كلية الفنون الجميلة تقيم مهرجان “المسرح فكر وأصالة”

كنوز ميديا _ ثقافة وفن

أطلق قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، اليوم الأحد، فعاليات مهرجان “المسرح فكر وأصالة” في دورته السابعة والثلاثين، بمشاركة واسعة من طلبة الكلية، ضمن عروض مسرحية تمثل خلاصة العمل السنوي الأكاديمي.

ويمتد المهرجان على مدى أربعة أيام، انطلاقاً من اليوم 4 آيار 2025، ويتضمن تقديم سبعة عروض من طلبة المرحلة الرابعة ضمن مادة الإخراج، بالإضافة إلى عرض مسرحي على هامش الفعاليات لطلبة المرحلة الأولى، فيما يُختتم المهرجان مساء الأربعاء 7 آيار بمسرحية “مرصاد” التي تُعرض عند الساعة السابعة مساءً.

ويقول عميد كلية الفنون الجميلة، الدكتور مضاد الأسدي، في تصريح تابعته ” كنوز ميديا”: إن “المهرجان يمثل امتداداً لنسخ سابقة أثبتت حضورها، وأصبح تقليداً سنوياً داخل الكلية يعكس هوية الفنون الجميلة”، مشيراً إلى أن “قسم الفنون المسرحية هو الأقدم منذ تأسيس الكلية، ويجسّد رسالتها الأكاديمية من خلال انفتاحه على المجتمع”.
وأضاف، “نسعى بأن تكون الكلية منصة إشعاع حضاري، وهذا المهرجان تحقق بالكامل بجهود الطلبة دون أي تمويل، بل باندفاع ذاتي وإخلاص واضح”، مؤكداً أن “الكلية تسعى عبر هذا الفعل الثقافي إلى نشر قيم الطمأنينة والسلام والتنوير”.

من جانبه، أكد رئيس قسم الفنون المسرحية، الدكتور محمود جباري حافظ : أن “المهرجان يأتي ضمن تطبيق مادة التطبيقات المختبرية، التي تبدأ من المرحلة الثانية حتى الرابعة، حيث يتدرج الطلبة في تعلم الإدارة والإخراج العملي وصولاً إلى إخراج مستقل في نهاية المرحلة”.
وأوضح، أن “هذه التجربة تُمثّل مصدراً مهماً لتغذية المسارح الوطنية بطاقات أكاديمية ناضجة، وهو ما يعزز من مكانة المسرح الجامعي بوصفه رافداً للمؤسسات المسرحية الكبرى في البلاد”.
بدورها، أكدت الفنانة سهى سالم المدعوة للمهرجان : إن “الدراسة الأكاديمية مهمة جداً لتوجيه وتطوير الموهبة الفطرية، فهي تمنح الوعي والنضج والأدوات التقنية التي تفتقدها الموهبة غير المصقولة”، مضيفةً أن “رغم التطور الرقمي والتقني، تبقى الدراسة المسرحية أساساً لبناء فنان حقيقي”.

بدوره، أوضح عماد هادي الخفاجي، عضو لجنة التحكيم وأستاذ المسرح في الكلية: أن “المهرجان يُعد تتويجاً لسنة دراسية كاملة من العمل المتواصل بإشراف مباشر من الأساتذة”، مضيفاً أن “العروض تخضع لمراجعة أكاديمية شاملة بدءاً من اختيار النص، مروراً بالتدقيق اللغوي والتقني، وانتهاءً بإجازة العرض من قبل لجنة المشاهدة”.
وتابع: “العروض هذا العام كانت مميزة جداً وتجاوزت التوقعات، كما يشمل المهرجان عرضين خاصين أحدهما يقام في الفضاء المفتوح”.

مخرج أحد العروض الطالب محمد باسم جدوع، تحدث عن العمل قائلاً: إن “العمل المسرحي بعنوان (ون واي) المستوحاة من نص (في انتظار غودو) وهي عالجت قضايا الانتظار والهوية الشرقية، والإعلام المهيمن، عبر إسقاطات واقعية واجتماعية حية”، مؤكداً أن “فريق العمل ضم طلبة من محافظات مختلفة اجتمعوا على هدف مشترك هو تقديم رسالة فنية تمس الواقع وتعبّر عن معاناة وهموم الناس”. وأشار إلى أن “المسرح يتطلب حباً والتزاماً عميقاً، وهو ما نفتقده أحياناً لدى بعض الطلبة الذين ينسحبون من العمل بسبب عدم اقتناعهم بقيمة ما يُقدّم”، مؤكداً أن “المسرح قضية بحاجة لمن يتبناها بصدق”.
ويؤكد منظمو المهرجان أن هذه التظاهرة المسرحية الأكاديمية ليست مجرد نشاط داخلي، بل تعبير حقيقي عن وعي فني متجدد، يتكامل فيه التعليم مع الإبداع، ويجسد حضور الجامعة في قلب المشهد الثقافي العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى