ملاحظات وانطباعات من داخل بعض المؤسسات الثقافية 

بقلم // د. محمد العبادي 

أحد الأصدقاء يقول : عملت في عدد من المؤسسات الثقافية والتعليمية وشاهدت فيها جانب من النور ، وجانب من الظلمة، ولا تستوي الظلمات ولا النور .

⭕يقول هذا الصديق: عملنا على تأليف مجموعة كبيرة من البحوث العقائدية، وكان بعضها يوضع على موقع المؤسسة باسم المؤسسة، وبعضها لم يتسن للمؤسسة نشره ،وكنا نتقاضى راتباً شهرياً من (مؤسسة …للمعارف الاسلامية)، لكن واحداً من أفراد فريق العمل البحثي العلمي جمع كل تلك البحوث والجهود العلمية ( سراً)، ثم طبعها وصارت على شكل موسوعة ورصع اسمه عليها، ولم نعلم بذلك إلا بعد طباعتها ونشرها، وسكت عنه اصدقائه لأن الأصل عندهم هو نشر العلم والدفاع عن الحقيقة.

⭕ أحد الأصدقاء يقول : إن الباحثين والمحققين هم عماد ( مؤسسة ول…)، وكان كل واحد من فريق العمل يمتلك تجربة لاتقل عن خمس سنوات، لكن مدير مؤسسة ول… جعل فنياً لم يكتب ولو مقالاً واحداً مشرفاً على العمل العلمي، وفوق ذلك ان ( الفني المسؤول عن موقع المؤسسة سابقاً) والمشرف على العمل حالياً لديه مزاج متقلب وعقله وراء عاطفته، ان مدحناه وعملنا له صنيعاً كان معنا، وإن انتقدناه وبينا له مانحن فيه كان ضدنا.

⭕ يقول أحد الأشخاص: عملنا في مجمع علمي له سمعة واسعة وقد وضعوا عليه مسؤولأ يدير العمل من خلال الاتصالات الهاتفية، ويأتي في الأسبوع أو في الاسبوعين مرة واحدة لإنشغالاته الكثيرة، ويتقاضى على ذلك راتباً شهرياً كبيراً. ويعلق ذلك الشخص بأن المسؤول عن مجمع علمي كبير من الضروري حضوره اليومي وتفرغه لهذا العمل .

⭕ يقول أحدهم : صادفت وتعرفت على كثير من الناس في حياتي، واحتفظت وأسست علاقات جيدة معهم وتركت انطباعاً ايجابياً في نفوسهم، لكن زميلي في العمل غرفته مجاورة لغرفتي، لم استطع تأسيس علاقة طيبة معه حتى مع تقربي منه لأنّ شخصيته مختلفة تماماً.

⭕ شاهدت بعض الباحثين يلتزمون بالموعد في إكمال العمل ، وبعضهم لم يلتزم بالموعد المحدد، لأنه لديه أعمال بحثية وتحقيقية أخرى.

⭕ في مرة تعجبت من سرعة إكمال العمل العلمي ، الذي يستغرق انجازه شهر أو شهرين، وقد أنجزه أحد الفضلاء في بضعة أيام، وزال تعجبي عندما عرفت أنه يوكل العمل لآخرين.

⭕ يقول أحد الأصدقاء: من خلال تجربة العمل لاتثق بكل كلام يصل إليك حتى من صديقك المقرب، فقد شاهدت صديقاً يكذب على صديقه، وقد لايكذب ذلك الصديق ،لكنه لا يقول الحقيقة.

⭕ الموظفون والمتعاقدون يختلفون في أدائهم للأعمال الموكلة إليهم، وبعض المؤسسات فيها بعض الأشخاص يحاولون التحايل على مدير العمل ، ولاحظت أن أحدهم عرف مفتاح شخصية مديره واستحوذ عليه، وتغاضى له ذلك المدير عن عدم تقيده بالدوام الرسمي،ويخرجان بحجة العمل ….

⭕ أحد الأشخاص يقول : تعرفت في أثناء العمل على أحد الأساتذة الأفاضل، وقد كان طيباً، لكن شخصيته نرجسية، ويتحدث عن نفسه بشكل مفرط( ألقيت كلمة ارتجالية لنصف ساعة وصفق الحاضرون تصفيقاً حاراً…عقدت اجتماعاً مع رئاسة جامعة ….، وطلبوا مني لقاء آخر.. وكتبت مقالاً وتم ترجمته و..و..الخ).

⭕ الأصل أن نصدق كلام الشخص والبناء على صحة عمله وتجربته، لكن في التوظيف والعمل لابد أن يقدم المترشح وثائق دراسية، وشهادات تثبت مهاراته، وتعريفات تؤيد ادعائه ، وحتى اختباره حضورياً و..

أحد الأصدقاء يقول : جاءنا أحد المتقدمين للعمل ادعى أنه مترجم وكاتب واداري، وقلنا هذه المواصفات جيدة، وطلبنا منه تزويدنا بالوثائق، وذهب ولم يعد .

⭕ بعض الباحثين كثير الكلام، وبعضهم لا يتكلم أبداً الإ عندما تسأله، وبعضهم يعمل ويتناقش ولايستقر في محل عمله .

على كل حال هذه انطباعات وتجربة شخصية، وهناك جزئيات كثيرة سمعتها أو شاهدتها، وربما لدى القارئ الكريم أكثر من ذلك، لكن مهما يكن فقد يكون منها شيء في بعض المؤسسات العلمية والثقافية، ولكل مؤسسة أساليبها وأهدافها في العمل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى