الإطار التنسيقي ……………………………… طرح السؤال : لماذا لايدخل الإطار التنسيقي بقائمة واحدة قبل الانتخابات
بقلم _ زهراء الساعدي
عدم دخول الإطار التنسيقي بقائمة واحدة في الانتخابات يعود إلى عدة عوامل داخلية وسياسية معقدة، وأبرزها:
1: الصراعات الداخلية واختلاف المصالح
رغم وحدة الخطاب العام، هناك تباينات حادة بين أطراف الإطار من حيث:
الزعامة والتمثيل: كل طرف يريد تمثيلاً أكبر ونفوذاً أوفر داخل الحكومة والبرلمان.
الطموحات الشخصية والسياسية: بعض القادة يطمحون لرئاسة الوزراء أو مواقع حساسة، مما يصعّب الاتفاق على قائمة موحدة.
2: التنافس على الجمهور نفسه
كل كتلة داخل الإطار تستهدف القاعدة الجماهيرية الشيعية نفسها، ودخولها منفردة يمنحها فرصة لاستعراض قوتها التمثيلية، وهذا قد يُستخدم لاحقاً في التفاوض على المناصب.
3:حسابات انتخابية براغماتية
في بعض الدوائر، دخول الإطار بقائمة واحدة قد يؤدي إلى خسارة بعض المقاعد بسبب طبيعة قانون الانتخابات (سانت ليغو أو غيره)، بينما دخولهم بعدة قوائم يتيح توزيع الأصوات بشكل يُحسّن فرص الحصول على أكبر عدد من المقاعد مجتمعة.
4:ضغوط داخلية وخارجية
قد تكون هناك ضغوط من جهات إقليمية أو داخلية تشجع على بقاء التنوع داخل الإطار بدلاً من وحدته الكاملة، لضمان نوع من التوازن بين الفصائل المختلفة.
5:محاولة تقديم صورة “تعددية”
بعض الأطراف داخل الإطار قد ترى أن الدخول المنفصل يُظهر تنوعاً داخل المكون الشيعي، بدلاً من ظهوره ككتلة صلبة واحدة، ما يُخفف من الانتقادات حول “احتكار السلطة”.
((ائتلاف دولة القانون – السيد نوري المالكي))
الوزن الجماهيري: ثقيل نسبياً، خاصة في بغداد والمحافظات الجنوبية (كربلاء، بابل).
الموقف من القائمة الموحدة: متحفّظ؛ المالكي يفضل دخول الانتخابات بقائمة منفصلة للحفاظ على زعامته وتوسيع تمثيله.
الهدف السياسي: العودة القوية لرئاسة الوزراء أو فرض الثقل الأكبر في اختيار الرئيس القادم للحكومة.
((تحالف الفتح – هادي العامري))
الوزن الجماهيري: قوي في البصرة وديالى وبعض مناطق الوسط.
الموقف من القائمة الموحدة: أكثر انفتاحاً على فكرة التوحيد من المالكي، لكنه يطالب بتوزيع عادل للمقاعد والقيادة.
الهدف السياسي: تعزيز دور الفصائل الحشدية سياسيًا وتقنين وجودها.
((تيار الحكمة – السيد عمار الحكيم))
الوزن الجماهيري: أقل من دولة القانون والفتح؛ تأثيره الأكبر في النجف وبغداد.
الموقف من القائمة الموحدة: مؤيد نظريًا، لكن بشروط تحفظ مكانته وتمنع تهميشه.
الهدف السياسي: لعب دور توازني داخل الإطار مع الاحتفاظ بواجهة مدنية.
((ائتلاف النصر – حيدر العبادي))
الوزن الجماهيري: محدود حالياً مقارنة بفترة رئاسته للحكومة.
الموقف من القائمة الموحدة: يفضل الدخول بتحالفات مدنية أوسع، وقد لا ينخرط بقائمة إطارية مغلقة.
الهدف السياسي: العودة للواجهة كمرشح “توافقي” معتدل بين القوى المتنافسة
((عصائب أهل الحق – الشيخ قيس الخزعلي))
الوزن الجماهيري: متوسط إلى قوي في بعض المناطق مثل بغداد وواسط.
الموقف من القائمة الموحدة: مرن؛ يشارك ضمن تحالف الفتح غالباً، ومستعد للتنسيق شرط ضمان التمثيل الفعلي.
الهدف السياسي: التمكين السياسي الموازي للدور الأمني والعقائدي للفصيل
((التيار الصدري –السيد مقتدى الصدر))
الوزن الجماهيري: كبير جداً، ويُعتبر المنافس الأبرز للإطار في الشارع الشيعي، خصوصاً في بغداد، النجف، ميسان، وذي قار.
الموقف من الانتخابات: حالياً منسحب رسميًا من العملية السياسية، لكن ما زال يحتفظ بقاعدة شعبية فاعلة وتنظيم انتخابي غير معلن.
الموقف من التوحد داخل الإطار: يرفضه ضمنيًا؛ إذ يرى أن الإطار هو مشروع “توافقات مصلحية” لا تمثل إرادة الشعب.
الهدف السياسي: الحفاظ على الزعامة الجماهيرية خارج البرلمان، مع إمكانية العودة المفاجئة عند تغير الظروف، وربما يراهن على إسقاط خصومه من خارج النظام.
الباحثة في شأن السياسي والاجتماعي
الإعلامية زهراء الساعدي