الموقف الثابت

بقلم _ فاطمة بخيت

 

رؤية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بمرور الأيام والسنين، ولا بتغير الأمكنة والمواقع، ولا بتبدل الأحوال؛ لأنّها رؤية نابعة من آيات القرآن الكريم الذي جعله الله هدى للعالمين، منذ بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين وحتى يوم الدين.

 

لقد حاول العدو جاهدًا أن يجمد تلك الآيات، ويحصر العمل بها في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحسب، ولكن يأبى الله إلا أن يصطفي من أعلام دينه من يقود الأمة إلى بر الأمان، وينفض عنها غبار الجهل والضلال.

فكم عانت الأمة على امتداد تاريخها الطويل من عدوها اللدود الذي يسعى في الأرض فسادًا، ويسعى بكل قوة إلى إضلالها، وإذلالها، والهيمنة عليها، وكلما تقدم الزمن، تفنن العدو في وسائل إفسادها، والهيمنة عليها، وصولًا إلى الزمن الحاضر الذي يعد من أسوأ الأزمنة لمدى تفوق ذلك العدو في وسائله وأساليبه لتدمير هذه الأمة.

لقد تنبه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي –رضوان الله عليه- لخطورة هذا العدو ومدى تأثيره الكبير والكارثي على الأمة كلها، وذلك لم يكن بمحض الصدفة، وإنّما كان ناتجًا عن تفكر وتأمل عميقين في آيات القرآن الكريم مقرونًا بما يجري على أرض الواقع من أحداث وشواهد، فيصدع بموقفه الثابت والمبدئي معلنًا براءته من أعداء الله وأعداء الأمة جمعاء، وهو يعلم علم اليقين أنّ ذلك الموقف سيكون له تبعات ونتائج ضده وضد حركته التوعوية، لكنه استمر في موقفه وفي سعيه الدؤوب لتوعية أبناء الأمة واستنهاضهم لمواجهة الخطر المحدق بهم، استشعارًا منه للمسؤولية أمام الله الذي سيسأل الجميع غدًا ما الذي فعلوه لمواجهة ذلك العدو حيال ما يقوم به من فساد وضلال وانتهاك للحرمات.

 

حاول العدو جاهدًا أن يسكت ذلك الصوت الذي صدح ضده بكل ما أوتي من قوة عن طريق عملائه ومرتزقته، مارس كل أنواع الضغوط، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، لم يكن موقف الشهيد القائد رفض التراجع عن موقفه فحسب، بل رسخ في نفسه وفي نفوس من حوله أنّ تلك القوة العظمى التي أرعبت كل قوى العالم، وجعلت فرائصهم ترتعد كلما ذُكرت لهم، ما هي إلا قشة أمام قوة الله وجبروته، فمضى رضوان الله عليه في تشييد ذلك البناء الشامخ الذي لا يهتز ولا يتزعزع بفعل كل المؤامرات والحيل والمكائد، مضى يصنع نفوسًا أقوى من الحديد الصلب في مواجهة العدو الغاشم اللدود، لم يتأثر بكل أنواع الترغيب والترهيب، بل مضى ثابتًا على النهج الرباني القويم حتى لقي الله شهيدًا بعد أن أسس مشروعًا نهضويًا حضاريًا عظيمًا يقود الأمة إلى طريق النجاة.

 

لم ينته ذلك المشروع العظيم باستشهاد الشهيد القائد، بل هيأ الله من أعلامه من يحمل الراية حتى بلوغ الغاية؛ لأنّ الأمة أحوج ما تكون إلى قيادة حكيمة وهي تمر بمنعطف خطير في تاريخها، وأعداء متربصين يودون القضاء عليها.

فما كان من السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي –يحفظه الله- إلا أن أمسك بزمام الأمور، وتسلم دفة السفينة ليقود الأمة إلى طريق النجاة الذي أراده لها رب العزة والجلال، وواجه الأعداء بكل ما مكنه الله، وخاض معهم الحروب، لكنهم فشلوا أمام إرادة الله بنصر هذا المشروع، رغم ما بذلوه في سبيل القضاء عليه، حتى العصر الحالي الذي أصبح فيه هذا المشروع يواجه أعتى قوى الاستكبار العالمي نصرةً لأبناء فلسطين وغزة، الذين تخاذل العالم الإسلامي عن نصرتهم، رغم عدم تكافؤ الإمكانات والعتاد والعدة والتكنولوجيا المتطورة؛ لكن الله أظهر للعالم مدى هشاشة الباطل مهما أمتلك من الإمكانات، حتى أصبح العدو يعاني من إحباط، بل يعترف على لسان خبرائه بفشل منظومة الدفاع الأمريكية في مواجهة من أسمتهم بالحوثيين، والذين حظوا –بالطبع- بمعونة الله وتأييده عندما وثقوا به وتوكلوا عليه، غير مبالين باستكبار العدو وغطرسته، وثبتوا على النهج ذاته، والمشروع ذاته الذي أسسه شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، وسيبقون كذلك حاملين راية الدين ونصرة المستضعفين حتى تحرير الأراضي المحتلة من أيدي الصهاينة والمحتلين.

 

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء

#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى