[ الإدارة بين الألعاب الجماعية و الفردية ]
بقلم // هيثم الخزعلي
عندما نجحت وانتقلت للصف الثالث المتوسط، انتقلنا من منطقتنا الشعبية إلى منطقة أخرى….
التحقت بمتوسطة جديدة، بمكان افضل من حيث المدارس والخدمات، اشتركت في فريق الشعبة لكرة القدم.
فريق شعبة “باء” كان يمتلك مهاجمين اثنين “نصير ووليد” ومنذ مباراتي الأولى أصبح الفريق يمتلك “مهاجم ثالث وهداف” ، حيث استطعت تسجيل هدفين في اول مباراة.
واخذ مهاجمي الفرق الأخرى يتوددون لي، بينما “نصير ووليد” ازدادوا حقدا وحسدا….
وعندما بدأت بطولة المدرسة، تقدمت بشكل كبير على كل الهدافين، ففي كل مباراة اسجل هدف او هدفين حتى أصبحت جائزة الهداف محصورة بيني وبين مهاجم شعبة جيم، “سعد” برصيد ٧ اهداف لكل لاعب.
وصلنا إلى المباراة النهائية ولم أكن متخوفا من “سعد” بل كنت واثقا من الفوز بالجائزة،
الا ان خوفي كان من “نصير ووليد ” الذين أخذوا يوسوسون لمدرب الفريق “مهدي”.
ويزعمون بأنني شخصا مغرورا وكل الطلاب يتوددون لي ، ولا يجوز آن اكون هداف المدرسة وانا وافد جديد .
وبدأت المباراة النهائية وفوجئت ان المدرب “مهدي ” اجلسني على دكة الاحتياط!؟
وعندما سالته قال ” لا تقلق ستلعب ” وانتهى الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل فريق، وسجل “سعد” هدف التفوق علي.
وانا اتحرق للنزول، والمدرب يقول ويردد ” لا تقلق، ستلعب ” .
وانتهى الشوط الثاني بهدفين لكل فريق وانا على دكة الاحتياط، التي شعرت بها كمجمر!…
ومهدي يسوف في نزولي للملعب ويكرر” لا تقلق ستلعب ” ، وخوفي كان من أن نخسر بطولة المدرسة، وليس من خسارتي بطولة الهداف.
ومهدي يسوف ويكرر نفس العبارة” لا تقلق ستلعب ” ، وانا اتحرق للعب، وارتفعت درجة حرارتي انتفخت اوداجي وكان الوقت يمر سريعا وبثقل في ان واحد، من شدة غضبي ولهفتي في نفس الوقت، بينما “نصير ووليد” كل واحد منهم سجل هدفا وهم فرحين، أصبح لكل منهم ٣ اهداف.
وكان مسار المباراة يتجه بفريقنا للخسارة، ومهدي يسوف ويضحك مع “نصير ووليد” ، لانهم كانوا متفقين ان الزم دكة الاحتياط….
بدا الشوط الإضافي الأول، ومهدي متمسك بموقفه ” لا تقلق سوف تلعب ” وانا ازداد سخونة، وقلق مع الوقت، وهو يتغامز ويضحك مع “نصير ووليد” وفهمت ما اتفقوا عليه، وقلت له ” حسنا دعني العب في خطوط الدفاع” لكنه رفض، وقال ” اصبر ستلعب “.
وبدأ الشوط الإضافي الثاني، ومهدي مصر على التسويف، حتى وصلنا لضربات الجزاء.
ولكي يكمل مهدي المهمة وهو يتضاحك مع “نصير ووليد” رشح خمسة لاعبين الضربات الجزاء، ومع اني هداف الفريق فلم أكن منهم.
ووقفت خلف المرمى لاشاهد سعد وهو يسجل هدفه التاسع، بينما اضاع” نصير ووليد ” ركلتين.
واضاع مهدي “البطولة ” وكأس الهداف.
وتعلمت درسا “الألعاب الفردية في العراق افضل من الألعاب الجماعية”
فاتجهت للعبة الملاكمة، وحصلت على بطولتين في عام واحد، وقابلني “مهدي” وقال لماذا لا تأتي لتلعب في فريقي؟
فأجبته: وماذا سافعل مع “نصير ووليد “؟
فاجاب : أينما تذهب ستجد “نصير ووليد”
تركته واستمريت بلعب الملاكمة حتى المرحلة الثانية من الجامعة..
ولم ار” مهدي” مرة أخرى، الا انني قابلت “نصير ووليد” عدة مرات (في الشركات الأهلية/ في الدوائر الحكومية/ في مختلف المجالات)..
وتبين لي ان “نصير ووليد” ظاهرة، وربما يكونون سبب رئيسي في اخفاق المنظمة او الدائرة او العمل.
لأنهم حريصون على استبعاد اي شخص متفوق من طريقهم، وتركه على دكة الاحتياط.
فإذا اردت ان تتجنب” نصير ووليد” عليك باللعب الفردي.
اللعب الجماعي، هو (عملية إدارية) “والعملية الإدارية، عملية اجتماعية تحتاج التكامل، وليس التنافس ”
بينما اللعب الفردي يحتاج منك تطوير مهاراتك الشخصية، ولا تحتاج التنسيق مع احد، واللعب الفردي ليس فيه “نصير ووليد”..
قال تعالى “ومن شر حاسد” فالشخص عندما يكون حاسدا، لايرى اي شئ أمامه الا إيذاء الآخرين، ولو هد المعبد….
” ولله الأمر من قبل ومن بعد”