حفرة النهاية 9/ نيسان
بقلم _ د.أمل الأسدي
لقد فرّ من الواجب العسكري، فهو متخاذل، افراري،هارب!!
هو ورفاقه!!
إلا أنه لم يُقتحَم منزله، ولم يُعلَّق أمام أمه وأبيه، ولم يشاهد أهلُه وجهه وهو يرفس برجليه و تُنـتزع روحه شيئا فشيئا وأمه تنظر إلی سني عمرها المتبعثرة!!
ولم يؤخذ من أهله ثمن(الطلقات)!!
سقط وفرّ سليم الأذن، سليم الأظافر، لم يُصعَق بالكهرباء في أذنه وأصابعه و…
سقط ولم يشاهد ابنته أو زوجته مُعلَقةً من قدميها!!
سقط ولم يُذوّب في أحـواض التيــزاب!
سقط ولم يحقنه أحد بالمواد الكيمائية المسرطنة!
رباه، كم مرة حزنت الملائكة علی أمٍّ ترمي بنفسها عند أقدام المغمورين السـاقطين ،علّها تنجد عزيزا لها؟!
رباه،كم مرة سمع الإمام علي(ع) أبناءه وهم يصرخون ياعلي؟
رباه،كم مرة سمع الإمام الحسين(ع) آهات الزائرين والعصا(السوداء والبيضاء) تستلذ بأوجاعهم؟
إلهي،كيف شاهدت السماء جماجم الأطفال وضحكاتهم حين ابتلعتها المقــابر الجماعية؟
إلهي، كم مرة شهدت السماء صراخ الجائعين ولوعتهم؟!
صراخ الموجوعين من آلام المرض ولادواء لهم؟!
إلهي، يقال: إن الغزلان اشتكت…كانوا يطعمونها(الهيل) حتی يطيب لحمها،ثم تدخل في أجوافٍ نجسة، تفوح منها رائحة الخمر والـدمـاء!!
ربي،القصب والبردي وطائر البرهان قد اشتكوا …فكرامتهم مهدورة!!
هين وعجل ودحگ يول ياشروكي
يا ابن الحضارة والقيثارة والشعر!
يابن العلگ والشيلة والبيرغ والعمامة!
يا ابن المنائر والقباب العالية!!
لاحق لكم في هذي الحياة
لاحق لكم في هذا البلد… حتی وإن كنتم سواده الأعظم وأصحابه وهويته!!
ثم…. وأذانٌ من الإمام الباقر(عليه السلام):”ما انتصر الله من ظالمٍ إلا بظالمٍ ، وذلك قوله عز وجل : ((وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِين بَعْضًا))
فكان “يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم” كما قال الأمير علي(عليه السلام).
اللهم،نشكرك ونحمدك أنك أطحت بجزءٍ شديد العفونة من الشجرة الملعونة،ومازالت عدالتك تطيح بما تبقی منها شيئا فشيئا حتی يقتلعها ذلك القادم الأخضر!