ملحمة الأرض والدم .. رجال الحشد المقدس وصناعة النصر

تقرير – عُلا فارس

شهد العراق في العقد الأخير من تاريخه الحديث واحدة من أشرس الحروب وأكثرها دموية ضد تنظيم إرهابي غير مسبوق في وحشيته، هو تنظيم “داعش” الإرهابي.

في المقابل، ولد من رحم المعاناة والإيمان بواجب الدفاع عن الوطن، الحشد الشعبي، الذي كان الحصن المنيع بوجه الإرهاب، واليد التي حررت الأرض، وأعادت السيادة للعراق.

تأسيس الحشد الشعبي

تأسس الحشد الشعبي رسميًا في يونيو 2014 استجابة لفتوى “الجهاد الكفائي” التي أطلقها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بعد اجتياح تنظيم داعش مدينة الموصل.

تكوّن الحشد من عشرات الفصائل والكتائب، وضم مقاتلين من مختلف شرائح المجتمع العراقي، فكان انعكاسًا حقيقيًا للوحدة الوطنية في وقت الخطر.

أبرز المعارك التي خاضها الحشد الشعبي

معركة آمرلي (2014)

 فك الحصار الذي دام أكثر من 80 يومًا على المدينة التركمانية الشيعية من قبل داعش.

نفذت قوات الحشد عملية تطويق وفتح ممر إنساني بمساندة جوية.

أكثر من 200 شهيد من مقاتلي الحشد الشعبي.

معركة جرف النصر (جرف الصخر سابقًا) – 2014

تطهير منطقة استراتيجية كانت مقرًا لعمليات داعش نحو بغداد وكربلاء.

 أدت إلى حماية ملايين الزوار في زيارة الأربعين.

 قرابة 400 شهيد.

معركة بيجي (2015)

تحرير المدينة ومصفاتها النفطية، ثاني أكبر مصفاة في العراق.

قتال شوارع ومعارك متواصلة لأشهر.

 أكثر من 500 شهيد.

معركة الفلوجة (2016)

تحرير المدينة بالكامل بعد أن كانت معقلًا رئيسيًا لداعش.

 الحشد طوّق المدينة وقطع الإمدادات.

حوالي 600 شهيد.

 معركة تلعفر (2017)

 تحرير آخر معاقل داعش في نينوى.

عمليات دقيقة شاركت فيها نخبة من قوات الحشد ,  نحو 300 شهيد.

معركة الحويجة (2017)

 آخر المعارك الكبرى التي أنهت وجود داعش في العراق , أكثر من 250 شهيد.

جرائم داعش الوحشية

 مجزرة سبايكر قتل أكثر من 1700 طالب عسكري في تكريت عام 2014.

أُعدموا جماعيًا وتم رمي جثثهم في نهر دجلة ومقابر جماعية.

إبادة الإيزيديين في سنجار اختطف داعش أكثر من 6000 إيزيدي.

قتل الرجال، واستعبد النساء والأطفال.

بيع الإيزيديات في “أسواق النخاسة”

 تدمير التراث والآثار فجر مواقع أثرية في الموصل والنمرود , دمر متحف الموصل بالكامل.

التفجيرات الانتحارية هجمات على الأسواق والمساجد والحسينيات.

أشهرها تفجير الكرادة (2016): أكثر من 2000شهيد.

مصادر تمويل داعش

النفط والغاز/سيطر على حقول نفط في الموصل وسوريا.

كان يحقق ما يقارب 2 مليون دولار يوميًا.

 الضرائب والإتاوات/فرض “الجزية” والضرائب على السكان.

النهب والفدية/سرق 400-500 مليون دولار من بنك الموصل ,باع الآثار وخطف مقابل الفدية.

الدعم الخارجي/دعم لوجستي غير مباشر من شبكات خارجية.

جنسيات مقاتلي داعش/مقاتلون من أكثر من 80 دولة , أبرزهم: تونس، السعودية، الشيشان، روسيا، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا.

نسبة المقاتلين الأجانب في العراق فاقت 40% في ذروة التنظيم.

خسائر داعش

بشرية:أكثر من 40,000 عنصر قتلوا في العراق وحده.

ميدانية:فقد السيطرة على الموصل، تكريت، الفلوجة، الحويجة، تلعفر.

مالية:خسر مصادر تمويله مثل النفط والمصارف.

نفسية ومعنوية:تراجع قدرة التجنيد، وانشقاقات في صفوفه.

أثبت الحشد الشعبي أنه درع العراق الحامي وذراعه القوية في وجه الإرهاب، إذ خاض أشرس المعارك، وقدم آلاف الشهداء، وحقق النصر على تنظيم كان يُرعب العالم.

في المقابل، مثل تنظيم داعش أقصى درجات الهمجية والوحشية، من جرائم الإبادة إلى تدمير التراث الإنساني. ومع نهاية وجوده في العراق، استعاد البلد سيادته وأمنه بفضل تضحيات الأبطال من الجيش والحشد الشعبي.

وسيظل التاريخ يخلد دماء الشهداء وبطولاتهم التي أعادت للعراق هيبته، ولكل أم عراقية قدمت ابنها شهيدًا في سبيل هذا الوطن، سلام ومحبة وتقدير لا ينتهون. ع666

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى