الدور السوري في تصدير الإرهاب إلى العراق بعد 2003 وتأثيره على الأمن الوطني العراقي

تقرير – عُـلا فارس

منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، تحوّلت سوريا إلى المنفذ الأكبر والأكثر خطورة لتسلل الإرهاب إلى العراق، إذ وفرت بيئة خصبة لتجنيد وتدريب وتمويل وإيواء عناصر القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة.

كان النظام السوري يستخدم هذه الورقة كأداة نفوذ وضغط جيوسياسي، في وقتٍ كان فيه العراق يحاول الوقوف على قدميه وبناء نظام سياسي ديمقراطي جديد.

تشير تقارير دولية ووثائق استخبارية إلى أن سوريا لم تكن ممرًا محايدًا للإرهابيين، بل كانت شريكًا نشطًا في هندسة الخراب الأمني في العراق.

كانت الحدود السورية تُستخدم لتهريب السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والانتحاريين، فيما أنشأت أجهزة الاستخبارات السورية مراكز تدريب للإرهابيين في اللاذقية ودير الزور وريف دمشق. وأبرز هذه المعاقل:

معسكر اللاذقية: استخدم لتدريب العناصر الأجنبية القادمة من شمال أفريقيا والخليج.

معسكر صلنفة في ريف اللاذقية: مركز متخصص بإعداد المفخخات.

مراكز في حلب والرقة، كانت محاور لوجستية لعبور الإرهابيين إلى العراق.

من بين 505 إرهابيين تم اعتقالهم في حملات أمنية عراقية مختلفة، وُجد أن عددًا كبيرًا منهم يحملون الجنسية السورية، وأثبتت التحقيقات ارتباطهم بجهات داخل الأراضي السورية.

رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري صرّح رسميًا في شباط 2025 أن هناك 2000 عنصر من تنظيم داعش من جنسيات مختلفة داخل سجون الحسكة السورية، أغلبهم من حملة الجنسية السورية أو تلقوا الدعم منها.

تقارير أمريكية وثّقت عبور أكثر من 6000 إرهابي أجنبي إلى العراق عبر الحدود السورية بين 2003 و2014، معظمهم سوريون أو دخلوا سوريا أولًا.

أكثر من 40% من العمليات الانتحارية التي ضربت بغداد والفلوجة والموصل كانت بتنسيق من خلايا مدعومة سوريًا.

تسبب التدخل السوري غير المعلن في استشهاد أكثر من 100 ألف عراقي خلال عقدٍ من الزمن، بين مدنيين وعسكريين، في عمليات تفجير واغتيالات وهجمات انتحارية.

عشرات آلاف الجرحى والمعاقين نتيجة التفجيرات التي انطلقت عناصرها من الداخل السوري.

تدمير البنية التحتية لمدن عراقية كاملة مثل الفلوجة وتكريت والموصل، بسبب تغذية داعش بالإمداد السوري.

خسائر اقتصادية مباشرة تُقدّر بأكثر من 200 مليار دولار بسبب تعطيل قطاع الطاقة، والمواصلات، والاستثمار في المناطق الساخنة.

أكثر من 3 ملايين نازح عراقي بسبب العمليات التي قادها داعش ومرتزقته المدعومون عبر الأراضي السورية.

في تفجير سوق الغزل ببغداد 2007، دخلت سيارة مفخخة مصدرها معسكر تدريبي في اللاذقية، وأدى التفجير إلى استشهاد أكثر من 140 مدنيًا.

الإرهابي السوري المعروف باسم أبو المثنى الشامي فجّر نفسه في حي الكرادة 2016، موقعًا أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى.

في عام 2014، تسلّلت خلية سورية عبر الحدود الغربية ونفذت سلسلة تفجيرات في حي العامل ومدينة الصدر خلال أسبوع واحد، أدت إلى أكثر من 80 شهيدًا ودمار كبير.

إن مسؤولية النظام السوري في تصدير الإرهاب إلى العراق واضحة، وثابتة بشهادات وأرقام، ويجب أن تكون موضع تحقيق ومحاسبة دوليين. لا يمكن الحديث عن استقرار العراق دون كبح الدور السلبي لسوريا بوصفها المصدر الأول للموجات الإرهابية التي عبثت بأمن العراقيين ودمرت مدنهم وسفكت دماءهم.

السكوت الدولي عن هذه الانتهاكات منح الضنظام السوري غطاءً لمزيد من التدخل، ولا تزال خلايا داعش تنشط انطلاقًا من أراضٍ سورية حتى اليوم، مما يُشكّل تهديدًا دائمًا للأمن الوطني العراقي.ع666

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى