سلسلة مقالات غرب اسيا (اليمن)حلقة ٤٣
كنوز ميديا _ متابعة
نفي رسمي وتحركات مريبة.. هل تتجه المنطقة نحو تصعيد بري في اليمن؟
في ظل اشتداد التوترات الإقليمية، نفت كل من الإمارات والسعودية تقارير صحفية تحدثت عن مشاركتهما في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن شن هجوم بري ضد حكومة صنعاء.
وأكدت مصادر رسمية في البلدين أن ما نُشر في هذا السياق لا يعدو كونه “مزاعم لا أساس لها”، في إشارة إلى تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أفاد بوجود استعداد إماراتي للتنسيق مع واشنطن بشأن تحرك عسكري بري يستهدف حكومة صنعاء،وسط تحفظ سعودي.
❖ ضبابية أمريكية وتردد خليجي في ملف اليمن
رغم النفي الرسمي، إلا أن مؤشرات عدّة توحي بأن سيناريو التدخل البري لا يزال مطروحًا على طاولة البحث.
غير أن ما يعرقله هو تقلب الموقف الأمريكي وغياب الثقة الخليجية في وعود إدارة ترامب الحالية .
فالموقفان السعودي والإماراتي يعكسان تردّدًا واضحًا حيال الانخراط في معركة جديدة قد تكون كلفتها باهظة، خاصة في ظل التجارب السابقة مع الإدارات الأمريكية، سواء خلال عهد ترامب أو بايدن.
❖ التحالف بيد الخارج.. من يتحكّم في القرار العسكري؟
تخضع قرارات مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بما في ذلك تحركات القوات في الساحل الغربي والجنوب ومأرب، لهيمنة واضحة من التحالف العربي بقيادة الرياض وأبوظبي.
وهذا ما يجعل أي تصعيد عسكري محتمل مرهونًا بإشارات مباشرة من العواصم الإقليمية والدولية، وليس من القيادة المحلية التابعة لمجلس القيادة الرئاسي وحكومته.
❖ سباق تسلّح دفاعي وتحضيرات ميدانية
تشير التقارير إلى تسارع وتيرة التسلّح السعودي والإماراتي، خصوصًا فيما يتعلق بمنظومات الدفاع الجوي المخصصة للطائرات المسيّرة والصواريخ الفرط صوتية.
كما تُرصد تحركات وإعادة تموضع مكثفة للقوات في الساحل الغربي والجنوب ومأرب، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات مجرد استعداد وقائي، أم تجهيز فعلي لمعركة قادمة.
❖ مصر على خط النار.. موقف مترقب وتحفظ محسوب
في تطور لافت، تقترب القاهرة من الموافقة على الانضمام لتحالف دولي ضد حكومة صنعاء، لكنها لا تزال تشترط تطمينات أمريكية واضحة.
فمصر ترى نفسها الأكثر تضررًا من تعطل الملاحة في البحر الأحمر، وتعتبر مشاركتها بمثابة تأكيد لدورها الإقليمي في تأمين خطوط التجارة البحرية، من خليج عدن حتى السويس.
❖ حكومة صنعاء تكتسب زخمًا شعبيًا بالمقابل، تستفيد حكومة صنعاء من معركتها المفتوحة مع واشنطن وتل أبيب، ما يمنحها زخمًا سياسيًا وشعبيًا داخل اليمن، خصوصًا مع تصاعد دعمها العلني لغزة والهجمات التي تستهدف السفن الأمريكية والإسرائيلية.
وتبدو الرهانات على تحريك القبائل ضد صنعاء مغامرة غير محسوبة، خصوصًا في ظل اصطفاف شعبي متزايد إلى جانب “أنصار الله”.
❖ فشل الضربات الجوية.. هل تبحث واشنطن عن بدائل؟
قد تسعى الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي جديد يضم بريطانيا، السعودية، الإمارات، وربما مصر.
ومن المتوقع أن يقوم هذا التحالف على توزيع الأدوار.
قد يشمل هذا التحالف عدة جوانب أساسية، أولها هجوم بري تنفذه قوات يمنية موالية للتحالف.
كما سيوفر التحالف إسنادًا جويًا وبحريًا واستخباراتيًا من الولايات المتحدة وبريطانيا، بالإضافة إلى تمويل وتسليح كامل من دول الخليج.
وفي النهاية، سيحظى التحرك العسكري بغطاء سياسي لإضفاء شرعية على المستوى الدولي والإقليمي.
❖ السيناريو الأقرب تصعيد تدريجي أم ضربة مباغتة؟ يبقى السؤال الأبرز، هل ما يجري من إعادة انتشار في الجبهات اليمنية يندرج ضمن إجراءات روتينية لرفع الجاهزية القتالية، أم أنه تمهيد فعلي لمعركة وشيكة؟ وهل تتحرك صنعاء أولًا، في ضربة استباقية ضد القوات الموالية للتحالف، قبل أن يُفرض عليها القتال؟
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٤/١٨