“الجولاني” يُنافس “يزيد” بالقتل والنهب..!

بقلم/ طه حسن الاركوازي

تاريخ الصراعات في العالم الإسلامي مليء بالأحداث الدامية التي شهدت تنافساً على السلطة والنفوذ ، ومن بين هذه الأحداث ، يمكننا أن نتناول قضية ( الجولاني ويزيد بن معاوية ) ، حيث يجسد كُل منهما جانباً من جوانب الصراع الطائفي والسياسي الذي عانت منه الأمة الإسلامية .

يزيد بن معاوية ( رمز الفتنة ) .؟
هو الخليفة الأموي ، والذي يُعتبر أحد الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي . تولى الحكم بعد وفاة والده معاوية بن أبي سفيان ( لعنةُ الله عليه ) ، والذي أشتهر بقمعه للثورات والمعارضين ، وأبرزها معركة كربلاء التي شهدت مقتل الإمام الحسين ( ع ) ، أبن بنت رسول الله ( ص ) ، إذ تعتبر هذه المعركة رمزاً للفتنة والظلم وواحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها التأريخ .؟

الجولاني أرهابي من طراز خاص .؟

في الوقت الراهن ، نجد شخصية مثل أبو محمد الجولاني ، قائد هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقاً ) ، الذي برز خلال الحرب الأهلية السورية . يُعتبر الجولاني رمزًا للفكر المتطرف الذي يسعى إلى إقامة دولة إسلامية وفق تفسيره الخاص للشريعة ، ومع تصاعد النزاع في سوريا ، أتخذ الجولاني موقفاً معادياً للشيعة ، حيث أستغل الانقسامات الطائفية لتحقيق أهدافه السياسية .

أوجه التشابه والاختلاف بين الأرهابيين .؟

على الرغم من أن الجولاني ويزيد بن معاوية يختلفان في السياقات التاريخية والسياسية ، إلا أن هناك تشابهات واضحة في أستخدامهما للعنف كوسيلة لتحقيق السلطة ، فكلاهما أستهدف الشيعة كجزء من سياستهما ، حيث أستخدم يزيد القوة العسكرية ضد الحسين ( ع ) في كربلاء .؟

بينما يعتمد الجولاني على الخطاب الطائفي والتحريض ضد الشيعة في سياق الحرب الأهلية السورية .؟

من جملة النتائج المترتبة على هذه السياسات ، هي إن أستمرار هذا النهج من العنف والتمييز الطائفي يؤدي إلى تفتيت المجتمع ، وزيادة التوترات بين الطوائف المختلفة ، فبدلاً من العمل نحو الوحدة والتسامح ، تُعزز هذه السياسات الانقسامات وتغذي الكراهية .

في الختام ، إن مقارنة الجولاني بيزيد بن معاوية تبرز كيف أن التاريخ يمكن أن يُعيد نفسه في أشكال جديدة ، يتطلب الأمر وعياً جماعياً ، وإرادة حقيقية للتصدي لهذه الظواهر السلبية والعمل نحو بناء مجتمع يسوده السلام والتسامح بين جميع أطياف الوطن الواحد ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى