قصف سفينة اغاثة غزة يكشف وحشية الصهاينة ومن يدعمهم
كنوز ميديا _ متابعة
أقدمت طائرات مسيّرة صهيونية على قصف سفينة الإغاثة الدولية التابعة لتحالف (أسطول الحرية) الذي يهدف إلى إيصال مساعدات إلى غزة، الحادثة فجّرت موجة غضب عالمي وطرحت تساؤلات صارخة عن حدود الاستهتار الصهيوني، وصمت داعمي الكيان، وهل بقي دور للعالم في حماية المبادئ الإنسانية الأساسية.
القانون الدولي واضح في تجريمه لقصف سفينة مدنية في المياه الدولية، ويعده خرقًا جسيمًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وخرقًا صريحًا لاتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف العاملين في المجال الإنساني.
السفينة لم تكن تحمل سلاحًا ولا مقاتلين، بل مواد إغاثة وناشطين سلميين من جنسيات متعددة، كانت مهمتهم إيصال الغذاء والماء إلى المحاصرين في غزة.
هذا الهجوم ليس حادثًا عشوائيًا بل فعلًا مدروسًا يرمي إلى فرض قاعدة عدوانية ملخصها: (كل مساعدة إنسانية لغزة تُعد تهديدًا أمنيًا ويجوز استهدافها).
انها تعبير عن وحشية بلا قيود، وما يجعل الجريمة أكثر خطورة هو سياقها السياسي والأخلاقي، ورغم فداحة الحادث، فإن العواصم الغربية الكبرى، لم تُصدر سوى بيانات باهتة، تعبر عن التواطؤ والتأييد وليس عن الرفض، هذا الصمت يعكس خللًا أخلاقيًا عميقًا في مواقف القوى التي تدّعي الدفاع عن (النظام الدولي القائم على القواعد).
هذه الجريمة هي رسالة صهيونية مكررة تؤكد عدم الاعتراف بأي خطوط حمراء، ولا قانون دولي، ولا حياد مقبول.
ومن يقف خلف هذه الرسالة هم الداعمون الكبار من الدول الاستعمار، الذين يزودون الكيان الصهيوني بالسلاح والدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية.
هؤلاء يتحملون المسؤولية الكاملة، ليس فقط عن الجريمة المباشرة، بل عن توفير غطاء سياسي ودبلوماسي يسمح للكيان بالتصرف كقوة فوق القانون.
الرسالة الثانية الأشد خطورة هي ما يبعثه الكيان إلى المنظمات الإنسانية العالمية بما معناه ان مساعدتكم لغزة تساوي الموت أو التدمير.
وهذه الرسالة قد تؤدي إلى إحجام بعض المنظمات عن تقديم الدعم، ما يعني مزيدًا من الجوع والمرض في القطاع، وهو ما يدخل ضمن سياسة (التجويع كأداة حرب) وهو مبدأ محظور دوليًا.
المطلوب من العالم الحر اليوم ليس مجرد بيانات إدانة شكلية، بل موقف عملي.
هناك مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي، تبدأ بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تحكم بفرض عقوبات على المتورطين، وتنتهي بفتح ممرات إنسانية دائمة إلى غزة تحت إشراف دولي.
كما يجب إعادة فتح ملف محكمة الجنايات الدولية ومحاسبة الكيان الصهيوني على هذه الجريمة وسابقاتها.
ان قصف سفينة “Conscience” ليس فقط اعتداء على سفينة، بل على الضمير العالمي ذاته، وهو اختبار حاسم للعالم ان كان لا يزال فيه قوة لفرض القانون الدولي على من ينتهكه جهارًا؟ أم أن الوحشية الصهيونية وبصمت الداعمين، ستتحول إلى قاعدة جديدة في العلاقات الدولية؟ في الحالتين، الصمت جريمة… واللامبالاة خيانة للإنسانية.
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٥/٤