وعادت خيبرُ إلى الواجهةِ، واقتلاعُ البابِ يُكرِّرُهُ الزمنُ على يدِ قائدِ اليمنِ!

بقلم _ طوفانُ الجنيدِ

الحمدُ للهِ الذي صدقَنا وعدَه، وأمدَّنا بتأييدِه، نَحمدُه ونَشكُرُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ، وعلى آلِهِ الأطهارِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا يا كريمُ، وبعد:

ها هو الزمنُ يُعيدُ نفسَه، والأحداثُ تتكرَّرُ فيه، وإنِ اختلفَت بعضُ السيناريوهاتِ المرافِقةُ وتطوُّراتُها الماديَّةُ والنفسيَّةُ والتكنولوجيَّةُ، لكنَّ التماثُلَ والتشابُهَ يبقَيانِ واضحَيْنِ للعيانِ.

ولو عُدْنا بذاكرتِنا إلى تاريخِ إنشاءِ الدولةِ الإسلاميَّةِ وتأسيسِها على يدِ القائدِ المؤسِّسِ رسولِنا الأكرمِ ـ صلواتُ اللهِ عليه وآله ـ وكيف تمَّ تأسيسُ هذه الدولةِ، وما هي الأحداثُ التي وقعت في هذه المرحلةِ الفارقةِ في تاريخِ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ بل والبشريَّةِ جمعاء…

فلَو نظرنا إلى موقعةِ فتحِ خيبرَ، عندما أرادَ رسولُ اللهِ أن يُطهِّرَ المدينةَ المحمَّديَّةَ من رجسِ اليهودِ، بعد أن رفضوا الدخولَ في الدينِ الإسلاميِّ الحنيفِ، واشتدَّ عداؤُهم ومكرُهم، ونقضوا العهودَ، وتربَّصوا بالمسلمين، وأكثروا من الفسادِ والإجرامِ؛ قرَّرَ الرسولُ الأكرمُ والمؤمنونَ معه الخلاصَ من هذا السرطانِ الخبيثِ، أشرِّ مخلوقاتِ اللهِ على الإطلاقِ.

فقدِمَ إلى خيبرَ بمن معه، وألقى الحُجَّةَ عليهم: إمَّا السَّلامُ والإسلامُ، وإمَّا الحربُ والمواجهةُ، فاختاروا المواجهةَ، مستندينَ إلى قوَّتِهم وعددِهم وعُدَّتِهم، وحصونِهم المنيعةِ العصيَّةِ على الاقتحامِ.

فأمرَ رسولُ اللهِ ـ صلواتُ اللهِ عليه وآله ـ بالهجومِ عليهم، وكسرِ شوكتِهم، لكنَّ حصونَهم كانت منيعةً، وهم يحتمونَ بداخلِها، ممَّا جعلَهم بعيدِي المنالِ على السَّرايا التي كانت تتقدَّمُ عليهم بقيادةِ بعضِ الصحابةِ.

وقد كانَ يومَها الكرَّارُ أرمَدَ العينيْن، فبَصَقَ رسولُ اللهِ في عينِه فعوفيَ، ثم جمَعَ المؤمنينَ وقامَ فيهم قائلًا:

“لأُعطِيَنَّ الرَّايةَ غدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحبُّه اللهُ ورسولُه، كرَّارٌ غيرُ فرَّارٍ، يفتحُ اللهُ على يديه.”

فكان كلُّ واحدٍ من الصحابةِ يأملُ أن يكونَ ذاكَ الرجلَ، لكنَّهم يعرفونَ قدراتِهم وأنهم عاجزونَ عن ذلك، وقد جُرِّبوا فلم يُفلِحوا، فكانوا يُصغِّرونَ أنفسَهم أمامَ النبيِّ ـ صلواتُ اللهِ عليه وآله ـ حتى لا يُشيرَ إلى أحدٍ منهم.

فتسلَّمَ الرايةَ حيدرُ الكرَّارُ، عليُّ بنُ أبي طالبٍ ـ سلامُ اللهِ عليه ـ، فتقدَّمَ مولانا عليٌّ ـ عليه السلامُ ـ ونازلَ “مرحبَ” أشجعَ المقاتلينَ اليهودِ وقائدَهم، فصرعَه، ثم تقدَّمَ إلى بابِ الحِصنِ الذي لم يكن يفتحهُ ولا يُزحزِحهُ إلَّا عشراتُ الرجالِ، فاقتلعهُ الكرَّارُ بيدِهِ الواحدةِ، وفتحَ الحِصنَ، وارتفعَ التكبيرُ والتهليلُ، واستسلمَ من تبقَّى من اليهودِ، وكاتبوا وقبلوا بالجزيةِ.

