شمسٌ أفلت! فمتى البزوغ

بقلم _ سهام وجيه الدين

كنت قد توقفت عن الكتابه منذ استشهاد سيد المقاومة سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله، فلا شي يستحق الكتابة بعد وجع فراقك سيدي، ولا وجع أمضى من وجع غياب وجهك عنا وغياب كلماتك التي كانت تجلجل وتزلزل آذان العدو، فمحبيك يتوقون شوقا لسماعِ عذبِ كلماتك، وباغضيك تصطك آذانهم للظى نيران خطابك.

فقد استفزني في هذه المرحلة من الأحداث ما يحدث في غزة هاشم.
وجعٌ وأي وجع، ذلٌ وأي ذل، عندما يتمنى الأب ان يموت قبل هذا اليوم كي لا يرى أطفاله يتضورون جوعا ويتهاوون نجمًا بعد الآخر بإنتظار شمسًا آفله لن تشرق.
نعم شمسُ حكامِ العرب أفلت إلى حين، حكامٌ آثروا الاستعباد والذل والهوان لمن فرض الله عليهم الذلة والمسكنة، وأصبحوا دُمى تُحركهم أصابع صهيون كيفما شاءت وأنّا ارادت، عابثين بالعروبةِ والعرب، يطلقون الضحكات قائلين كم أنتم مضحكون أيها العرب! فقد صرتم تدفعون لنا الجزية مقدرةً بمليارات الدولارات بعد أن كنا ندفعها لكم على مدى قرون عندما كانت شمسُ الإسلام بازغة.
حكام لو انتهجوا نهج الإمام علي (علیه السلام) الذي قال: (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة مافعلت وإن دنياكم عندي لاهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى).
إنما انتهجوا نهج بني صهيون فسلبوا النملة والإنسان، وآثروا نعيم الدنيا وملذاتها.

فيا للعار ! أن يموتَ شعبًا بأكمله مفتقدًا لكسرة خبز، وحكام العرب يتنعمون بالملذات والولائم .
مشاهد تُدمي القلوب ونحن نرى أهالي غزة مهددون بالموت المليوني، فهنا رجلٌ مسن يموت اثناء انتظار حصته من المساعدة، وهناك طفلٌ يقطع قلبي ببكاءه وبفمه التراب وهو يحمل الطبق والملعقة التي فيها قليلا من التراب علّ الله يصنع معجزة ويحيل التراب الى غذاء وكثيرا من المشاهد المؤلمة لقلوبنا والتي اعتقد أنها مفرحة لأولئك من وضعوا أنفسهم كحكام وماهم إلا فردات أحذية ينفذون مؤامرة الحصار والتجويع لشد الخناق على أهالي غزة للإستسلام .
فقد وضعوهم بين خيارين بين الموت جوعا او مغادرة أرضهم…ولسان حالهم يقول كما قال الإمام الحسين عليه السلام: ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى