اللزوجة السياسية
بقلم _محمد حسن زيد
عندما كانت قوات التحالف تضرب قوات يمنية موالية لها ضربات موجعة بالخطأ ثم تضربها مرة أخرى بخطأ أشد من الخطأ السابق وأسمع الصراخ والعويل كنت أظن كل مرة أنه قد حان الطلاق البائن بين هذه القوى اليمنية وبين الإمارات والسعودية، كنت أظن أن الأمور قد اتضحت أخيرا لهؤلاء المغرر بهم عن حقيقة من تحالفوا معه ومنحوه الشرعية للتدخل في اليمن وكانوا جنودا مجندة بين يديه ليضرب بهم الوطن والمواطن.. كنت أظن انهم قد اكتشفوا أخيرا كيف كانوا مجرد أدوات لا قيمة لها ولا مستقبل إلا كمستقبل بائعة الهوى التي تحلم بالزواج ممن اعتاد زيارتها سريعا ثم يلطمها ويسحق كرامتها بعد أن نال وطره منها ثم يأتيها اليوم الثاني والثالث والرابع ليكرر فعلته بها وهي ما زالت خاضعة له تحلم بالزواج منه يوما ما!!
لكني كنت أصعق دائما بمدى “اللزوجة السياسية” التي يتحلى بها هؤلاء في امتصاص الأخطاء المتكررة للتحالف والإذلال المتعمد لهم… هل يظنون أنفسهم حكماء ودهاة حين يفعلون ذلك؟ هل يظنونها مرحلة إهانة يجب أن يصبروا عليها لكي يتم تمكينهم بعد ذلك من السلطة ثم بعد ذلك ينوون التحرر ثم الانتقام؟ أهكذا يفكرون؟
يتهمون الإمارات والسعودية أنهما من أوصل الحوثي إلى صنعاء فتتوقع أن يُعلنوا الحرب على الإمارات والسعودية بناء على ذلك الزعم لكنهم في الواقع يستمرون في خدمة الإمارات والسعودية على أمل الانقلاب عليهما يوما ما!
الإمارات والسعودية تعرفان ذلك عنهم وهما يستخدمانهم الآن ويعرفان مدى “لزوجتهم السياسية” وخطورتهم الاستراتيجية ويعرفان ان التخلص من هذه الحية الناعمة الرقطاء هي أولوية الأولويات مهما بدت عاجزة ومسالمة وخاضعة..
في سوريا يتكرر المشهد ونحن نسمع عن ضربات إسرائيلية تستبيح البلد بالطول والعرض مرارا وتكرارا منذ سقوط الجيش العربي السوري.. استباحة تشمل الأرض والدولة وتمس بالوحدة الوطنية دون أي رد فعل من السلطة الثورية إلا رفع رايات الخضوع والاستسلام والتلويح بالتطبيع مع الكيان اللقيط!
هل هذه “اللزوجة السياسية” حكمة ودهاء؟
أم هي نفاق وهوان يُثير الاشمئزاز؟