الضربةُ الحيدريَّةُ اليمانيَّةُ على مطارِ اللُّدِّ الصهيونيِّ

يا لها من ضربةٍ حيدريَّةٍ مشابهةٍ لتلك الضربةِ الإيمانيَّةِ الأولى، التي وقفَ العالمُ أمامَها مبهورًا مذهولًا من دقَّتِها، وعَظمتِها، وتكتيكِها المحكمِ، وكيف أنَّ الصاروخَ اليمنيَّ قطعَ كلَّ تلكَ المسافاتِ، وتجاوزَ خطوطًا دفاعيَّةً عديدةً: ثاد، وحيتس، وداود، وغيرها من الأنظمةِ الدفاعيَّةِ الأمريكيَّةِ والصهيونيَّةِ المتطوِّرةِ، وضربَ قلبَ المطارِ، وأحدثَ كلَّ هذه الحفرةِ، وهذا الانفجارِ، الذي أصابَ العدوَّ في جبينِه، وكسرَ شوكتَه، وأسقطَ هيبةَ فخرِ صناعةِ جليفهِ الإجراميِّ، ورأسِ الشَّرامريكا.

هذه الضربةُ اليمانيَّةُ، سيبقى صوتُها مدوِّيًا في بلدانٍ عديدةٍ وأزمنةٍ مديدةٍ، وستفتحُ مرحلةً جديدةً من الصِّراعِ والمجابهةِ مع العدوِّ الطاغي، والسفّاحِ المجرمِ.

وما تُقدِّمُهُ هذه الضربةُ من مواقفَ وصفعاتٍ مؤلمةٍ، بيدِ رجالِ اللهِ اليمنيِّين، وقائدِهم المغوارِ، سبطِ النبيِّ المختارِ ووصيِّه الكرَّارِ ـ سلامُ اللهِ عليه ـ، لهوَ آيةٌ من آياتِ النُّصرِ الإلهيِّ، والرُّعبِ الرَّبَّانيِّ في قلوبِ أعداءِ اللهِ.

وممَّا زادَ الألمَ والوجعَ، وعمَّقَ جُرحَ العدوِّ الصهيونيِّ، هو ما نالَهُ من صفعةِ قرارِ حظرِ الملاحةِ الجوِّيَّةِ على الكيانِ، وتحذيرِ شركاتِ الطيرانِ الملاحيَّةِ من التوجُّهِ إلى إسرائيل، بعد أنْ كان قد فُرِضَ حظرٌ ملاحيٌّ في البحرِ الأحمرِ، والعربيِّ، وخليجِ عدن، منذُ عامٍ ونَيِّفٍ، ممَّا تسبَّبَ للعدوِّ بخسائرَ اقتصاديَّةٍ فادحةٍ، وتمَّ إغلاقُ مينائِهِ التجاريِّ المسمَّى “إيلات” نهائيًّا، بقوَّةِ اللهِ، وعزيمةِ القيادةِ الحكيمةِ اليمنيَّةِ الإيمانيَّةِ وقوَّاتِها المسلَّحةِ.

وفي الأخيرِ نقولُ للعدوِّ الصهيونيِّ والأمريكيِّ:

لن تنالوا منَّا، مهما أجرمتُم، وكثَّفتم غاراتِكم، واستهدفتم المدنيِّين، وحاصرتم، ودمَّرتم المنشآتِ الخدميَّةَ، فلن تُثنونا، ولن تُخضِعونا عن موقفِنا الإيمانيِّ نحوَ أهلِنا في غزَّة، ونُصرةِ قضيَّتِنا المركزيَّةِ الأولى، وكلِّ قضايا أُمَّتِنا العربيَّةِ، ولن تُفلِحوا إذاً أبدًا.

#اليمن_لن_يتخلّى_عن_القدس
#معركةُ_الفتحِ_الموعودِ_والجهادِ_المقدّسِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى