قبيلة أرحب تعلن.. حيا بداعي الجهاد

بقلم _ بشرى الصارم

 

إن ماتراه ليست مجرد تجمعات متوافدة، ولا حناجر بالهتافات مرددة، بل هي نواصي خيول متأججة،و زمجرات متوقدة،و زبانية جيوش مشتعلة، وهي أيضاً ميزان دقيق يعرف متى يشهر السلاح، ومتى يفرش مجالس الصلح، إنهم أسياد الحروب والحكمة، قبيلة لا تندفع بغباء ولا تتراجع بجبن ، في السلم تحكمها أعراف وقوانين أشد صرامة من أي دستور، وفي الحرب يحكمها عقيدة راسخة من التضحية والدفاع والبذل والصمود،  فالحياة بالنسبة لأبنائها لا تقارن أمام لحظة إباء وكرامة.

 

قبيلة رجالها عتاد الله وعدة أولياءه، وهم متارس المجاهدين وبنادقهم، وهم رايات النصر وفاتحيه، وهم الأفواج التي تفوج كلما دقت الحرب طبولها، هي قبيلة لا تنكس أعلامها حتى لو احترقت النار تحت أقدامها،  قبلية لا تشترى بالذهب ولا تتفتت بالسياسة، بل هي إرث من الصلابة والشموخ والسيادة يتوارثه الأبناء كما يورث السلاح، فليس في تاريخها صفحة كتبت بالاستسلام، وليس في ذاكرتها سطرٌ قيل فيه “كنا ولم نعد” فيا أيها العالم إذا كنت تجهل معنى الكبرياء فانظر إلى قبيلة أرحب فإنها دروس كبرياء مكتوبة من حبر الإباء في كتاب لا يمحوه الزمن، ولا تغلقه المؤامرات.

 

هي صوت السيادة حين تثأر، وصوت الشعب حين يصمت الآخرون،وكف الميزان حين تنحرف الموازين، وهي خيبة المؤامرة في العواصم البعيدة ففي العقيدة هي الركيزة التي لا تفتك، والسؤال الذي لا يجد الطامعين له جوابا، وتاريخ لا يكتب بالحبر بل بالدم الذي يفوح ثأره أينما أُريق.

 

قبيلة لا تحدد الجغرافيا مصير أبناءها بل هم من يثبتون قدرهم بأيديهم، وإذا كانت بعض الشعوب قد وجدت في ذات الطبيعة ممهدة له في حصانة، فإن قبيلة أرحب تتجه نحو الجبال الشامخة فتحملها على اكتافها وتحولها إلى بنادق حيدرية اشترية، وتقتلع الأرض لتجعله صمود من الإرادة، تعتلي سفوح الجبال لتجعلها أبراج تراقب منها سماء الكون ، فلا يحلق في أُفقها إلا من عرف معنى السمو والسيادة.

 

هنا تقف الرجال وبنادقهم مشهورة، كأن الحديد قد التصق بالعظم، وكأن الطلقات صدى نبض قلوبهم، يولد الطفل على صوت النكف حيا بداعي الجهاد، ويكبر على نداءات البطولة والكبرياء، يرضع العزة والكرامة المحمدية من صغره، أولى دروسه كيف يكون رأسه شامخا حتى وهو بحضن أمه، لم يولدوا لأن يكونوا رعايا، بل ليكونوا أسياد الأرض وحراس التاريخ، ومنارة الكرامة التي لاتشترى ولا تباع، يتربوا على النهج العلوي الحسيني،ويشبوا على خطى البصيرة والوعي، حتى يكون كل رجلا فيهم مقاتل علوي حسيني بالفطرة.

 

كل فرد فيها قلعة بحد ذاته، وكل خيمة حصن منيع ، وكل جبل مترس صمود، ليسوا أرقام في سجل الحضور، بل حكايات من نار وبارود، كل منهم سطر في البطولة، وكل منهم صخرة لا تنكسر حتى لو زلزلت من تحتها جيوش العالم بأسره، لا يحتاجون إلى معسكرات للتدريب، فقد تعلموه قبل الفطام، ولا إلى من يلقنهم طعم الشرف، لإن الشرف هنا ليس مجرد كلمة بل شريعة حياة يجري بدمائهم فهم يتنفسون النخوة والشجاعة.

 

وحين يرعد السلاح بين أيديهم يعرف عدوهم أنه يقف أمام رجال لم تصقل جسومهم من لحم ودم بل من حديد ونار، فهم لا يقاتلوا ليعيشوا، بل يعيشون ليقاتلوا في سبيل مايقدسونه من العزة والكرامة والإباء، فهذه أشياء لا تقبل المساومة.

 

هنا يقف أبناء قبيلة أرحب وقفة الجسد الواحد، تنظر قبيلة أرحب إلى فلسطين كما ينظر الأخ إلى أخيه الجريح، سمعوا نداءهم ولبوا داعيهم، وتوافدت الجموع تلبية للنفير العام جراء مايحصل في غزة و ردعاً للعدو الصهيوني،وإسناداً للقوات المسلحة اليمنية،فهناك جرائم من هولها تغلي في العروق دماءٌ لا يبّردها إلا بأفعال تثبت أن العدو لا يزوله إلا لهيب من أفواه البنادق التي لم تصم يوماً.

حين تهتف أصواتهم باسم غزة فهي لا تهتف بالصوت وحده، بل تتأجج السماء من زئير شموخ نداءاتهم ليصل إلى سماء فلسطين الأبية صدى هتافهم بأنهم ليسوا وحدهم، وأن رصاصهم هو القبة الوحيدة التي يخافها الاحتلال،و عند اندلاع نار المقاومة لا تترد القبيلة عن إعلان جهوزيتها، فهي لا تعرف الحدود أو الجدارات المانعة، ولا جغرافيا المسافات لتمنعها، وإن كانت الكرة الأرضية بالكامل تفصل بين أرحب وغزة فإن الثأر واحد، ومازال العدو واحد فهو يجعل المسافة بينهما أقرب من شرايين القلب.

قبيلة تصدرت بين القبائل اليمنية بالولاء والفداء،والشجاعة والتضحية،والسخاء والعطاء،هي منبع الجود والكرم،وهي بحر الرفعة والسمو،وقلعة حصينة لا يدخلها غازي، ولا يغرر بها محتل، كانت وماتزال كجنبية حميرية سبأية  في خصر القبائل اليمنية.

 

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء

#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى