عن الأمثال الشعبية ومدلولاتها…شعيط ومعيط وجرار الخيط..!
بقلم // تقي مطشر الشحماني
من الأمثال الشعبية العراقية الجميلة والمشهورة هو المثل القائل (شعيط ومعيط وجرار الخيط) وهو مثل ذكر في الكثير من المعاجم والموسوعات العراقية، فقد ذكره عبد الرحمن التكريتي في (جمهرة الأمثال الشعبية) ج3 ص209 وأشار التكريتي أنه قد وجد المثل موجود عند ثنيان ج1 ص150 وعند الحنفي ج1 ص212 وعند الكرملي ص11، وأنا وجدته عند الباحث تحسين عمارة في (موسوعة الألفاظ العامية النجفية) ج3 ص 282، ولم يذكره الموسوعي حسين العامل في موسوعته الرائعة (سبعة ألاف مثل عراقي). وقد وجدت أن المثل قيل في صيغ متعددة، مثل:
1- شعيط ومعيط وجرار الخيط
2- شعيط ومعيط وشداد الحبل بالخيط
3- زعيط ومعيط ونطاط الحيط (وهذا كان شائعا بين عامة مصر في المئة الثامنة للهجرة) كما يقول التكريتي.
وأخيراً سمعته يقال في المنطقة الغربية (الأنبار) بهذه الصيغة:
4- شتيح وفليح ولفاح العصي
والمثل يضرب لاجتماع التافهين على أمر (من باب الاستخفاف والسخرية) لا يستطيعون حله، أو على أمر فوق قدرتهم، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة لعدم قدرتهم على تسيير الأمر لجهلهم وضحالة تفكيرهم. وهذا مما ابتليت به الشعوب العربية ونحن منها بكل فخر، فوضع الرجل غير المناسب في المكان الذي يتطلب المهارة والثقافة والسيادة والقيادة الحكيمة أمر شائع جداً، الأمر الذي أدى إلى تخلف هذه الشعوب وعدم قدرتها اللحاق بالأمم الأخرى.
وقد نسجت عدة حكايات عن هذا المثل وهي لا تمت للمثل بأية صلة، ولكن مجرد محاكات للمثل، كحكاية الأخوين التي ذكرها تحسين عمارة أو حكاية الذي يسرق أكفان الموتى وغيرها. واللطيف أن المثل المذكور قد وجد له حيزا في الشعر الشعبي، فقد كتب الشاعر المرحوم عبد الحسن المفوعر السوداني هذه الأبوذية:
چنت أنضح بطيب المسچ وامعيط
وهسا بشاربي بس أمد ومعيط
زماني الحاشني لشعيط ومعيط
عگب ذيچ الزلم لدريدحية
وكتب المرحوم الشاعر عادل محسن:
أملخ بالگلب يا ناس وامعيط
وأنا الچنت أكبر ذيب ومعيط
أبشرك صرت بين شعيط ومعيط
والچنت أضحك عليه يضحك عليه
وكتب مثنى القرغولي هذا الدارمي:
گام اليحوك شعيط واليغزل معيط
تاهت بعد هيهات بيد الزعاطيط
وقيل:
حاشاني الوكت لشعيط ومعيط
وأنا أدري الأصابع مو سوية
اصدگ وأمسح دموع التماسيح
وأرد أضحك چذب والبيه بيه.