[لن تحارب الولايات المتحدة إيران ]
بقلم // هيثم الخزعلي
ثلاث مؤشرات في الأيام الأخيرة تدل على تغير سياسة الرئيس (ترامب) تجاه (نتنياهو) والكيان الصهيوني.
وتبين ان هناك انعطافة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه هذا الكيان، على الاقل في فترة حكم الرئيس (ترامب ).
فقبيل تسنم (ترامب) منصب الرئاسة توعد (حماس ) بأنها “اذا لم تطلق سراح الرهائن فسيندلع الجحيم في الشرق الأوسط ” ولكن كما يبدو أنه تمكن من إيقاف الحرب في غزة، عبر اجبار (نتنياهو ) على الموافقة على نفس الصفقة المطروحة منذ أشهر،ورغم المعارضة داخل الكيان الصهيوني. و دون أي تغيير بشروط (حماس) التي اهمها :-
١- إيقاف اطلاق النار.
٢-الانسحاب الصهيوني من غزة ومنحها لسلطة حماس.
٣- السماح بدخول المساعدات لغزة واعمارها.
ويمكن أن يقال ان السبب الذي جعل( نتنياهو) يوافق على مارفضه سابقا انه كان متخوفا من أن يتم عزله ومحاسبته في حال وقف اطلاق النار بسبب سوء علاقته بالرئيس (بايدن) ، وبالرغم من ال ١٠٠ مليون دولار التي دفعتها المليارديرة اليهودية (مريام اديلسون) لبايدن، ،الا انه بقي متخوفا منه.
الا ان قدوم (ترامب) للسلطة، مطمئن لنتنياهو بانه لن يتم عزله، ولن تتم محاسبته، لان صديقه وصل للسلطة، كما أن (نتنياهو ) عضوا بالحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة الان .
الا ان ثلاث مؤشرات تدل على ان( ترامب) الذي تبرعت له (مريام اديلسون ) أيضا ب(٩٥ مليون دولار) أعطى ظهره للكيان الصهيوني، وزعيمه المهووس، وهذه المؤشرات :-
١- ارسل الرئيس (ترامب) مبعوثه اليهودي (ويتكوف ) لقطر، لابرام صفقة اطلاق سراح الأسرى الصهاينة ومن قطر اتصل (ويتكوف) (بالنتن ياهو)، والخبره انه سيصل ليلة السبت لإسرائيل، ويلتقي (نتنياهو)، “ولا يهمه ان يكون اليوم السبت” وعلى خلاف التقاليد الدينية اليهودية زار (نتنياهو) (ويتكوف ) في ليلة السبت في مكتبه وهو خلاف البروتوكول الدبلوماسي أيضا، وسمع منه املاءات الرئيس( ترامب) ، ووافق على نفس الصفقة المطروحة منذ أشهر!!
٢- أعلنت صحيفة (تايم اوف إسرائيل ) أن نتنياهو لن يحضر حفل تنصيب (ترامب )، والحقيقة انه لم يتلق دعوة لحضور الحفل لحد الان !!
٣- وثالثة الاثافي هو ما نشره ترامب على موقعه، وهو مقطع ل(جيفري ساكس )، يتهم به( نتنياهو) بأنه ادخل الولايات المتحدة بحروب زائفة لمصلحته الشخصية، والقى باللوم على (إسرائيل ) بحروب الشرق الاوسط، وانه ادخل الولايات المتحدة بحروب لمصلحته هو.
وذكر أن (نتنياهو ) تبنى منذ عام ١٩٩٥ نظرية تقول “للتخلص من (حزب الله وحماس) يجب اسقاط حكومات الدول التي تدعمهم إيران وسوريا والعراق.
ولهذا دفع للحرب ضد العراق، ثم ما حدث في غزة ولبنان وسوريا.
و” أن الرئيس (اوباما) امر باسقاط حكومة سوريا،بعملية (تيمبر سكيمور ) قبل تدخل الروس في الحرب السورية باربع سنوات، و ان (النيويورك تايمز ) ذكرت بان الرئيس (اوباما ) امر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ، باسقاط حكومة (بشار الأسد ) ثلاث مرات خلال ١٠ سنوات، وهذا كله بدفع من نتنياهو، وما زال يحاول اقناع الولايات المتحدة بحرب إيران هذا الأسبوع، انه ليس سوى رجل مظلم مهووس” !!!
وعند قيام ترامب بإعادة تغريدة هذا المقطع ل(جيفري ساكس)، يعني انه مقتنع بما يقول…
خصوصا انه نشره ليطلع عليه الرأي العام الأمريكي.
هذه المؤشرات الثلاث تعني ان( ترامب) يحلق فوق الجميع وفوق الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وان وضع الكيان الصهيوني لم يعد أولوية في السياسة الخارجية الأمريكية على الاقل في مدة حكم (ترامب) .
و((انه لن تكون حرب ضد إيران لمصلحة الكيان الصهيوني))
وأخيرا اقول :-
“لو كنت صهيونيا لحزمت حقائبي وغادرت فلسطين”.