غزة… صرخة الوجود في وجه الفناء

بقلم _ غيداء شمسان غوبر

 

غزة ليست مجرد مدينة محاصرة، أو بقعة جغرافية على الخريطة، أو رقما في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي الأمريكي. غزة هي الرمز، هي الأيقونة، هي الشهادة، هي الصرخة، هي الوجود المتشبث بالحياة في وجه الفناء. غزة هي الضمير الذي يؤرق العالم، والبوصلة التي توجه الأمة، والميزان الذي يكشف الزيف والخداع.

 

غزة تنزف… تنزف دما، تنزف أملا، تنزف كرامة، تنزف إنسانية. تنزف تحت وطأة قصف همجي، لا يفرق بين طفل وامرأة، ولا بين مسجد وكنيسة، ولا بين مستشفى ومدرسة. تنزف تحت حصار ظالم، يجوع الأطفال، ويمرض الشيوخ، ويعطل الحياة، ويحيل المدينة إلى سجن كبير. تنزف تحت أنظار العالم الصامت، الذي يدين ويستنكر ويعرب عن القلق، ولكنه لا يفعل شيئا لوقف العدوان، أو رفع الحصار، أو إنقاذ الأرواح.

 

غزة تستباح… تستباح أرضها، تدمر بيوتها، تقتل أطفالها، تيتم نساؤها، تهجر عائلاتها، تسرق أحلامها، تدنس مقدساتها، تنتهك حرماتها. تستباح… والعالم يتفرج، يحصي الضحايا، ويحلل الأحداث، ويبرر الجرائم، ويساوي بين الجلاد والضحية، ويشجع الظالم على الاستمرار في ظلمه.

 

فلسطين… ليست مجرد قضية سياسية، أو نزاع حدودي، أو صراع على السلطة، بل هي قضية وجود، وقضية هوية، وقضية كرامة، وقضية عدل، وقضية حق. فلسطين… يتآمر عليها منافقو الأعراب، الذين باعوا ضمائرهم، وخانوا أمانتهم، وتخلوا عن مسؤوليتهم، وانحازوا إلى جانب الظالم، وتنكروا للمظلوم، وتجاهلوا الحقائق، وزيفوا التاريخ.

 

فلا تعتادوا على مشاهد الألم… لا تعتادوا على رؤية الدماء، ولا تعتادوا على سماع الأنين، ولا تعتادوا على مشاهدة الخراب، ولا تعتادوا على صمت العالم، ولا تعتادوا على خذلان القريب، ولا تعتادوا على تآمر البعيد. لا تعتادوا على الألم، فإنه يقتل الإحساس، ويميت الضمير، ويفقد الإيمان، ويضعف العزيمة.

 

فلا تتخاذلوا عن نصرة الحق، ولا تتخاذلوا عن دعم المظلوم، ولا تتخاذلوا عن فضح الظالم، ولا تتخاذلوا عن مقاومة العدوان، ولا تتخاذلوا عن تحرير الأرض، ولا تتخاذلوا عن إعلاء كلمة الله. لا تتخاذلوا، فإن التخاذل يورث الذل، ويجلب الهوان، ويسخط الرحمن، ويفرح الشيطان.

 

اكتبوا عن غزة، اكتبوا عن فلسطين، عن القدس، عن الأقصى، اكتبوا عن الشهداء، والجرحى، والأسرى، اكتبوا عن المهجرين، والمظلومين، والمقاومين، والصامدين، اكتبوا عن الثابتين، والمرابطين، اكتبوا عن الأحرار، وعن الشرفاء، اكتبوا عن المؤمنين، والصادقين. اكتبوا بدمائكم، اكتبوا بدموعكم، اكتبوا بآلامكم، اكتبوا بآمالكم، اكتبوا بكلماتكم، اكتبوا بأفعالكم، اكتبوا بكل ما تملكون.

 

انشروا مظلومية غزة، وفلسطين، والقدس، والأقصى، انشروا في كل مكان، انشروا بكل لغة، انشروا بكل وسيلة، انشروا بكل قوة.

 

قاطعوا بضائع الأعداء… قاطعوا بضائع اليهود، قاطعوا بضائع أمريكا، قاطعوا بضائع فرنسا، قاطعوا بضائع بريطانيا، قاطعوا بضائع ألمانيا، قاطعوا بضائع إيطاليا، قاطعوا بضائع كندا، قاطعوا بضائع أستراليا، قاطعوا بضائع كل من يدعم الكيان الصهيوني، ويؤيد عدوانه على فلسطين، ويشارك في حصار غزة. اجعلوا المقاطعة سلاحا فتاكا يشل اقتصادهم، ويضعف قوتهم، ويفشل مخططاتهم.

 

انفقوا في سبيل الله لنصرتها… انفقوا من أموالكم، انفقوا من أوقاتكم، انفقوا من جهودكم، انفقوا من علومكم، انفقوا من أفكاركم، انفقوا من ألسنتكم، انفقوا من أقلامكم، انفقوا من كل ما تملكون، في سبيل الله لنصرة فلسطين، ودعم غزة، وتحرير القدس، وإعلاء كلمة الحق، وإقامة العدل، ونصرة المظلومين، ومواجهة الظالمين.

 

يا أحرار العالم.. يا أمة الإسلام.. غزة تستغيث! فهل من مغيث؟ هل من منجد؟ هل من معين؟ هل من ملبي؟

 

فلتصدح حناجركم بالحق، ولتزلزل أقدامكم الأرض، ولتتحد صفوفكم، ولتتضافر جهودكم، ولتشتعل قلوبكم بالإيمان، ولتتقد عزائمكم باليقين، ولتنطلقوا نحو النصر، نحو التحرير، نحو العودة، نحو الكرامة، نحو الجنة.

 

فلسطين تناديكم… فهل من مجيب؟

غزة تستصرخكم… فهل من منقذ؟

الأقصى يستنجدكم… فهل من ملبي؟

 

هذا هو النداء… وهذا هو الامتحان… وهذا هو المصير… فاختاروا لأنفسكم ما شئتم.

 

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء

#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى