهائي إعتبارا من يوم أمس الأحد الموافق 20/7/2025م في سابقة لم تحدث منذ نشأة الكيان الصهيوني
وكان ذلك بسبب الحظر البحري اليمني الذي فرضته القوات المسلحةاليمنية التي منعت السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي منذ نهاية العام 2023 م وحتى الآن
الأمر الذي أدى إلى تراجع نشاط الميناء وإصابتها بالشلل التام وانهيار الدخل الإقتصادي للميناء بنسبة 80% مما تسبب في توقفها كلياً في عمليات التشغيل وتسريح موظفيها في إجازات غير مدفوعة الأجر
وقد حذر الرئيس التنفيذي لميناء إيلات جدعون جولبر من أن إغلاق الميناء يمثل نجاحاً دولياً هائلاً للحوثيين لم يحققه أي من أعداء إسرائيل من قبل
كما أن الميناء يعد ذا أهمية إستراتيجية واقتصادية لإسرائيل حيث يمثل البوابة الجنوبية على البحر الأحمر للتجارة البحرية مع الشرق الأقصى والهند وأستراليا ويشكل ركيزة إقتصادية مهمة لمدينة إيلات وسكانها
ولكن وبسبب الهجمات للقوات المسلحة اليمنية على السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأحمر والعربي والتي أدت إلى خفض إيرادات الميناء بأكثر من 90% وفقاً لتقارير إقتصادية وكانت شركة بيبو هي التي تدير الميناء بموجب امتياز مدته 15 عاماً منذ العام 2012 م
وقد أكدت هيئة الموانئ الإسرائيلية وهيئة الطوارئ الإغلاق الكامل والرسمي للميناء بعد أشهر من تأجيل المدفوعات والعجز المتكرر الذي أدى إلى إنهيار الإنتاج فعلياً منذ أواخر العام 2023 م وهو تطور كبير يعكس الأزمة المالية المتفاقمة والتي تفاقمت بسبب الهجمات الصاروخية المستمرة التي تشنها القوات المسلحةاليمنية في اليمن
ولذلك يعد إغلاق ميناء إيلات إنتصارا للحوثيين وتحديا استراتيجياً لإسرائيل وقد أثر ذلك على إحجام التجارة العامة وعلى التدفقات الإستراتيجية مثل صادرات البوتاس وحركة النفط الخام المحتملة عبر خط أنابيب إيلات عسقلان
وكان موقع أويل برايس البريطاني المتخصص في شؤون الطاقة أكد أن الإنهيار المالي في إيلات يعكس هشاشة البنية التحتية اللوجيستية لإسرائيل في البحر الأحمر والتي تتعرض لضغط هائل ودائم بسبب العمليات البحرية اليمنية وإن إسرائيل أمام خيارين صعبين
الأول إما تحمل الخسائر مع إستمرار إغلاق الميناء الإستراتيجي
الثاني التخلي عن ممر البحر الأحمر تماماً
فالحصار البحري اليمني الذي يفرضه اليمنيون على ميناء إيلات وضع إسرائيل أمام معضلة تحمل تداعيات طويلة المدى
واكدت صحيفة ذا كريدل الأمريكية باستحالة استمرار ميناء إيلات في العمل طالما إستمرت العمليات اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وإن اليمن نجح في إغلاق أهم الموانئ الحيوية لإسرائيل