ملاحدة باب الشرجي..!

بقلم/ باقر الجبوري 

( لا ) أتعجب حينما أرى أن أغلب عشاق (تشيفارا) االان في بغداد يقلدونة في شكل لحيته الكثة وفي تدخينه للتبغ بالبايب المنحني الذي كان يحمله !

وفي قصة شعره المنثور وفي ثقافته الألحادية وضحكته وكلماته الثورية في ( نفق ) باب الشرجي حيث لايراهم احد !!

أو لعلك تراهم وهم يفترشون حدائق ساحة الأمة للقيلولة فيها بعد اخذ جرعات كبيرة من الخمر ( المغشوش ) من محلات البيع المباشر في منطقة البتاويين !

فالجماعة يقلدونه في كل شيء (إلا) في علاقته بالوطن وطريقته في الدفاع عن المباديء والاهداف وبذل الروح في سبيل العقيدة التي كان يؤمن بها !!

تشيفارا كان قائدا في الصف الاول من الثورة الكوبية مع فيدل كاستروا وكان مجاهد بقلبه ولسانه وسلاحه حتى اصبح وزيرا في الحكومة بعد الثورة والتحرير !!

لكنه ترك كل ذلك لاجل ان يقود ثورة مسلحة في بلد أخر لانه لايعترف بالحدود التي وضعها الاستعمار لاضعاف الشعوب وتمزيق الامم ليسهل احتلالها وسرقة ثرواتها وبقي يقاتل ولم يكن يبالي بالجوع والعطش والتعب دون أن يكترث لذلك حتى تم اسره واعدامه !!

تشيفارا ليس كملاحدتنا ( النائمين ) الذين يعشقونه كذباً فلم يقل هذه ليست معركتي او ان هذه ليست أرضي أو أن تلك الامة ليست من قومتي !!

أما جماعة ( شعب حر ووطن سعيد )( البغادة ) فمثلهم كمثل الذي ( يخوط بصف الاستكان ) لانهم يخالفون نهج تشيفارا الذي يدعون السير على خطاه !!
فهم ليسوا أهل سواتر وقتال وجهاد !

منهجهم يعتمد على ثقافة البكاء) في حانات الخمر على صوت المجاهدة المرحومة (أم كلثوم) ونغمات نشيدها الوطني (هل رأى الحب سكارى) بصوتها أو بصوت سيد مكاوي (رض) ليطبقوا على انفسهم مقولة (الملاهي أفيون الشعوب)!

ومنهجهم النضالي الجديد قائم على تحويل المنتديات الثقافية والعلمية الى مجرد بارات وملاهي لممارسة لعبة الدمبلة !!

فتراهم غارقين بوحل الخمور حتى التمرغ به وعسى ان يستجيب لهم تولستوي صاحب رواية الحرب والسلام فيكتب لهم رواية جديدة عن الصراع الابدي بين ( العرگ والحشيشة ) بنسختها الالحادية العراقية !!

متجاهلين ان للوطن عليهم !!

وحتى عندما كاد العراق أن يكون بين ركام الماضي على يد الدو..اعش !

فالجماعة .. لم يحركوا ساكن واغلبهم حملوا حقائبهم واعلنوا ( الهجرة ) والبقية من المفلسين سكنوا الملاهي والبارات وهم يحلمون بعودة الرفيق تشيفارا من القبور ليساعدهم في الخروج من هذه المحنة ولعله يرشدهم الى طريق الخلاص على أن لايمر بهم الى سوح القتال حيث تتضح أقيام الرجال ومعادنهم !

وللأسف فكما قالت أم كلثوم ( ليس كلما يتمنى المرء يدركه ولاتتمنوا أن يخرج من القبور جيفارا )!!

هؤلاء الملحدون التقدميون الذين كانوا يحاولون الوصول الى القمر عن طريق التحرر من الدين والتدين بأمنياتهم ( شوكت نوصل للقمر )!!

هؤلاء صمتوا وخنسوا عن نصرة الوطن عندما هجمت دا..عش وهربوا لينهض للدفاع عنه وعنهم شخصية ( رجعية ) كما يزعمون فأفتى بالجهاد وخرج معه رجاله المتدينون فصمدوا وانتصروا وحرروا ولولاهم لما بقيت للوطن باقية !!

والملاحدة يكررون ( شوكت نوصل للقمر )!!!

حبيبي ( الاول روح للحدود ودافع عن أرضك ضد دا..عش وبعدين روح اصعد للقمر)!!

ولعلهم لو كانت الضروف قد تهيأت لد..اعش لاحتلال العراق في حينها لكانوا سيجعلون من لحاهم الشيوعية لحى دا..عشية ولقاموا بتغيير كل معتقداتهم ولجعلوا من باراتهم وخماراتهم محاكم شرعية لدا..عش فهم كما قال أحدهم ( حيثما مالت الريح يميلوا )!!

وأقول حسب قرائتي لحياة تشيفارا وبعيدا عن الحاده وافكاره الشيوعية الا أن الحق يقال فلو كان موجودا الان لكان متواجداً على سواتر القتال وفي لجة المعارك وحيثما تكون الحاجة اليه لمقارعة الظلم والمستكبرين في الموصل او سوريا أو لبنان أو ايران وفلسطين واليمن !

نعم .. فالعقيدة اكبر من الوطن وحتى الانتماء للوطن ليست حكرا على المتدين أو المنتمي للوطن فقط !!

وهذا ما لا يفهمه ( ملاحدة باب الشرجي )

تحياتي …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى