كنوز ميديا – متابعة
لم تتمكن موجة الغضب والرفض الشعبي والسياسي العراقية من ثني الحكومة عن قرارها في توجيه دعوة للرئيس السوري المؤقت احمد الشرع الإرهابي (امجد مظفر او أبو محمد الجولاني)، على الرغم من ان هذه الشخصية قد سفكت دماء العراقيين ومتهمة بالإرهاب وكانت وراء العديد من التفجيرات والعمليات الاجرامية ضد الأجهزة الأمنية، في وقت كشفت فيه أوساط سياسية عن امتلاك الجولاني اكثر من اسم ويحمل هوية أحوال مدنية عراقية باسم امجد مظفر حيث حكم بالسجن داخل العراق وفق الاسم المذكور.
ويقول عضو ائتلاف دولة القانون عمران كركوش ، ان “دعوة الجولاني للحضور الى العراق قد تلحق اضطرابا في العلاقة مابين السوداني والقوى السياسية الأساسية في البلاد، في وقت تعتبر فيه الحكومة انها تقوم بواجباتها الدبلوماسية، في حين ان هناك قوى سياسية ضخمة ومؤسسات تراقب عمل الحكومة”، مضيفا ان “الحكومة لاتستطيع القفز على الاستحقاقات الأخلاقية والقانونية المقدسة للشعب، خصوصا ان الرأي العام العراقي لازال متضرراً ويشعر بوطأة الازمة التي خلفها داعش الإرهابي والتضحيات التي بذلت لتحقيق العراق من الإرهاب الداعشي، وبالتالي فأن عملية التقليل من هيبة وكرامة العراقيين لانقاش فيه، أي ان الحكومة وفي حال ذهبت بعيدا من دون ان تعالج هذا الملف بنحو مقبول ومنطقي فأنها ستتسبب لها مشاكل بهذا الخصوص”.
من جانب اخر، رأى المحلل السياسي إبراهيم السراج، ان “مسألة انعقاد القمة العربية في بغداد في شهر أيار المقبل، لاتعتبر حجة لاصدار العفو عن الإرهابي أبو محمد الجولاني لضمان دخوله العراق والمشاركة في اعمال القمة باعتباره رئيساً لسوريا، حيث ان السوداني لايمتلك صلاحية لشمول الجولاني بالعفو من اجل توجيه دعوة لهذه الشخصية الإرهابية للحضور الى بغداد الشهر المقبل، خصوصا ان السجل الاجرامي لهذه الشخصية معروف وواضح ولايمكن تجاهله”، مبينا ان “هناك ردة فعل كبيرة في الشارع العراقي إزاء قيام رئيس الوزراء بتوجيه دعوة للارهابي الجولاني للمشاركة في اعمال قمة بغداد، حيث ان حضوره يمهد الطريق نحو اصدار العفو عن أي إرهابي اخر يصل المنصب ليتم تكريمه ودعوته كضيف للعراق”.
وعلى صعيد متصل، اكد عضو مجلس النواب أمير المعموري، ان “احمد الشرع يمتلك اسمين من غير الأسماء المعروف بها، حيث دخل العراق باسم (امجد مظفر حسين علي) وهو اسم المزور، في حين ان الدولة تبحث عن اسم امجد مظفر وليس احمد الشرع”، موضحا ان “هذا الشخص كان يعرض امام المحكمة بالاسم المزور (امجد) على انه عراقي خلال فترة سجنه، إضافة الى انه يحمل اسم اخر (أسامة العبسي الواحدي) هو الاسم الثالث لأحمد الشرع، وبالتالي لايمكن التعامل مع الشرع على حساب دماء الشهداء بحجة المصالح دون ادراك ان هذه المصالح قد هدمت الدولة”.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد التقى الرئيس السوري المؤقت الإرهابي أبو محمد الجولاني او مايعرف باحمد الشرع في قطر الأسبوع الماضي الامر الذي اثار امتعاضا كبيرا في الأوساط الشعبية والسياسية خصوصا ان الزيارة كانت سرية وغير معلنة، بالإضافة الى قيام الحكومة بتوجيه دعوة لهذا الإرهابي لحضور القمة العربية في بغداد بالشهر المقبل.ع666