السلة أو الذلة !!

بقلم // حسن كريم الراضي

ما يعيشه الوسط السياسي العراقي يمثل مخاض لولادة جديدة لا أحد يستطيع التكهن لماهيتها .. فالبيت الأبيض يستعد لاستقبال أحد أخطر صقور الجمهوريين . وسوريا مازالت تبحث عن نفسها وهي تعيش فوضى البحث عن هويتها فهي تارة أموية وتارة أخرى داعنننية وأخرى قومية وأحيانا صهيونية ولا وجود لأي أحتمال أن تكون ديمقراطية تنعم بالعدل والهدوء وتبادل سلمي للسلطة بعد أن أنتهت مرحلة الحاجة لأتحاد الفصائل المختلفة الأهداف والاهواء وبدأت مرحلة تقاسم النفوذ والمناصب والامتيازات . وأن أفضل المتفائلين لا يخفي أحتماله لنشوب حرب أهلية تدور بين الفصائل فيما بينها وبين المكونات المختلفة مع هذه الفصائل خاصة بعدما تصاعدت مشاعر النقمة والاحتجاج على سلوكيات الحكام الجدد وممارساتهم القندهارية التي لا يمكن فرضها على شعب كالشعب السوري المعروف بانفتاحه ومدنيته وألتصاقه بالحضارة الغربية بغثها وسمينها . وبالتالي فأن الحكام الجدد سينشغلون بحالهم لفترة من الزمن وقد رفعوا شعار تقديم التنازلات مهما بلغت قيمتها . فهم صهاينة أكثر من نتنياهو وهم أخوانية أكثر من تركيا وقطر وهم وهابية أكثر من السعوديين وسنة علمانيين أكثر من المصريين والاردنيين وهم أكثر عداء للشيعة وايران من ترامب وبايدن والغرب .. وهذا الأخير هو الثابت الوحيد عندهم لانه يرونه المفتاح الذي سيفتح لهم أبواب مفروشة بالسجاد الأحمر لجميع عواصم الأرض الا القليل .. وقد جنوا ثمار ذلك عاجلا بعدما توافدت عليهم الوفود من اقطار الدنيا وبعدما سيرت السفن العملاقة لتزودهم بالكهرباء مجانا وتعهد الأردن بتزويدهم بالطاقة الكهربائية رغم أنها تعمل بالوقود المستورد من بغداد بأسعار لا تغطي تكلفة أستخراجه ورغم أن العراق وحكوماته المتعاقبة عجزت ومنذ عقدين من استيراد الكهرباء أو وقودها أو حتى أستقدام شركات توليدها بعد فيتو أمريكي صارم .. أذن فأن المتوقع أن يقوم ترامب باستقبال الجولاني بعد أشهر من ممارسه عمله كرئيس للولايات المتحدة فهو لم يكن يحلم بنظام حكم يوفر له اربعة اشتراطات بسلة واحدة وهن معادات ايران وعدم التعامل مع الصين وتحجيم دور روسيا بالشرق الأوسط والتطبيع مع تل ابيب وهذا ما قام به الجولاني دفعة واحدة وبنصيحة قطرية تركية عربية . هذا ما جرت عليه الأمور والقادم ينذر بأمر ما في العراق ولكني لا أرى حرب تشبه تلك التي أسقطت نظام حكم البعث في سوريا مؤخرا مادام الحننند موجود وزقاق النجف القديم موجود . بل ستكون هنالك ضربة محددة لأغتيال بعض قيادات محور المقاومة في العراق لتحجيم دورها وضرب الأطار الشيعي سياسيا وافراغ الساحة لمن يرضى بالتطبيع مع الكيان وبدأت ملامح ذلك واضحة على الصفحات الممولة من السفارة والشخصيات المرتبطة بها من اساتذة جامعات وبعثيين سابقين وطائفيين ناقمين وشيعة طامحين وحتى فيلق المتنبئين الذين يرددون نفس التوقعات المنتجة من منشأ واحد وممول واحد .. مستثمرين فترة النشوة بعد الانتكاسات التي تعرض لها الشيعة في لبنان وسوريا والتي تسببت بأنكفاء بعض الشيعة ورفع الكثير منهم شعار : خلونا نعيش وهذا يعني خلونا نطبع وخلونا ننزع سلاح الحننند وحصره بيد الدولة ليكون تحت رحمة قيادة القوات الاميركية التي مازالت تسيطر على أجواء البلاد بصورة مطلقة .. ولا يعلم هؤلاء أن الاعطاء الذليل للغرب والكيان لن يجلب الخير الذي يظنون بل سيدخلنا في مرحلة الاذلال الذي نراه في سوريا التي قدمت كل شيء لليهود ومع ذلك مازالت تتلقى الضربات التي دمرت كل مرتكزات القوة لسوريا وهذا ما لا يليق بالعراق وشيعته الذين رفعوا شعار هيهات منا الذلة وعانوا ما عانوا لأجل ذلك . وكذلك يعد ذلك تخلي عن قيمهم الروحية القرآنية بأن النصر من عند الله وأن تنصروا الله ينصركم وأن الله يدافع عن الذين آمنوا وأن كم فئة قليلة غلبت الفئة الكبيرة بأذن الله وبهذا التخلي سينضمون لقطيع الخنوع والأذلال وسيدخلون بعد ذلك مرغمين لنادي المثللية والانحلال وبذلك سنرفع من قائمة الرفض ونمحي من كتبنا روايات الركوز بين السلة والذلة ولا نردد في عاشوراء : هيهات منا الذلة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى