تذكروا سور الصين.. قبل ان تتفاخروا بسور الطين (2)..!
بقلم// باقر الجبوري
فلا زلنا نفكر ببناء الاسوار والسواتر على الحدود ونهدر المليارات على الصبات الكونكريتية والاسلاك الشائكة وإن كانت انجازاً وجهداً تشكر عليه الحكومة والوزارات الامنية ويساهم بشكل كبير في حماية البلد من الاخطار الخارجية !
لكن المشكلة الكبرى والتي لطالما نوهنا عنها هي ان المعطيات تشير الى ان العدوا قد نخرنا من الداخل قبل الخارج !!
●. فهنالك نواب برلمانيون ووزراء في الحكومة ومدار عامون وضباط في كافة الدوائر الامنية وفي مراكز حساسة يمثلون قنابل موقوته ( ارهابيون ) وهم على استعداد لتسليم مناطقهم للجولاني ومناصبهم كما سلموها لدا..عش في عام 2014 !!
●. وهنالك جاليات عربية وغير عربية دخلت باشكال وصفات متعددة اغلبها خارج الضوابط تنتشر في كل المحافظات العراقية تحت غطاء الخدمة في المطاعم والمعامل والكوفيهات والمشاريع الكبيرة ودون رقيب أو حسيب !!
●. وهنالك سفارات عربية واجنبية تقوم بتجنيد العملاء وتحشدهم لساعة الصفر وحسب إمكانياتهم وقدراتهم العقلية والجسدية كما حصل في مظاهرات عورة تشرين ( اعلاميين ومحامين ومهوسچية وشعراء وقتلة وعاهرات وموزعي مخدرات ومشروبات لتك الخيم )!!
●. وهنالك قنوات اعلامية في الداخل تؤدلج للارهاب أكثر من التي في الخارج بل هي اخطر منها !
●. وهنالك حركات دينية منحرفة في بغداد والمحافظات الجنوبية وخصوصا المحافظات النفطية وسيكون لهم دور كبير في تأجيج الاوضاع أذا دقت ساعة الصفر !
●. وهنالك الخلايا النائمة للارهاب والبعثية والعصابات !
●. وهنالك وهالك وهنالك .. الخ !
السؤال المهم هنا !!
فماذا اعددنا لكل تلك الاختراقات ولكل تلك الجماعات والجهات وماذا اعددنا لو وقفت القوات الامريكية المنتشرة في قواعد الجيش العراقي مع أي جهة ارهابية قد تغدر بالعراق والعراقيين من الداخل كما حصل مابين العام ( 2003 ) والعام ( 2011 ) آو في احداث ( 2014 ) وهذا هو الحاصل حتماً لان امريكا هي من تدير كل تلك الجهات وهي المشرف على ذلك المخطط بحجة محاصرة ايران واتباع ايران !
وعليه فماذا سينفعنا سور الطين والسواتر ونشر قطعات الجيش على الحدود إذا كنا مخترقين من الداخل وكأننا نسينا انتكاستنا الكبرى بعد الغزوة الارهابية التي تم فيها تهريب الاف من الارهابيين من سجن أبو غريب ليعلنوا بعدها عن قيام تنظيم دا..عش الارهابي !!!
التاريخ يروي لنا أن السور ( العظيم ) الذي يحيط بالصين من جميع الاتجاهات وعلى اسواره كان يقف الاف الرجال المدججين بالسلاح لم يمنع من سقوطها ولعشرات المرات بيد الاعداء بسبب العملاء الذين مكنوا العدوا الخارجي من الدخول الى الصين بطريقة أو بأخرى !!
الشاعر المرحوم سعد محمد الحسن أختصر كل الحكاية ببيت شعر قال فيه ( لا تقفل قفل وتحسبه ما مون إذا ترهم عليه كومة مفاتيح )!!!
المعنى ان سور الطين مثل سور الصين لا يسمن ولا يغني من جوع مادامت الجبهة الداخلية مخترقة والحليم تكفيه الاشارة !!
تحياتي …