أسباب تفاقم الاختناقات المرورية في بغداد رغم افتتاح الجسور والأنفاق

كنوز ميديا / تقرير

رغم افتتاح العديد من الجسور والأنفاق في العاصمة بغداد خلال العام الحالي، فإن الاختناقات المرورية ما زالت تزداد بشكل ملحوظ، مما يعكس الحاجة الماسة إلى حلول فعالة لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة. تحدث رئيس مؤسسة عراق المستقل، منار العبيدي، عن الأسباب الرئيسية لتفاقم هذه الأزمة، وأكد أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة الازدحام على الرغم من المشاريع الجديدة.

ارتفاع أعداد السيارات في بغداد

المشكلة الأساسية التي تساهم في الاختناقات المرورية هي الزيادة الكبيرة في عدد السيارات، التي تجاوزت قدرة الشوارع الرئيسية على استيعابها. فبالرغم من تطور البنية التحتية في بعض المناطق، فإن الحوافز على زيادة امتلاك السيارات لم تُصاحبها توسعة شاملة للشوارع الأساسية التي كانت مخصصة سابقاً لنقل السيارات بشكل سلس.

دور الجسور الجديدة في التحويل وليس الحل

في الماضي، كانت بعض المعرقلات، مثل نقص الجسور والطرق في المناطق الفرعية، تساهم في تخفيف الضغط عن الشوارع الرئيسية. لكن مع إزالة السيطرات الأمنية في بعض المناطق وافتتاح جسور جديدة في شوارع غير رئيسية، فقد تركزت حركة المرور بشكل أكبر على المحاور الرئيسية. ولم تتمكن المشاريع الجديدة من حل الأزمة بشكل كامل، بل على العكس، أدت إلى ازدحام أكبر في النقاط المحورية.

الافتقار إلى التخطيط الاستراتيجي

أوضح العبيدي أن مشاريع البنية التحتية الجديدة لم تكن كافية في تخفيف الاختناقات بسبب عدم وجود تخطيط مدروس. فالتركيز كان على حل الاختناقات المرورية في الشوارع الجانبية والفرعية دون أخذ تأثيراتها على الشوارع الرئيسية في الحسبان. هذا الأسلوب في تنفيذ المشاريع لم يحل المشكلة من جذورها.

الحلول المستقبلية لتقليل الاختناقات

من أجل التغلب على هذه الأزمة، يؤكد العبيدي على ضرورة التخطيط لإنشاء شوارع رئيسية جديدة موازية للأخرى، وتوسيع الطرق الاستراتيجية التي تربط مناطق بغداد المختلفة. ويشير إلى أن هناك حاجة ماسة لتطوير طرق حيوية، مثل طريق محمد القاسم وطريق القناة، وكذلك الجسور التي تربط جانبي الكرخ والرصافة.

كما يوصي بتوسيع الطرق السريعة مثل طريق الدورة وطريق القادسية، وكذلك ضرورة إنشاء طرق جديدة حول العاصمة، لتحقيق توازن أفضل بين حركة المرور في جميع الاتجاهات.

الخلاصة

إذا لم تتخذ الحكومة خطوات جادة لتنفيذ هذه الحلول وتنظيم شبكة الطرق في بغداد بشكل استراتيجي، فإن الازدحام المروري سيظل يشكل تحدياً كبيراً، بغض النظر عن المشاريع التي يتم افتتاحها من حين لآخر. يتطلب الأمر رؤية شاملة وتخطيط طويل المدى لإنهاء معاناة سكان بغداد.