ماذا سيكتب التاريخ عن هؤلاء؟!
بقلم _ عبد السلام الجنيد.
يُقال إن بعض الناس يكتبون التاريخ، وبعضهم يُكتب عنهم التاريخ، وهذه مسلّمة لا غبار عليها.
فالمهتمون بمتابعة الأحداث والوقائع الحاصلة عبر الحِقب الزمنية، والمتتبعون لمجرياتها من الكُتّاب والمؤرخين، نراهم يُدَوّنون ويؤرشفون الأحداث وتفاصيلها كما حصلت، ليتسنّى للناس قراءتها ومعرفتها.
فنجدهم، عندما يكتبون عن الحروب الماضية وقادتها وأسبابها ونتائجها، يتعرضون للمواقف القولية والفعلية الشريفة والبطولية للبعض، وكذلك للمواقف الدنيئة والسيئة للبعض الآخر.
فيصفون من يُناضل ويُكافح ويُضحّي من أجل القضايا المصيرية ـ كحماية الأوطان، والدفاع عن الأرض والعِرض، والعقيدة، والمبادئ الإسلامية ـ بأنه حرٌّ، أبيٌّ، شريف، وطني، وقد يبلغ به الحال إلى مرتبة الزعامة والقيادة، بل وقد يُصبح أسطورةً ومدرسةً للأجيال القادمة.
وكما يُقال: إن التاريخ لا يرحم، فإننا نجده يروي عن الأطراف الأخرى ممن فقدوا وتخلّوا عن كل ما سبق، واختاروا لأنفسهم الطريق الخطأ؛ فيصفهم أحيانًا بالخيانة والعمالة، لأنهم رضوا وساعدوا العدو الخارجي، وسمحوا له بالدخول إلى أوطانهم لاحتلالها، والعبث بها، واغتصاب الأرض والعِرض، وانتهاك الحرمات.
لكن اليوم… يا تُرى، ماذا سيكتب التاريخ عمّن يستدعي الأعداء، ويطالبهم بالإسراع، وحثّ الخطى، وتشكيل تحالف ضد أبناء بلده، وأهله، وإخوانه، وقتلهم، وإبادتهم؟!
ويُبدي استعداده لليهود ـ العدو الأول للإسلام والمسلمين ـ بالتعاون معهم، وتقديم كل ما يحتاجونه، وأنه طَوْعُ أمرهم؟!