بدمائهم إنتصرت غزة..!
بقلم // إنتصار الماهود
بعد أكثر من 468 يوما داميا وأكثر من 50 ألف شهيد وعشرات الآلاف غيرهم من الجرحى وتهديم للبنى التحتية ونسف لأحياء سكنية كاملة.
توقف إطلاق النار وهدأت أكبر حملة ممنهجة للإبادة الجماعية على أهل فلسطين منذ أكثر من 80 عاما
الجانب الصهيوني يصف إتفاق إطلاق النار في غزة بأنه إنتكاسة وخذلان لأمن الكيان واليمين المتشدد يرفض رفضا قاطعا أن يوافق الكنيست على الموافقة على هذه الإتفاقية أما العرب فيحسبونه نصر عظيم
أولا لنتحدث عن تلك الإتفاقية الني بقيت معظم بنودها سرية حتى وقت الإتفاق عليها والتي تمت برعاية أمريكية ووساطة قطرية مصرية بين حماس والجانب الصهيوني.
ترامب يريد تنظيف طاولة الملفات التي تخص الشرق الأوسط على حد تعبيره قبل دخوله للبيت الأبيض وأول تلك الملفات هي إنهاء حرب غزة، لذلك ضغط على الكيان ليوافق الأخير عل مضض على مضض على إتفاقية الهدنة وإن كانت مؤقتة.
1300 أسير فلسطيني فرضت حماس على الجانب الصهيوني إطلاق سراحهم مقابل 33 صهيونيا كوجبة أولى ضمن المرحلة الأولى والتي ستستمر لمدة 46 يوما يتم على أثرها إنسحاب قوات الإحتلال من محور صلاح الدين الى المناطق العازلة ليتنسى للأهالي العودة الى منازلهم المهدمة.
أصر الجانب الصهيوني على عدم تسليم جثمان الشهيد القائد يحيى السنوار و المعتقلين من قوات النخبة الذين تم أسرهم في معركة الطوفان الأقصى إضافة لتفاصيل أخرى عن الإتفاقية لازلنا نجهلها.
السؤال الذي اصبح شغلا شاغلا في الشارع العربي أهم تساؤل عند بعض المحبين
هل ما حدث من تضحيات خاصة إستشهاد درة الجنوب وسيدها هو الثمن المناسب لتلك الإتفاقية خاصة أننا لازلنا بحاجة السيد نصر الله وهل يعتبر ماحدث نصر او هزيمة؟ خصوصا محور المقاومة المساند لغزة
لا أحد ينكر أن إستشهاد سيد الجنوب هو قصمة ظهر للمحور ككل وليس للبنان فحسب لكن قادة المقاومة ورجالها يعرفون جيدا أن هذا هو طريق الحق وللدفاع عن القضايا الإنسانية والمظلومين ثمن باهض وهو سلك طريق جده الحسين الشهيد عليه السلام حين قاتل الاف الجند من معسكر يزيد الملعون ب 72 مؤمنا فقط
صحيح أن النصر العسكري لم يتحقق للحسين عليه السلام لكنه إنتصر نصرا سياسيا وإنسانيا وعقائديا ولازالت قضيته نبراسا للثائرين والأحرار في كل بقاع العالم وسيد حسن نصر الله ستر على نهجه
بالطبع المرجفين والمشككين سيقولون ما الذي إستفادته المقاومة من الجانب الجهادي بعد إعلان الهدنة وأن دورها لم يكن ذا أهمية فهم بهذا يكونوا كمن يقف على التل يتنظر ان يجمع غنائم الحرب دون قتال.
أما جمهور المقاومة ورجالها فهم كانوا واعين جيدا لما يحدث وهم فقط من قدموا الدعم الحقيقي لغزة السنية في نضالها ضد المحتل والإبادة الجماعية التي يتعرضون لها في الوقت ذاته أمة المليار ونصف المليار مسلم الذين بقوا متفرجين حتى النهاية.
إن ثمن هذا النصر باهض جدا جدا فقد دفعنا ثمنها دماءا طاهرة لرجال إستشهدوا على طريق القدس من شبابنا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل نصرة الحق والدفاع عن المظلومين فقد قدمت المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق وغيرها من الفصائل المقاومة الشهداء على طريق القدس مضحين باذلين الغالي والنفيس أسوة بأبي عبدالله الحسين عليه السلام
فسلام على شهداء المقاومة ورجالها وسلام على المضحين الذين حملوا على اكتافهم قضايا الامة الإسلامية والدفاع عنها