أصنام من إعلام

بقلم _إخلاص عبود

نعيش في هذا الزمن (الذروة) في كل شيء، الذروة في التطور، الذروة في القوة، الذروة في الفساد، الذروة في التلبيس ، الذروة في النفاق، الذروة في التزييف، الذروة في تغيير الحقائق، الذروة في الظلم والاستكبار، الذروة في الحرب الإعلامية، الذروة في كل شيء .

ذهبت الشعارات الزائفة إلى غير رجعة، وجاء يوم الفصل، فتكشفت بعد الفصل الحقائق، وظهرت العيوب، فكأن الشمس طلعت على قوم ليس لهم من دونها سترا، لم يعد هناك أي شك في أي شيء ، ولا أي ريب في أي قضية، ولا أي غموض في أي موقف، سقطت عناوين المذهبية والطائفية، والعنصرية والتحزبية، وتهاوت أكاذيب الحرية والتحررية، فلم يبق للحرية صوت، ولا للمقدسات بيت، ولا للإنسانية ضمير، تُعرض المشاهد المؤلمة والإبادة الجماعية، لشعب اختار الحرية بمفهومها العربي لا العبري، وبشكلها الإسلامي لا الغربي،فدفع ثمن ذلك عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال، وقدم فاتورة ثقيلة الحمل، يقف على رأسها قيادات عظيمة بذلت أغلى ماتمتلكه.

جاء وعد الآخرة، وطالما انتظر المسلمون المسيح الذي لن يأتي، وعموا وصموا-عن الناطق بالحق، والنور الهدى، والطريق الواضح، والدليل إلى الخلاص من هيمنة طواغيت العالم-(القرآن الكريم)، يُريدون معجزة تنزل عليهم من السماء بعيسى الذي توفاه الله لتحررهم من الذلة والهوان، ينتظرون القيامة لتحرر فلسطين بدلا عنهم، لقد وصل حال العرب إلى (ذروة) الذل المهين، والخزي المفضوح، والموقف الجهنمي المحتوم.

تقف اليوم أمريكا موقف الظلم ، موقف الباطل، موقف اليهود والنصارى الذين هم أعداء الله، من قال لنا الله فيهم {۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ} (المائدة:٥١)
﴿أَوْلِيَاءُ﴾ الولاية تكون بالحب والصداقة، أو المعية في الموقف أو في الرأي والتوجه، لأن من يقف معهم سيظلم، سيطغى، سيبطش، سيقتل، سيبيد، بهذا سيضل ولن يجد للهداية سبيل، وبرغم ما قد تكشف في هذا الزمان من الحقائق، وبرغم تجليات الحق، وغربلة العالم، وبرغم أن الحق أصبح أوضح من عين الشمس، والباطل كذلك، إلا أن هناك من الناس السذج من صنعت له أمريكا وإسرائيل، والمطبعين أصنام من الإعلام، أصبح لا يعبد إلا قناة (الحدث)، يرى المجازر ويعلم بها، ويلبس على نفسه بخبر بثته قناة الجزيرة، تناديه أشلاء أطفال فلسطين للإنفاق والمقاطعة، فيفتيه (زعتر) وعلماء الريال والدرهم، بأن لا يكون لكم موقف، ولستم أمام الله مسؤولون، لا عن فلسطين، ولا عن مقدسات، ولا عن دين، ولا عن أي شيء، أصنام من إعلامِ كل ناعق فيها، ولهم أتباع كُثر، لا يرون فلسطين ويسمعونها إلا مثل رؤية الأعمى والأصم، ويرون قنوات التلبيس بعين مفتوحة، وأذن كأنها رادار استقبال تلتقط كل ماصُب فيها.

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى